ينتظر أن يُعقَد، اليوم الاثنين، مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض، لتقديم المدير الفني الجديد لـ«المنتخب السعودي»، المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني.

وأعلن الإتحاد السعودي لكرة القدم التعاقد رسميا مع مانشيني بعقد يمتد لأربع سنوات.

وإزاء ذلك قالت صحيفة «لاغازيتا» الإيطالية إن المؤتمر سيُعقَد في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، في أحد فنادق العاصمة السعودية، وأن رئيس «الاتحاد السعودي لكرة القدم»، ياسر المسحل، هو من سيقوم بتقديم المدرب.

ووفقاً للصحيفة الإيطالية، فإن مانشيني وقَّع عقداً لـ4 سنوات، مقابل 25 مليون يورو سنوياً معفاة من الضرائب، وأنه سيصطحب معه طاقماً كاملاً مكوناً من 10 أفراد، أبرزهم ساليانو، وإيفاني، وساندرياني، ولومباردو، وجاجالياردي، وباتارا، ونوسياري، ودوناتيلي، وسكانافينو.

وستكون أولى مهامّ المدرب الجديد لـ«المنتخب السعودي» قيادته في مباراتين وديتين، خلال فترة التوقف الدولي المقبلة، حيث سيلعب «المنتخب السعودي» ضد كوستاريكا يوم 8 سبتمبر (أيلول) المقبل، ثم كوريا الجنوبية يوم 12 من الشهر نفسه، وذلك في إطار معسكر إعدادي للمنتخب في مدينة نيوكاسل الإنجليزية.

أما أولى المهامّ الرسمية لمانشيني وطاقمه فستبدأ بتصفيات «كأس العالم 2026» عن قارة آسيا، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث سيحلّ «المنتخب السعودي» ضيفاً على نظيره الأردني بالعاصمة عمان، في افتتاح منافسات المجموعة السابعة.

وستكون المهمة التالية لمانشيني ورفاقه هي قيادة «منتخب الصقور» في نهائيات «كأس الأمم الآسيوية» في قطر، مطلع العام المقبل، حيث أوقعت القرعة «المنتخب السعودي» في المجموعة السادسة، إلى جوار منتخبات عمان، وقيرغيزستان، وتايلاند.

وبالإعلان عن مانشيني مدرباً لـ«المنتخب السعودي»، تنتهي فترة من الفراغ في القيادة الفنية للمنتخب، حيث ظلَّ منصب المدير الفني شاغراً منذ استقالة المدير الفني السابق، الفرنسي هيرفي رينار، أواخر شهر مارس (آذار) الماضي.

وكان مانشيني قد قدَّم استقالته من تدريب «المنتخب الإيطالي»، يوم 13 من الشهر الحالي، بعد مسيرة مميزة في قيادة «الأتزوري» استمرت 5 سنوات، وشهدت إنجازات وإخفاقات.

وتولَّى روبرتو مانشيني (58 عاماً) تدريب «المنتخب الإيطالي»، في مايو (أيار) من عام 2018، حيث خلف المدرب السابق جيان بييرو فينتورا، الذي فشل في قيادة إيطاليا للتأهل لنهائيات «كأس العالم» في روسيا 2018، ليقود مانشيني ثورة كبيرة في صفوف «الأتزوري» في بداية فترته التدريبية، أسفرت عن قيادة الفريق في 37 مباراة دون هزيمة.

وكانت مهمته الرسمية في «بطولة دوري الأمم الأوروبية 2018»، حيث فشل في تصدر مجموعته والتأهل لنصف النهائي، ليعوِّض ذلك في التصفيات المؤهلة إلى «بطولة الأمم الأوروبية»، يورو 2020، والتي تصدر فيها مجموعته بالرصيد الكامل من النقاط، 30 نقطة من الفوز في كل مبارياته.

وجاءت دُرّة إنجازات مانشيني مع «الأتزوري» في نهائيات «بطولة كأس الأمم الأوروبية»، يورو 2020، التي أقيمت في صيف عام 2021، حيث استهلّ مشواره بـ3 انتصارات في الدور الأول، قبل أن يطيح بالنمسا وبلجيكا، ليلاقي «المنتخب الإسباني» في نصف النهائي، ويحقق الفوز بركلات الترجيح، والتي ابتسمت له أيضاً في المباراة النهائية ضد إنجلترا، ليحقق بذلك «المنتخب الإيطالي» ثاني ألقابه في البطولة بعد لقب 1968، وأول لقب كبير لـ«الأتزوري» منذ الفوز بـ«كأس العالم 2006».

وجاءت تصفيات «كأس العالم 2022» ليحاول مانشيني الإفلات من إخفاق سلفه، إلا أن «منتخب إيطاليا» فشل في التأهل مباشرة بعد أن احتل المركز الثاني بمجموعته خلف سويسرا، ليضطرّ الفريق لخوض الملحق، والذي ودَّعه الفريق أيضاً بالخسارة أمام مقدونيا الشمالية، في كبرى مفاجآت التصفيات، لتغيب إيطاليا عن المونديال للمرة الثانية على التوالي. وبينما توقعت تقارير صحافية أن تنتهي مسيرة مانشيني مع «المنتخب الإيطالي» بالإخفاق في التأهل للمونديال، جدَّد «الاتحاد الإيطالي» الثقة بالمدرب حتى نهائيات «مونديال 2026».

مانشيني على مشارف مهمة جديدة في مسيرته الحافلة (رويترز)

وكان آخر تجارب مانشيني مع «الأتزوري» بنهائيات «دوري الأمم الأوروبية» في نسختها الثالثة، حيث تصدرت إيطاليا مجموعتها في الدور الأول، قبل أن تخسر من إسبانيا في نصف النهائي 1 / 2، وتحرز المركز الثالث بالفوز في المباراة الترتيبية على هولندا 3/ 2.

أما في التصفيات المؤهلة لنهائيات «كأس الأمم الأوروبية»، يورو 2024 في ألمانيا، فسيترك مانشيني «منتخب إيطاليا» وهو في المركز الثالث بمجموعته بـ3 نقاط من هزيمة أمام إنجلترا، وفوز على مالطا، وتنتظر المدرب الجديد مباراتان في التصفيات، خلال الشهر المقبل، ضد كل من مقدونيا الشمالية وأوكرانيا.

وكان مانشيني مهاجماً متميزاً، لعب معظم مسيرته الكُروية مع فريقي سامبدوريا ولاتسيو، وأحرز لقب «الدوري الإيطالي» سكوديتو مرة برفقة كل فريق، بالإضافة للقب «كأس أوروبا للأندية» أبطال الكؤوس أيضاً مرة برفقة كل فريق، كما مثّل إيطاليا دولياً لـ10 سنوات وأسهم في الوصول لنصف نهائي «يورو 1988»، والمركز الثالث في «مونديال 1990». أما مسيرته التدريبية فقد بدأت بعد اعتزاله مباشرة بتولّي تدريب فيورينتينا، الذي أحرز معه باكورة ألقابه مدرباً بالفوز بـ«كأس إيطاليا عام 2001»، لينتقل بعدها لتدريب لاتسيو، ويحرز معه أيضاً لقب الكأس عام 2004. وكانت فترته الذهبية مدرباً برفقة فريق «إنتر ميلان» بين عامي 2004 و2008، حيث أحرز 3 ألقاب في «الدوري الإيطالي»؛ لقبين في «كأس إيطاليا»، ولقبين في «كأس السوبر الإيطالية».

وبعد «إنتر» تولّى تدريب «مانشستر سيتي» الإنجليزي، حيث أحرز معه لقب «الدوري الإنجليزي» الشهير موسم 2011/ 2012، والذي جاء في الثواني الأخيرة من المباراة الأخيرة للفريق.

وتوالت التجارب التدريبية لمانشيني بعد «سيتي»، فدرّب «جالاطا سراي» التركي، وأحرز معه لقب «كأس تركيا»، ثم درّب «إنتر ميلان»، و«زينيت سان بطرسبرغ» الروسي، قبل أن يتولى تدريب «المنتخب الإيطالي»، ومن ثم يحطّ الرحال في الرياض لتدريب «المنتخب السعودي».

شاركها.
Exit mobile version