هاجم عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجلسي النواب والأعلى للدولة هناك، واتهمهما ضمنياً بالسعي لتقاسم السلطة بالبلاد، بينما سيطر التوتر الأمني بشكل مفاجئ على العاصمة طرابلس منذ الساعات الأولى لصباح اليوم (الأحد).
وجدد باتيلي رفضه «خريطة الطريق»، التي أقرها مجلسا النواب و«الأعلى للدولة»، وعدّ أن «كل مَن يريدون حكومات انتقالية، يرغبون في (تقاسم الكعكة)، وسوف يذكر التاريخ ذلك».
وقال باتيلي، في كلمة ألقاها لدى مشاركته في «ملتقى أعيان وحكماء فزان» المنعقد بالعاصمة طرابلس، اليوم (الأحد)، إنه يتعين على المجلسين تحمل المسؤولية تجاه مَن يمثلانهم والتوصل إلى اتفاق حيال الانتخابات، وشدد على أنه «لا يمكن بناء ليبيا الجديدة إلا عن طريق عملية انتخابية يتم من خلالها انتخاب أعضاء البرلمان ورئيس الدولة»، «ولا يمكن بناء ليبيا في ظل وجود ترتيبات وحكومات انتقالية لا نهاية لها».
وبعدما طالب باتيلي، الشركاء الدوليين بدعم المسار السياسي في ليبيا لإنجاح إجراء الانتخابات، أشار إلى أن مستقبل البلاد «يجب ألا يتوقف على المجلسين، بل على طموحات المواطنين». وتابع: «لا يمكن لليبيا أن تقوم لها قائمة، إذا كان رئيس مجلس النواب غير قادر على السفر إلى طرابلس أو مصراتة!».
ودافع باتيلي عن عمل منظمة الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنها تعمل على جمع الليبيين لحل الأزمة ولا تغلّب طرفاً على آخر، داعياً لطي صفحة الماضي، والمضي نحو السلام، والاستفادة من موارد الدولة.
بدوره، كشف رمضان أبو جناح، نائب عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، عن اجتماعه أخيراً للمرة الأولى مع صدام، نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المتمركز في شرق البلاد.
وقال أبو جناح، خلال «ملتقى فزان»: «جلست مع صدام حفتر، وهو شاب خلوق ومحترم جداً، ولا تسمعوا أي كلام مغاير، فقد شوهه الإعلام، مشكلتنا في التشويه».
ولم يحدد أبو جناح مكان وتوقيت هذا الاجتماع أو فحواه، لكنها المرة الأولى، التي يعترف فيها علانية، مسؤول بارز في حكومة «الوحدة» بوجود اتصالات سرية مع حفتر، علماً بأن نجله صدام يقود كتيبة «طارق بن زياد» التابعة للجيش.
في شأن آخر، قالت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، إنها بحثت اليوم (الأحد) مع سفير تركيا كنعان يلماز، آفاق التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها، ودعم التعاون الاقتصادي، كما بحثت معه تسهيل إصدار التأشيرات للمواطنين، وإصدار تأشيرات طويلة المدى لرجال الأعمال في كلا البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتنفيذ برامج التدريب بين المعهدين الدبلوماسيين.
ونقلت وزارة الخارجية عن يلماز تجديد دعم بلاده لجهود حكومة «الوحدة»، وجهود المنقوش من أجل الحفاظ على الاستقرار في ليبيا.
– ومن جانبه نقل السيد السفير تحيات الخارجية الهولندية للسيدة الوزيرة، كما عبر عن شكره على حفاوة الاستقبال التي حظي بها، مؤكداً على بذل كافة جهوده لتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين ودعم الجهود التي تسعى لإحلال الاستقرار والسلام في #ليبيا
— وزارة الخارجية والتعاون الدولي – دولة ليبيا (@Mofa_Libya) July 30, 2023
وكانت المنقوش قد عبّرت لدى تسلمها نسخة من أوراق اعتماد السفير الهولندي الجديد، جوست كلارينبيك، عن تطلع ليبيا لمواصلة استمرار العمل المشترك على تطوير العلاقات الثنائية مع هولندا في المرحلة المقبلة، بمختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.
ونقلت عن جوست، تأكيده بذل جهوده كافة لتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين ودعم الجهود التي تسعى لإحلال الاستقرار والسلام في ليبيا. بموازاة ذلك، رصد سكان ووسائل إعلام محلية، تحشيدات عسكرية لميليشيات مُسلحة في العاصمة طرابلس، تزامناً مع إقامة سواتر ترابية في مدخل منطقة العزيزية جنوب غربي المدينة.
وتحدثت مصادر لوسائل إعلام محلية، عن انتشار قوات تابعة للواء أسامة الجويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية، في محاولة لمنع مرور قوة عسكرية تابعة لحكومة الدبيبة، بهدف تأمين وصوله برفقة بعض وزرائه إلى غدامس عبر الجبل الغربي.
وحذر مجلس الزنتان العسكري، الأطراف السياسية جميعها من أي محاولة لزعزعة أمن المنطقة، وقال في بيان إنه «جاهز للتصدي لأي محاولة في هذا الشأن».