أظهرت دراسة أميركية أنّ تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون المُشبَّعة، مثل البرغر والبطاطا المقلية، يمكن أن يخلّ بوظائف الذاكرة في الدماغ خلال أيام.
وأوضح الباحثون من جامعة نورث كارولينا أنّ التأثير السلبي للأطعمة السريعة على الدماغ يظهر بسرعة كبيرة، حتى قبل حدوث أيّ تغيّر في الوزن أو ظهور مؤشرات مرضية مثل السكري؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «نيورون».
وأصبحت الوجبات السريعة جزءاً أساسياً من نمط الحياة الحديثة، فهي متوافرة في كل مكان، وسريعة التحضير، ومرتبطة في أذهان كثيرين بالمتعة والراحة. ومع ذلك، تحتوي غالباً على نسب عالية من الدهون المشبَّعة والسكريات والملح، مقابل قيمة غذائية منخفضة من الألياف والفيتامينات والمعادن.
والاعتماد المستمر على هذا النوع من الطعام لا يقتصر تأثيره على زيادة الوزن أو السمنة فحسب؛ بل يمتدّ ليؤثر في صحة القلب، ومستويات الطاقة اليومية، والمزاج العام.
وأُجريت التجارب على نماذج فئران وُضعت على نظام غذائي غني بالدهون يشبه الأطعمة السريعة. وبعد 4 أيام فقط، أظهرت النتائج أن مجموعة خاصة من الخلايا العصبية في منطقة الحُصين، تُعرف باسم الخلايا البينية «CCK»، أصبحت مفرطة النشاط نتيجة ضعف قدرة الدماغ على الاستفادة من الغلوكوز (السكر).
هذا النشاط المفرط أدّى إلى تعطيل معالجة الذاكرة في الحُصين خلال أيام قليلة من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبَّعة. كما كشفت الدراسة عن أن بروتيناً يُسمّى «PKM2»، يتحكّم في كيفية استخدام الخلايا العصبية للطاقة، يلعب دوراً رئيسياً في هذه المشكلة.
وأظهرت النتائج أنّ إعادة توازن مستويات الغلوكوز في الدماغ ساعدت على تهدئة هذه الخلايا العصبية واستعادة وظائف الذاكرة. وأوضح الباحثون أنّ تدخلات غذائية مثل الصيام المتقطّع أو تعديل النظام الغذائي قد تكون فعّالة في حماية الدماغ من التدهور العصبي المرتبط بالسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي.
وأكد الفريق البحثي أنّ دوائر الذاكرة في الدماغ شديدة الحساسية للتغيّرات الغذائية، وأن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبَّعة قد يُمهّد لظهور أمراض تنكسية مثل الخرف ومرض ألزهايمر.
كما أنّ إثبات إمكانية عكس هذه التأثيرات من خلال تحسين التغذية أو التدخلات الدوائية يقدّم أملاً في استراتيجيات وقائية وعلاجية جديدة لحماية الدماغ.
ويواصل الباحثون حالياً اختبار ما إذا كانت هذه النتائج قابلة للتطبيق على البشر، والتعمُّق في فَهْم العلاقة بين الأنظمة الغذائية عالية الدهون وأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}