جنيف – قنا
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تقديراته تظهر بأن عدد الأطفال الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ36 على التوالي، بلغ نصف مليون طفل ما بين شهيد وجريح ومن دمرت أو تضررت منازلهم.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي، في تقرير جديد اليوم، بأن 6100 طفل استشهدوا أو فقدت آثارهم تحت أنقاض المباني التي دمرتها القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي المكثف على قطاع غزة وقد تضاءلت فرص نجاتهم بشدة بعد تعذر انتشالهم منذ أيام.
وأوضح أن أكثر من 15500 طفل أصيبوا بجروح مختلفة، توصف حالة عشرات منهم بالحرجة، فيما تعرض عشرات آخرين لحالات بتر لأطرافهم، فضلا عن تعرض مئات لحروق شديدة في مناطق متفرقة من أجسادهم.
وأبرز المرصد أن ما يقارب من 17 إلى 18 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة باتوا أيتاما جراء استشهاد أحد أو كلا والديهم، بينما أكثر من 450 ألف منهم دمرت أو تضررت منازلهم ما يجعلهم من دون مأوى.
ولفت إلى أن مئات الآلاف من الأطفال بات مستقبلهم مجهولا مع انقطاعهم المستمر عن التعليم في كافة المراحل الدراسية وتدمير وتضرر أكثر من 214 مدرسة في مختلف أنحاء قطاع غزة بفعل الهجمات الإسرائيلية.
وشدد الأورومتوسطي على أن أطفال غزة يجدون أنفسهم ضحايا هجمات عشوائية يشنها جيش الاحتلال بلا هوداه للشهر الثاني على التوالي بهدف القتل العمد وسط حرب مرعبة والكثير منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة، أو أجبروا على الفرار جنوب قطاع غزة تحت النار، مما زاد من حدة الصدمات التي يتعرضون لها.
ونبه التقرير إلى حدة الصدمات التي يعانيها الأطفال في غزة إثر إجبار عشرات الآلاف منهم إلى النزوح دون وجهة إلى وسط وجنوب القطاع، حيث قتل بعضهم خلال عبورهم طريق الممر الذي حدده جيش الاحتلال، فيما يصل من يتمكن من النجاة مرهقون وعطشى وبحالة فزع ورعب شديدين.
وأشار إلى أن التقديرات تظهر أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة قد أصبحوا نازحين داخليا يقيمون مع أطفالهم في مراكز غير مخصصة أو مناسبة للإيواء وسط اكتظاظ هائل.
وجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته للمجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفوري لوقف تحويل سلطات الاحتلال، قطاع غزة إلى مقبرة فعلية للأطفال وتوفير الحماية لهم وإنهاء حالة ازدواجية المعايير الصارخة التي تسيطر على مواقفه.
وشدد على أنه ينبغي محاسبة الكيان الإسرائيلي على انتهاكاته الصريحة للقانون الدولي الإنساني في قتل واستهداف الأطفال الفلسطينيين وتجاهل احتياجاتهم الخاصة للمساعدة الطبية والغذاء والمأوى والملبس المعترف بها في اتفاقيات جنيف وبروتوكوليهما لعام 1977.