أفرجت «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» عن معلومات متعلقة بعملية أسر الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، في الذكرى التاسعة للعملية التي وقعت في أغسطس (آب) عام 2014، خلال الحرب التي استمرت 51 يوماً.
وتحدث مقاتلون شاركوا في العملية، وعرضوا صورة قلادة انتُزعت من أحد جنود «غيفعاتي» خلال العملية، وقالوا إن أحد مقاتلي القسام -وهو وليد مسعود الذي قضى أثناء العملية- انقض على ضابط الاتصال في القوة المتقدمة، وأجهز عليه، ما أدى إلى انقطاع الاتصال بين القوة وقيادتها، الأمر الذي ساهم في إنجاز المهمة وإنجاحها.
وقالت «القسام» إن مسعود كان يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، وسحبه الجنود الإسرائيليون ظناً منهم أنه غولدن، ما أخر عملية ملاحقة الجندي الأسير أكثر من ساعتين.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى «حماس»: الجنديان شاؤول آرون وهدار غولدن، أسرتهما «حماس» في الحرب التي اندلعت في صيف 2014. (تقول إسرائيل إنهما جثتان، ولا تعطي «حماس» أي معلومات حول وضعهما). وأفيرا منغستو، وهاشم بدوي السيد، وهما مواطنان يحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، ودخلا إلى غزة بمحض إرادتهم بعد حرب غزة عام 2014 في وقتين مختلفين.
.. «هدار جولدن» الضابط الذي ابتلعته أنفاق القسام برفح خلال معركة العصف المأكول #جيش_فلسطين_الاكتروني pic.twitter.com/VH5rs83DJI
— حنظلة (@nl2320193854196) August 1, 2023
وفشلت جولات كثيرة سابقة في إحراز أي تقدم لإنجاز صفقة تبادل، في ظل أن إسرائيل لم تدفع الثمن المطلوب لإنجاز صفقة جديدة.
وتطلب «حماس» إطلاق سراح جميع الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل الأولى عام 2011، وإطلاق سراح قيادات كبيرة من الحركة وفصائل أخرى، وأسرى سجن جلبوع الذين فروا وأعادت إسرائيل اعتقالهم.
ورفضت إسرائيل ذلك، واقترحت إطلاق سراح عدد معقول من الأسرى، من دون أسرى «على يدهم دم»، وهم الأسرى الأكثر أولوية بالنسبة لـ«حماس»، ويعرفون باسم قائمة «VIP» إلى جانب دفع أثمان سياسية في قطاع غزة.
ويعتقد أن العقبة التي تقف أمام صفقة تبادل، هو رفض إسرائيل الإفراج عن الأسرى الكبار. وتحاول «حماس» أمام ذلك الضغط على إسرائيل من خلال تسريبات منتظمة.
وبداية العام نشرت «حماس» مقطع فيديو لأحد الأسرى الإسرائيليين لديها، أكدته السلطات الإسرائيلية؛ لكنها عدته دليل إحباط.
وبثت القسام فيديو لمنغستو الأسير لدى «حماس»، يرتدي قميصاً بينما يقرأ رسالة قصيرة بصوت منخفض، يقول فيها: «أنا أفيرا منغستو الأسير. إلى متى سأبقى في الأسر مع أصدقائي؟»، وتساءل: «أين دولة إسرائيل وشعبها من مصيرنا؟».
وفوراً أثار الفيديو الجدل الذي كانت تسعى له «حماس» في إسرائيل. وأصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بياناً، قال فيه إنه لا يمكن تحديد مصداقية الفيديو.
قبل ذلك، نشرت «حماس» صوراً قالت إنها لبندقية الجندي الإسرائيلي هدار غولدن. ونهاية يوليو (تموز) 2022، لمَّح الناطق باسم «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» بأن أحد الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حركته في قطاع غزة على قيد الحياة، أو كان كذلك حتى عام 2021. وفي 28 يونيو (حزيران) عرضت «كتائب القسام» مشاهد للأسير السيد وهو طريح الفراش، موصولاً على جهاز للتنفس الاصطناعي، وقالت إن وضعه الصحي صعب.
لكن كل محاولات «حماس» إثارة الرأي العام في إسرائيل، من أجل إجبار الحكومة هناك على إنجاز صفقة تبادل، لم تنجح حتى الآن.