نزوح أهالي غزة من الشمال إلى جنوب القطاع
غزة – ريما محمد زنادة
لم يكن يوما قرار نزوح أهالي غزة من الشمال إلى جنوب القطاع بالأمر الهين، فهو أشبه بانتزاع أرواحهم من أجسادهم خاصة أن الكثير منهم عاش ويلات هذا النزوح في العام الأول من العدوان على غزة الذي فقدوا فيه بيوتهم وأموالهم وأمنهم.
والأصعب من ذلك أن قلوبهم تقطعت باستشهاد عدد من أفراد عائلاتهم دون قبلة وداع على جباههم الطاهرة بعد أن تقطعت أوصال الشمال بحاجز متين تحت نيران الحرب ليفصله عن خاصرته الجنوبية.
بكثير من البكاء الذي جعل النازحة آمنة سعيد تنهار قواها وهي تنظر إلى ما تبقى من بيتها تقبل بابه وحتى ركامه حيث قالت لـ”الشرق”:” أشعر أن روحي تنتزع من جسدي بمجرد قرار النزوح إلى الجنوب الأمر كان رغما عني وعن عائلتي بعد أن حاصرتنا الدبابات والقصف من فوقنا”.
وتابعت:” نزحت من غزة إلى دير البلح مرغمة فالاحتلال يتعمد تهجيرنا من خلال قصف البيوت على رؤوس أهلها، وتفجير الروبورتات التي تكاد تزيل بها أحياء لحجم المتفجرات التي تحملها”.
وبينت، أنها كانت تقبل باب بيتها وكل ما تبقى منه، وحتى ركام البيت كذلك، لافتة إلى أنها نزحت ولم تكن أعدت أدنى الأشياء من احتياجاتها فهي لا تملك خيمة أو حتى شادر أو أي شيء يحتويها الأمر الذي أجلسها على الأرض بدون مأوى.
وبملامح الحزن التي كانت واضحة على النازح همام مسعود قال لـ الشرق:”لم أفكر يوم بالخروج من غزة لكن صواريخ الاحتلال كانت تلاحقني من منطقة لأخرى فقد نزحت داخل مدينة غزة أكثر من( ٢٠ مرة) ولم يبق أمامي مكان للنزوح إليه ذلك جعلني خوفا على عائلتي أنزح للجنوب خاصة بعد أن استشهد ثلاثة من أطفالي”.
وبين، أنه قطع مسافات طويلة في نزوحه سيرا على الأقدام من غزة إلى خانيونس جنوب القطاع فهو لا يملك ثمن لشحن بعض الأغطية والفرشات والملابس حيث وصل سعر النقل إلى ما يقارب (٢٠٠٠ دولار).
الأمر ذاته هو الذي جعل ابتسام محمد تبيع كل ما تملك من مصاغها الذهبي، لتدفع بثمنه لسيارة الشحن، لتنقل نجلها الوحيد وعائلته من غزة إلى الجنوب حيث قالت لـ”الشرق”:”لقد استشهدت ابنتي وحفيدتي وترملت ابنتاي الأُخريان، فأصبحت مسؤولة عن الأطفال الأيتام وأمهاتهم الأرامل، الحمل ثقيل والمسؤولية كبيرة”.
وأضافت:”قصف بيتي والبيوت التي نزحت لها فلم يبق لدي خيار إلا النزوح إلى الجنوب رغم صعوبة الأمر وعدم وجود مأوى”.
وذكرت، أنها باعت كل ما لديها من ذهب لدفع ثمن المواصلات، ومن أجل مساعدة نجلها الوحيد وعائلته للخروج من تحت القصف ونقله للجنوب.