رغم التطلعات الكبيرة لموسم يستعيد فيه النصر «العالمي» أمجاده المحلية والقارية فإن النهاية كانت شاهدة على حقبة للنسيان؛ عنوانها الأبرز «دموع رونالدو».
كان النصر قد دخل الموسم الحالي بعزيمة على تغيير الواقع، وبمشروع فني طموح شمل استقطابات نوعية في مراكز مؤثرة. وكان التعاقد مع المهاجم الكولومبي «دوران» من أبرز صفقات الفريق هذا الموسم؛ حيث جاء لتعزيز الشق الهجومي، بعد تقييمات فنية أكدت حاجة الفريق لمهاجم لحسم الأمور في المقدمة.
لكن ما بدا على الورق مشروعاً قويّاً لم يُترجم على أرض الميدان، إذ تعثّر الفريق مبكراً في مسابقة الدوري، وتلقّى خسائر مفصلية أمام منافسين مباشرين، ما أفقده فرصة المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين، رغم تعثر المنافسين، الاتحاد والهلال، في مباريات عدة.
وخلال الموسم، خاض النصر 4 مسابقات رئيسية، لكنه فشل في تحقيق أيٍّ منها. ففي الدوري، اكتفى بالمركز الثالث، خلف الاتحاد والهلال، وفي كأس الملك خرج الفريق مبكراً من دور الـ16 أمام التعاون، في نتيجة أثارت موجة من الغضب الجماهيري تجاه الأداء والتكتيك.
أما في كأس السوبر السعودي فخسر النصر أمام الهلال مجدداً بنتيجة ثقيلة (1-4)، كانت بمثابة جرس إنذار أظهر الفجوة بين الفريقين من حيث الاستقرار والجاهزية الفنية.
وكانت الضربة الأخيرة في البطولة الآسيوية؛ حيث ودَّع النصر دوري أبطال آسيا 2024-2025 من نصف النهائي، بعد خسارة مؤلمة أمام كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 3-2.
ورغم المحاولات الفردية في الدقائق الأخيرة، لم ينجح الفريق في تجاوز التراجع التنظيمي والانضباط التكتيكي الذي ميَّز خصمه.
ولم يكن الأداء الفني وحده موضع الجدل، بل أيضاً القرارات الإدارية التي اتخذت طابع التذبذب. فخلال الصيف، تم تعيين رجل الأعمال إبراهيم المهيدب رئيساً لمجلس إدارة النادي، لكن مسيرته لم تدم طويلاً، إذ أعلن استقالته في أغسطس (آب) 2024، بعد أقل من 3 أشهر من توليه المنصب، في خطوة فُسِّرت على أنها تعبير عن وجود ضغوط داخلية وتداخل في الصلاحيات الإدارية.
تلا ذلك تغيير في منصب الرئيس التنفيذي؛ حيث تم تعيين ماجد الجمعان خلفاً للإيطالي غويدو فينغا، في محاولة لإعادة ضبط الهيكل الإداري للنادي، وتطبيق نموذج إداري أكثر احترافية. لكن هذه التغييرات لم تنعكس إيجاباً على النتائج، وعدّت -لاحقاً- ضمن العوامل التي أسهمت في ضعف الاستقرار العام داخل الفريق.
فنيّاً، قاد البرتغالي لويس كاسترو الفريق في انطلاقة الموسم، لكنه لم يصمد طويلاً؛ حيث أُقيل في سبتمبر (أيلول) 2024 عقب بداية باهتة على المستويين المحلي والقاري. وتولى الإيطالي ستيفانو بيولي المهمة، وراهن عليه النصراويون لإعادة التوازن، لكنه اصطدم بواقع الفريق غير المتكامل، وعجز عن فرض أسلوبه رغم إظهار بعض التحسن التكتيكي في منتصف الموسم.
وأعادت خيبة الموسم الحالي الجدل حول مشروع النصر، الذي رغم ضخ الأموال وجلب اللاعبين، ما زال يعاني من غياب الشخصية الفنية والاستقرار الإداري. وباتت الجماهير التي تملأ المدرجات، وتتابع بشغف تحركات الفريق، تُطالب بإعادة تقييم شاملة، تشمل الهيكل الفني والإداري واللاعبين الأجانب الذين لم يقدموا الإضافة المرجوة.
أخيراً، خرج النصر هذا الموسم بلا بطولات، رغم كل التغييرات والتطلعات في موسم من القرارات المربكة، والأداء المتقلب، والخيارات غير الموفقة على صعيد الجهاز الفني والإداري. ليبقى السؤال: هل يتعلّم النصر من أخطاء الموسم أم أن دوامة التغييرات ستستمر؟
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}