قال موقع «فيري ويل هيلث» إن ضغط الدم يرتفع عادةً نحو الساعة السادسة صباحاً مع بدء الاستيقاظ من النوم، ويبلغ ذروته نحو العاشرة صباحاً، وهو ما يُعرف باسم «الارتفاع الصباحي»، ومع ذلك لا يتبع الجميع هذا النمط، وقد يعاني البعض من «انخفاض عكسي»، حيث يكون ضغط الدم في الليل أعلى من ضغط الدم في النهار.
ما الذي يسبب تقلبات ضغط الدم؟
تُسهم العديد من العوامل الفسيولوجية والكيميائية الحيوية في ارتفاع ضغط الدم في الصباح. تُوجَّه هذه العمليات بشكل أساسي بواسطة الساعة الداخلية للجسم، المعروفة باسم الإيقاع اليومي، التي تُنظِّم دورة النوم والاستيقاظ.
وتتأثر الإيقاعات اليومية بشكل رئيسي بتغيرات الضوء من الليل إلى النهار حيث يُحفِّز انخفاض الضوء بعد غروب الشمس إفراز هرمونات، مثل الميلاتونين الذي يُعزِّز النوم، في حين تُشير زيادة الضوء عند شروق الشمس إلى إفراز الكورتيزول الذي يُعزِّز اليقظة.
وخلال هذه الدورة، يُنقِل الدماغ السيطرة بين فرعَي الجهاز العصبي اللاإرادي، اللذَيْن يُنظِّمان الوظائف اللاإرادية مثل ضغط الدم.
ووفقا للموقع، يُعرَف هذان الفرعان باسم:
الجهاز العصبي الباراسمبثاوي:
يُدير هذا الجزء من الجهاز العصبي اللاإرادي وظيفة «الراحة والهضم» ليلاً، بالإضافة إلى تعزيز النوم، يُحفّز إفراز الميلاتونين توسع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بنسبة تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة.
الجهاز العصبي الودي:
يُهيئ هذا الجزء من الجهاز العصبي اللاإرادي الجسمَ للاستجابة، بما في ذلك استجابة «القتال أو الهروب».
بالإضافة إلى تعزيز اليقظة، يُحفّز الكورتيزول انقباض الأوعية الدموية، مما يُسهم في حدوث ارتفاع ضغط الدم الصباحي.
ما الذي يُؤثّر على التقلبات؟
هناك عوامل أخرى يُمكن أن تُسهم في تغيرات ضغط الدم الدورية، بما في ذلك مدى ارتفاع ضغط الدم خلال ارتفاع ضغط الدم الصباحي.
– التقدم في السن: يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين والتغيرات في الجهاز العصبي اللاإرادي مع التقدم في السن إلى زيادة حدة ارتفاع ضغط الدم الصباحي لدى كبار السن.
– ارتفاع ضغط الدم: يؤدي ارتفاع ضغط الدم الموجود مسبقاً إلى فرط تنشيط الجهاز العصبي الودي، مما يؤدي إلى ارتفاع مبالغ فيه في ضغط الدم.
– داء السكري: يؤدي ضعف التحكم في سكر الدم إلى تحفيز الأعصاب الودية بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الصباح.
– مرض الكلى المزمن: يؤدي ضعف وظائف الكلى إلى احتباس السوائل، مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم.
– التوتر: يؤدي القلق والاكتئاب والضغط النفسي العام إلى إطلاق الكورتيزول بوصفه جزءاً من استجابة الجسم للتوتر.
– مشكلات النوم: يؤدي الأرق وانقطاع النفس النومي واضطراب العمل بنظام الورديات إلى تعطل الساعة البيولوجية، ويمكن أن يزيد أيضاً من تصلب الشرايين على مدار اليوم.
– درجة الحرارة المحيطة: تميل طفرات ضغط الدم الصباحية إلى الارتفاع في الشتاء حيث تُسبب درجات الحرارة الباردة انقباض الأوعية الدموية، وتنخفض في الصيف حيث تُسبب درجات الحرارة الدافئة توسعها.
متى تُشكّل طفرات ضغط الدم الصباحية مشكلة طبية؟
بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء، يُعد الارتفاع المؤقت في ضغط الدم الصباحي أمراً طبيعياً ولا يُثير القلق بشكل عام. ومع ذلك، قد تُشير الزيادات غير الطبيعية والمستمرة إلى مشكلة قلبية وعائية خطيرة، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم طبيعي.
نصائح
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم الصباحي المفرط، فقد تساعدك بعض التغييرات في نمط حياتك، بما في ذلك:
– اتباع نظام غذائي متوازن قليل الصوديوم.
– النوم لمدة 7 إلى 9 ساعات متواصلة كل ليلة.
– ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أسبوعياً.
– التحكم في التوتر بالتأمل أو اليوغا.
– يمكنك أيضاً استشارة طبيبك الخاص.
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فتأكد من قياس ضغط الدم مرات عدة يومياً بدلاً من الصباح فقط؛ لأن الانخفاض العكسي قد يعطي انطباعاً خاطئاً بأن ضغط دمك تحت السيطرة.
إذا لزم الأمر، يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك أيضاً ترتيب جهاز مراقبة ضغط الدم على مدار 24 ساعة.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}