قصص نجاح الأمم تبدأ عندما يخط المعلم الحرف الأول على السبورة؛ ليعلم طلابه بكل إخلاص وتفان، وكل غرس صالح يزهر عند الوعظ الأول والرسالة الأولى التي احتسب بها المعلم وجه الله الكريم؛ ليرعى هذه الأمانة ويثبت رواسخ قيم صالحة تجاه دينه ووطنه.
وكل منصات التتويج تشهد بأن هذا المعلم كان شريكًا بهذا النجاح، وكل شعور ثقة واعتزاز بالنفس كان خلفه «طبطة» حانية ومواقف تربوية احتواها معلم قدير بكل حكمة ودراية.
وكل لحظة فشل كانت انطلاقة شرارة نجاحها الأولى تحفيز معلم واعٍ وكل دمعة نست طريقها في عالم فرح وبيئة آمنه حاول معلم محب صنعها لطلابه.
أثره عظيم وقدره كبير وأفضاله لاتجزى.. هذا المخلوق العجيب الذي وهبه الرحمن إنسانية عالية وروحًا للعطاء تواقة وحبًا للبذل بسخاء.. يصحوا مبكرًا بكل عنفوان وعزم على العطاء على الرغم مما يكابده من أمراض صحية تلازم جسده الضعيف الذي انهكته تعب السنين وثقل الأيام، هو موظف دولة يتلقى أجرًا ولكن الأجور التي يحصدها – بتوفيق من الله وبركته – طوال سبع ساعات يقضيها في عمله مضاعفة وأبوابها كثيرة وأثرها عظيم.
يستقطع جزءًا من وقت راحته لطلابه في ساعة نصح وإرشاد ويُعطي بكل نقاء روح ماتجود به نفسه الكريمة لتشجيع وتحفيز طلابه من عبارات مشجعة وهدايا رمزية تزرع في النفوس الامتنان وتخلق قيما إيجابية عن العلم والمعرفة فهذه هي روح التربوي الحاضرة مهما تعاقبت الأجيال ومرت السنين.. كل منا عالق بذاكرته ذكرى جميلة وكنز دفين يستحضرها في كل وقت وحين، وقد يرويها لأبنائه وأحفاده عن معلم لازال طيب ذكراه يفوح وجميل غرسه يزهر وسخي عطائه يُثمر في القلوب.
ونحن نحتفي اليوم بيوم المعلم فنحن نستحضر حكاياتكم الزاخرة بالعطاء ونقف تقديرًا لعطائكم اللامتناهي، وامتنانا لعظيم الأثر الذي رسخ في القلوب قبل الأذهان؛ فلن يجاري أحد أرواح تسمو بالخلق ولن يُوقف مسيرة الخير في نفوسها أقوال المحبطين والمثبطين ولن يكون لعقولها النيرة بديل مهما تطورت الذكاءات وتعددت البدائل.
فأنتم لكم كل الأيام الحافلة بالإنجاز وكل اللحظات المزهرة بالعلم والفضيلة وكل أثر عظيم باقي في الذاكرة .