جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد
الدوحة – قنا
تستضيف جمهورية كوستاريكا في قارة أمريكا الوسطى غدا /الثلاثاء/، النسخة الثامنة من حفل تكريم الفائزين بجائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، التي تعد دولة قطر صاحبة السبق العالمي في إطلاقها فهي الجائزة الأولى من نوعها على مستوى العالم في مجال مكافحة الفساد.
وتشكل جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، حدثا دوليا سنويا لمكافحة الفساد منذ إقرارها عام 2016، حيث توزع الجائزة، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، على الأفراد والمنظمات التي تساهم بقوة في مكافحة الفساد، وتشمل 5 فئات، هي: إنجاز العمر أو الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، والبحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد، وإبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، والابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، بالإضافة إلى حماية الرياضة من الفساد.
ويتزامن منح الجائزة مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد، وهو ما يمثل حافزا ملهما للكثير من المبادرات ذات الصلة التي أطلقتها دولة قطر على المستويين الإقليمي والدولي بهدف دعم الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة الفساد، والتعريف بأولئك الذين أظهروا الالتزام والتفاني في جهود التصدي للفساد، وحماية المجتمعات من آفات الانحراف الاقتصادي والمالي والإداري وتجاربها المريرة.
وتنبع أهمية جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، من كونها دعوة عالمية الأبعاد بهدف محاربة المفسدين وسراق المال العام، وتشجيع جهود ونشاطات كل الجهات والأفراد الذين وضعوا على عاتقهم تحمل تبعات العابثين بمقدرات البلدان وثرواتها، ونشر ثقافة الشفافية والنزاهة، فضلا عن تكريس قيم دولة قطر والوفاء بالتزاماتها محليا ودوليا، والعمل من أجل تعزيز مفهوم المساءلة والعدالة.
ولا شك أن الجائزة تعد تتويجا لرؤية دولة قطر 2030، ونشر أهدافها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في ترسخ الحكم الرشيد والشفافية، وإطلاق يد العدالة لاجتثاث آفة الفساد بكل ما تشكله من مخاطر على مشاريع التنمية ومستقبل الأمم وتقدمها ورفاهية شعوبها إذ إن تفشي الفساد ينخر أسس استقرار المجتمعات ويعرقل مسيرة رقيها وتطورها.
وتسلط الجائزة الضوء على الظروف المثالية والإجراءات المطلوبة والممارسات المنضبطة بروح القانون، وتهدف لتكريم التجارب الناجحة ورفع مستوى الوعي الفردي والمجتمعي والمؤسساتي، وتقدير كل المبادرات التي وضعت بصمة متميزة بحماية المجتمعات من تداعيات الفساد، كما أنها تعمل على تحفيز الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلام والمجتمع المدني، من أجل تبني مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وتطبيقاتها والتعاون من أجل تنفيذها.
وتمنح الجائزة وفق سياقات تتابع الأفراد والكيانات ممن كان لها أبحاث أو منشورات أو إسهامات أو تجارب ضد الفساد يمكن التحقق منها، وتتبع معايير منح الجائزة الاشتراطات والمفاهيم الدولية المعتمدة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي تشجع على إقامة مجتمعات مسالمة تحترم حقوق الجميع دون أي إقصاء أو تهميش، وتتيح فرص الوصول إلى العدالة والتمتع بخيرات البلد واستثمار ثرواته دون تمييز، وبناء مؤسسات فعالة تخضع للمراقبة والمحاسبة على صعيد واحد.
وقد حظيت الجائزة باهتمام عالمي وأممي واسع، لما أرسته من ممارسات إيجابية وساحة تنافسية في نشر ثقافة محاربة الفساد بأساليب مستحدثة تتجاوز الطرق التقليدية وتتخطى محاولات التملص والإفلات من العقاب والمساءلة الضروريتين لخلق بيئة نظيفة وإدارة حرة منتجة، بما تخلقه من ثقافة علمية بحثية وتجارب تحترم سيادة القانون.
وقد تميزت جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، من خلال نسخها الماضية، بتكريم الجهود الاستثنائية في فئة “جائزة العمر” لشخصيات لاقت تجاربهم في مواجهة الفساد صدى كبيرا عبر تنفيذ تدابير وإجراءات حاسمة ومؤثرة، وتولت إدارة الجائزة نشر تلك الإنجازات في المحافل والمنصات الدولية، ومنح جوائزها بشكل علني كي يشجع على تكرار تلك الممارسات المثمرة واقتفاء أثرها.
وتسعى جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، في فئة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية إلى مكافحة الفساد من خلال مجموعة متنوعة، بينها الأبحاث الجامعية والوسائل التعليمية إذ يمكن مكافحة الفساد بطريقة أكثر فاعلية من خلال معرفة ودراسة الأسباب والعوامل التي تخلق الفساد والأساليب التي يمكن أن تعطله وتقتفي أثره ومنتجاته.
أما فئة الجائزة في إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد، فتركز على أهمية إشراك الأجيال الصغيرة من شباب وطلاب جامعات وموظفين صغار في جهود مكافحة الفساد، وتقدير وتشجيع المشروعات التي تدعمها منظمات غير حكومية أو المجتمع المدني، وتتراوح هذه المشروعات بين مبادرات شبابية لمكافحة الفساد ومخيمات صيفية أو حملات مدرسية أو بوسترات توجيهية ترفع مستوى الوعي الشبابي.
وتتطلع فئة الجائزة في الابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد إلى مكافأة الذين ابتكروا وطوروا الأدوات اللازمة للمساعدة على محاربة الفساد من خلال مساعيهم الصحفية إذ إن مكافحة الفساد لا تحتاج فقط إلى إرادة عدد من الأفراد أو المنظمات، لكنها تتطلب أيضا أدوات لمكافحتها، حيث تلعب الصحافة الاستقصائية البارزة والمتعمقة دورا حاسما من خلال فضح وتوثيق صور الفساد وتبيض الأموال، والوصول إلى الجهات التي تمثل رأس جبل الفساد، بما أنتجوه من أعمال استثنائية تمكنت من الكشف عنهم.
وتهدف جائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، في فئة حماية الرياضة من الفساد، إلى تقدير الأفراد والكيانات الذين عملوا على حماية الرياضة من الفساد محليا وإقليميا، وكان لهم أثر ملموس للحد من المخاطر، أو الذين أجروا بحوثا تتعلق بأثر الفساد على مفاصل الرياضة وقطاعاتها التي تمثل عصبا مهما ضمن توجهات الدول الحديثة ورفاهية شعوبها.