الدوحة – قنا
انطلقت اليوم، أعمال منتدى جامعة جورجتاون في قطر بعنوان: /ثقافات الطاقة العالمية: كيف تشكل الطاقة حياتنا اليومية/، والذي يأتي تنظيمه بالتعاون مع متاحف مشيرب، ويستمر إلى يوم غد /الأحد/.
وألقى المشاركون خلال المنتدى، الضوء على علاقات التأثير والتأثر المتبادلة بين الطاقة والثقافة والمجتمع سعيًا لتحقيق العدالة والاستدامة.
كما ناقش الخبراء والباحثون والفنانون وصانعو الأفلام كيف تتشابك الممارسات الثقافية المتنوعة وممارسات استهلاك الطاقة وإنتاجها وتوزيعها مع مختلف جوانب الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم، من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها.
وقال الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن هذا المؤتمر يتماشى مع ختام سلسلة مؤتمرات /حوارات/ لهذا العام التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي، والذي يهدف إلى جمع الباحثين والخبراء والجمهور لاستكشاف التحديات العالمية والإقليمية المشتركة واستشراف مستقبل أفضل من خلال الحوار والمناقشة، وإشراك المجتمع القطري في اثراء النقاش، مما يشجع على المشاركة المجتمعية وخلق المعرفة والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات الحالية والمستقبلية.
وأوضح أن المنتدى يركز على الطاقة بمختلف صورها كموضوع رئيسي، ويحث على التفكير في معانيها العميقة والمتعددة وعلاقاتنا المتغيرة معها بينما نسعى جاهدين لتحقيق العدالة والاستدامة.
ونوه الدكتور صفوان، بأن هذا الحدث الذي يناقش (الطاقة) من منظور مختلف باعتبارها جوهر كل جانب من جوانب الحياة من علوم وتكنولوجيا واتصالات واقتصاد، وتتجاوز أهميتها الجانب المادي وتمتد إلى الثقافة والمجتمع والفنون.
من جهته، قال السيد عبدالله النعمة، المدير العام لمتاحف مشيرب بالوكالة، في تصريح مماثل لـ/قنا/، إن التعاون مع جامعة جورجتاون قطر لتنظيم منتدى /ثقافات الطاقة العالمية/، يعد تتويجًا لانفتاح متاحف مشيرب على محيطها الأكاديمي والبحثي، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا ذات الأولوية.
إلى ذلك، تناولت النقاشات خلال جلسات اليوم الأول، عددا من المواضيع، أهمها / في كل مكان غير مرئي:استخدام الطاقة المنزلية/، /الديناميكيات المكانية للطاقة/.. كما ساهمت جلسة /أصوات شبابية لمستقبل مستدام/ في بسط وجهات نظر الجيل القادم.
وتأتي جلسة /المساحات التراثية ومستقبل الطاقة/ لتثري البرنامج الزاخر للمنتدى، حيث ناقش المشاركون فيها التفاعل الديناميكي بين المساحات التراثية ومستقبل الطاقة. وشهدت الجلسة، التي ترأستها الشيخة نوف آل ثاني من جامعة جورجتاون في قطر، نقاشات معمّقة شارك فيها الدكتور حافظ علي عبدالله، مدير أول الاتصالات المؤسسية في مشيرب العقارية، والدكتور هيروكي شين، زميل نائب المستشار جامعة كوينز بلفاست، أستريد كينسينغر، أستاذة مشاركة ورئيس قسم التصميم الجرافيكي، جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
وتحدث الدكتور حافظ علي عبدالله، مدير أول الاتصالات المؤسسية في مشيرب العقارية، عن الدروس المستفادة من الربط بين الحفاظ على التراث والطاقة، منوها بأن مشيرب قلب الدوحة، صممت بحيث تكون متناغمة مع البيئة المحلية، وتستخدم التكنولوجيا القديمة والحديثة لتحقيق أقصى قدر من الراحة مع الحد الأدنى من استخدام الطاقة، وتقليل الاعتماد على السيارات، وتفادي البنايات الشاهقة بما يتماشى مع الممارسات المعمارية التقليدية في المنطقة، وتقليل ارتفاع الحرارة واستغلال الطاقة الطبيعية للشمس والرياح، وفي الوقت نفسه، حماية المواد الطبيعية والنباتات المحلية في المنطقة.
وأضاف: استخدمنا هذه المعرفة التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة لإنشاء نموذج لما يجب أن تكون عليه مدينة المستقبل، مشددا في الوقت نفسه، على أنه لا يمكننا الانتقال إلى المستقبل دون احترام تقاليد الماضي والحفاظ عليها والاحتفاء بها.
بدوره، قام الفنان البصري فيكتور إهيكامينور(نيجيري-أمريكي) وهو حاليا الفنان المقيم لدى جامعة جورجتاون في قطر، ومتحدث رئيسي، بإبداع عمل فني بمناسبة المنتدى بعنوان /لأولئك الذين غفوا في الظلام مع أشباح يمكن التعرف عليها/، حيث تم عرض فيديو قصير عن عمله خلال الجلسة الافتتاحية الرسمية المسائية.
وقال إهيكامينور: “عندما خططنا للإقامة في الجامعة منذ أشهر، لم يكن أحد يعلم أنه ستكون هناك هذه الحروب القائمة حول العالم، ها نحن الآن نجري هذا الحوار حول الطاقة، ولكن في مكان ما من العالم، هناك أشخاص لم يعد لديهم بيت يؤويهم أو وطن يحميهم، وبدأت صور هذا الواقع المأساوي ترسم الاتجاه الذي أعمل عليه، وغيرت موضوعي ومنظوري الأولي، فأصبح الأمر الآن أكثر ارتباطا بالإنسانية”.
وأضاف: “نحن كبشر نتبادل الطاقة مع كل شيء نلمسه، وإن كان الأمر كذلك، فكيف يتسنى لنا تعريف طبيعة التقاطعات والتداخلات بين الطاقة والثقافة؟ ثمة أمر واحد يربطنا جميعا معا ألا وهو أن الطاقة ضرورية، وهي ليست شيئا يسعنا أن نغامر بتجاهله، سواء كانت طاقة بشرية أو طاقة كهربائية أو أي شكل آخر، فنحن بحاجة إلى تبني السلام بنفس القدر، وبقدر ما يدعو مناصري الحرب إليها، فإننا نحتاج إلى نفس المستوى من الطاقة للمطالبة بالسلام”.
وسيتضمن المنتدى، غدا في متاحف مشيرب، جلسة بعنوان /إنهاء استعمار الطاقة: فلسطين وما بعدها/ تشارك فيها الدكتورة منى الدجاني، كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور مازن قمصية، مؤسس ومدير متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي. بالإضافة إلى الجلسات الأخرى منها /حديث فني: حوار مع عمر العقاد/ و/العمارة والطاقة: حوار مع الممارسين/.