بعد توقيفه في جورجيا… ما الخطوة التالية لترمب؟

نُشِرت مساء أمس (الخميس) صورة جنائيّة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التُقِطت داخل سجن في ولاية جورجيا خلال توقيفه لفترة وجيزة، حيث ندّد بـ«مهزلة قضائيّة وتدخّل انتخابي».

وهذه اللقطة التي يظهر فيها الملياردير الجمهوري عبوساً وعاقداً حاجبَيه ومُحدّقاً في الكاميرا، ستُسجّل في التاريخ بوصفها «أوّل صورة جنائيّة لرئيس أميركي سابق».

وبعد أخذ مقاساته، أطلِق سراح الرئيس السابق بكفالة.

وتوجه ترمب عصر أمس إلى ولاية جورجيا لتسليم نفسه في أحد سجونها، حيث أخِذَت بصماته، تمهيداً لمحاكمته بتهمة محاولة التلاعب بنتيجة الانتخابات الرئاسيّة لعام 2020، في رابع محاكمة جنائيّة يُلاحَق فيها، بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.

وحضر ترمب إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا، حيث وجّه القضاء له ولـ18 شخصاً آخرين تهمة «الابتزاز» وارتكاب عدد من الجرائم؛ سعياً لقلب نتيجة انتخابات 2020 في هذه الولاية الرئيسيّة التي فاز بها جو بايدن.

وقبيل مغادرته إلى أتلانتا، عاصمة الولاية، كتب الملياردير الجمهوري في منشور على منصّته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» إنّه «يوم حزين آخر في أميركا».

إليكم ما نعرفه عن الخطوة التالية بالنسبة لترمب في لائحة الاتهام الخاصة بجورجيا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت»:

اعتقال الرئيس السابق

استسلم ترمب في سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا مساء يوم 24 أغسطس (آب)، قبل أقل من يوم واحد من الموعد النهائي الذي تم تحديده له ولرفاقه.

وفي منشور على موقع «تروث سوشيال» بتاريخ 21 أغسطس، أعلن ترمب خططه: «هل تصدق ذلك؟ سأذهب إلى أتلانتا، جورجيا، يوم الخميس ليتم اعتقالي من قبل المدعية العامة لليسار الراديكالي، فاني ويليس؟».

واجتمع محامو ترمب، جنيفر ليتل ودرو فيندلينغ وماريسا غولدبرغ، مع ويليس يوم الاثنين للموافقة على شروط استدعائه ووقت استسلامه.

بحسب ما ورد، كان الرئيس السابق ينوي الظهور ليتزامن حجزه مع نشرات الأخبار المحافظة في أوقات الذروة، مما يضمن حصوله على أكبر قدر من الدعاية.

صورة جنائية وبصمات

كما هي الحال في محاكماته السابقة، تم أخذ بصمات ترمب، مثل ما هو معتاد في التهم الجنائية.

ولم يتم التقاط صورة للرئيس السابق في لوائح الاتهام الثلاث الماضية؛ لأنه يُعدّ شخصاً بارزاً، وبالتالي لم تكن هناك حاجة إلى صورة تعريفية.

ومع ذلك، قال عمدة مقاطعة فولتون، بات لابات، في وقت سابق من شهر أغسطس، إنه من المحتمل التقاط صورة لترمب؛ لأنه ستتم معاملته مثل أي شخص آخر. وبالفعل، تم نشر صورته الجنائية بعد اعتقاله في 24 أغسطس.

تم أيضاً التقاط صور لكل من المتهمين الآخرين إلى جانب ترمب.

هل سيدفع كفالة؟

وافق ترمب على دفع كفالة بقيمة 200 ألف دولار يوم الاثنين (21 أغسطس)، قبل 3 أيام من اعتقاله.

وجاء في السند أنه لم يُسمح لترمب بالتواصل مع الشهود أو المتهمين الآخرين إلا من خلال محاميه، ومُنع من توجيه أي «تهديد مباشر أو غير مباشر من أي نوع ضد المجتمع أو أي ممتلكات في المجتمع» بما في ذلك ضمن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وجاء في السند أن الرئيس السابق مطالب بدفع 10 في المائة من مبلغ الكفالة الخاص به، كما أنه مكلف تقديم تقارير شهرية إلى مسؤولي الإشراف قبل المحاكمة في مقاطعة فولتون.

وفي محاكماته السابقة جميعها، تم إطلاق سراح الرئيس السابق بشروط معينة. لكن هذه هي لائحة الاتهام الأولى التي يُطلب منه فيها دفع الكفالة.

في أحدث اتهام فيدرالي له يتعلق بجهوده المزعومة لإلغاء انتخابات 2020، تم إطلاق سراح ترمب بكفالة حضور وبموجب قواعد صارمة.

خلال أول محاكمة فيدرالية للرئيس السابق بسبب احتفاظه المزعوم بوثائق سرية، وقّع ترمب على سند ضمان شخصي.

عادة ما يتم وضع السند لضمان مثول المدعى عليه أمام المحكمة. يمكن للقاضي أن يرفض الكفالة بشكل كامل، الأمر الذي يتطلب بعد ذلك احتجاز المدعى عليه في انتظار المحاكمة.

متى ستُعقد الجلسة؟… وهل سيتم تصويرها؟

من المتوقع أن يكون تاريخ الاستدعاء الرسمي لترمب هو يوم الثلاثاء، 5 سبتمبر (أيلول)، أي بعد أسبوعين تقريباً من اعتقاله.

قانون جورجيا فريد من نوعه من حيث إنه يتطلب السماح بالكاميرات في الإجراءات القضائية ما دام القاضي وافق عليها.

ومن المرجح أن يتم بث الاتهامات المقبلة لترمب على شاشات التلفزيون، تماماً كما حدث مع أجزاء من لائحة الاتهام.

وسيكون هذا أول عرض متاح للجمهور لعدد كبير من لوائح الاتهام الجنائية للرئيس السابق. لم تكن لائحة اتهام نيويورك وكل لوائح الاتهام الفيدرالية تحتوي على كاميرات في قاعة المحكمة.

بموجب القانون، تعتقد جورجيا بأن الإجراءات المتلفزة تعزز «الوصول إلى إجراءات المحكمة وفهمها، ليس فقط من قبل المشاركين فيها ولكن أيضاً من قبل عامة الناس».

لكي يمنع القاضي الكاميرات من قاعة المحكمة، سيحتاج إلى سبب مقنع مثل طفل ضحية أو شاهد.