الدوحة – قنا
واصل مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الحادية عشرة لعام 2025 فعالياته لليوم الثاني وسط أجواء مفعمة بالتفاعل، حيث شهد المهرجان حضورا جماهيريا لافتا من عشاق الرواية.
وتشهد الفعاليات مشاركة بارزة من روائيين ونقاد خليجيين وعرب، يناقشون من خلال الندوات وورش العمل التدريبية، قضايا وإشكالات تهدف إلى الارتقاء بالرواية العربية وتعزيز تنافسيتها بين الأعمال المكتوبة بلغات أجنبية متعددة. كما عرفت أجنحة معرض كتارا للكتاب إقبالا كبيرا من القراء، وبوجه خاص محبي الأدب.
واستوقفت العديد من زوار المعرض فعالية الرسم الحر التي قدمها أربعة رسامين تشكيليين، توزعوا على أركان القاعة 12 لتجسيد الأفكار التي تقوم عليها أشهر الروايات السعودية الحديثة، والتي تعالج قضايا المجتمع، من بينها رواية “العصفورية” لغازي القصيبي ورواية “طوق الحمام” للروائية رجاء عالم.
وقام السيد خالد عبدالرحيم السيد، مدير إدارة الفعاليات والشؤون الثقافية في كتارا والمشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، بتقديم ملخص عن مشروع /الرواية تجمعنا/، ضمن حزمة من المشاريع والمبادرات التي تستقبل بها الجائزة عقدها الثاني.
وأوضح أن المشروع يقوم على مشاركة روائي قطري مع مجموعة من الروائيين العرب، بهدف تجربة العمل الجماعي في السرد، والاستفادة من تلاقح الأفكار في خلق رواية تجسد رؤى وخيالات متعددة.
من جهة أخرى، أقيمت ندوة عن الأديب والدبلوماسي السعودي الراحل غازي القصيبي، تناولت تجربته الأدبية الموزعة بين الشعر والرواية، وشارك فيها عدد من الأكاديميين والنقاد السعوديين، وهم: الدكتور معجب الزهراني، والدكتور سعيد السريحي، والدكتور محمد الصفراني، فيما أدارها الإعلامي والناقد الدكتور محمد بودي.
قدم الزهراني ورقة بعنوان: “غازي القصيبي ونموذج المثقف الرمز”، استعرض خلالها شخصية القصيبي المتنازع بين الإبداع الأدبي والإدارة والدبلوماسية على مدى نصف قرن.
وركز على تحول القصيبي من النموذج الناجح في غير مجال ومقام إلى الشخصية الرمزية المعروفة اليوم، مشيرا إلى أن أسباب هذا التحول تكمن في ثلاثة عناصر: أولها تنوع الطاقات الخلاقة التي نادرا ما تجتمع في فرد واحد، والأندر من ذلك تنميتها وصقلها بشكل متوازن خلال مرحلة التعلم؛ ثانيها التمكن من بلورة رؤية نقدية حرة تتعلق بالذات والعالم، نتيجة تحويل المعرفة الجادة إلى مغذ أساسي للوعي؛ وثالثها الحرص على تنمية البعد الإنساني في الذات بحيث تكون شخصية غيرية، حريصة على المصالح العامة وعطوفة على الإنسان الفرد أمام السلطة، بالانحياز له قولا وعملا وفكرا وخلقا.
بدوره، تناول الصفراني ظاهرة تحول القصيبي من الشعر إلى الرواية، مقدما ورقة بعنوان: “الشعراوية، بحث في المحاقلة بين فني الشعر والرواية”، وعرف المحاقلة بأنها عملية نقل مفاهيم حقل علمي إلى حقل آخر واستثمارها في تحليله.
كما ابتكر مصطلح “الشعرانية” المستلهم من تعليق القصيبي عند دهشته من الاحتفاء الكبير بروايته “شقة الحرية” مقارنة بعدم صدى دواوين شعره السابقة، وبنى الصفراني مداخلته في الندوة على هذا الأساس.
فيما قدم السريحي ورقة بعنوان: “الرواية باعتبارها قناعا”، تناول فيها بعض روايات غازي القصيبي بالتحليل والنقد.
وينتظر غدا الأربعاء تدشين مجموعة من الإصدارات الجديدة، منها رواية “لحن لم تكتبه الرياح” للكاتبة الواعدة موزة الأحبابي، التي تعد أصغر كاتبة قطرية تصدر رواية مكتملة الشروط الفنية، بالإضافة إلى توقيع الطبعة الثانية لكتاب “طيورات الفلا في البيئة القطرية”، وكتاب “طيور قطر” للأطفال والفتيان للشيخ حسن بن عبدالرحمن بن حسن العبدالله آل ثاني، وكتاب “كل ما تريد معرفته عن مرض التصلب المتعدد لتحسين الثقافة والوعي الصحي ضد المرض” للسيدة فايزة محمد إبراهيم.
ولاحقا، سيتم تدشين كتاب “القيم الأخلاقية في سيرة نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم” للكاتب أحمد بن خليفة العسيري المعاضيد، وكتاب “الرقابة المالية خلال الأزمات.. قراءة في الدروس المستفادة من أزمة فيروس كورونا” للدكتورة سلوى حامد الملا.
ويختتم مهرجان كتارا للرواية العربية فعالياته بعد غد الخميس بتتويج الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في ست فئات، بمجموع 14 فائزا.