الدوحة – قنا
أكدت الدكتورة سهيرة صديقي المدير التنفيذي لمركز ومسجد المجادلة للمرأة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن المركز يعد وجهة رئيسية للمرأة المسلمة في قطر خلال شهر رمضان مبارك، حيث يجمع بين العبادة والتعلم والبحث، في بيئة تحتفي بدور المرأة وتوفر لها مساحة للنمو والتطور.
وقالت صديقي، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن مركز ومسجد المجادلة نظم منذ افتتاحه العام الماضي أكثر من 100 برنامج وفعالية، مؤكدة استمرار المركز في تقديم حزمة من البرامج المتنوعة خلال شهر رمضان المبارك تشمل برامج دينية وتطويرية واجتماعية.
وأوضحت المدير التنفيذي للمركز أن البرامج الرمضانية تشمل دورات مكثفة لحفظ القرآن الكريم، وتأملات في سور من القرآن الكريم، ودراسة بعض الأحاديث الشريفة المختارة، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمسلمات حديثات العهد بالإسلام.
وأضافت أن المركز يوفر فرصة للنساء والفتيات لأداء صلاة التراويح، حيث يستقبل المسلمات من عمر تسع سنوات فما فوق، كما ينظم صلاة قيام الليل للنساء فقط في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، كما تقام بالمسجد صلاة الجمعة التي يؤمها أحد أئمة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتتاح للرجال والنساء على حد سواء، فضلا عن تنظيم إفطار خاص لطالبات الجامعة في العشرين من مارس الجاري.
وبشأن الجمهور المستهدف من البرامج الرمضانية، قالت الدكتورة سهيرة صديقي إن البرامج تستهدف النساء المسلمات في قطر، ويتم الترويج لها من خلال الموقع الإلكتروني للمركز وقنوات التواصل الاجتماعي، خاصة على /إنستغرام/ والمجموعات على /واتساب/، لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدات.
وأوضحت أن المركز يسعى إلى تقديم برامج شاملة ومتنوعة تلامس احتياجات المرأة، حيث تتناول البرامج الدينية دورات في حفظ وتدبر القرآن الكريم، والحديث الشريف، في حين تركز البرامج التطويرية على تنمية المهارات الشخصية والحياتية، مثل بناء الشخصية، والصحة الجسدية والنفسية، والتربية والأمومة، كما يسعى مركز ومسجد المجادلة إلى تعزيز الروابط المجتمعية بين النساء من خلال الفعاليات واللقاءات الاجتماعية الهادفة، مشددة على أهمية اختيار المحتوى بعناية لضمان تقديم ما يفيد كل امرأة في المجتمع.
وفيما يتعلق بدور المركز في القضايا الإسلامية التاريخية والمعاصرة، أوضحت المدير التنفيذي أن “المجادلة” يضم قسما للبحوث يعنى بهذه القضايا، حيث يستقطب الباحثات والعالمات المسلمات من مختلف أنحاء العالم لمناقشة موضوعات تهم المرأة المسلمة، وذلك في سياق قمة “جدل” السنوية، التي تهدف إلى توفير منصة للحوار التفاعلي وتبادل الرؤى بين الباحثات الأكاديميات.
وأكدت الدكتورة سهيرة صديقي، في حوارها مع /قنا/، أن هذه المنهجية تتيح بناء شبكات بحثية تدعم التعاون بين المتخصصات في مختلف المجالات، مما يسهم في تذليل التحديات المشتركة وتعزيز دور المرأة المسلمة في البحث العلمي والفكر الإسلامي المعاصر.
وشددت على أن البحوث تلعب دورا محوريا في تحقيق رؤية المركز، حيث يسعى “المجادلة” إلى أن يكون فضاء مفتوحا للنساء للتدارس والتحاور وأداء العبادات، انطلاقا من الدور المحوري للمسجد كمركز اجتماعي وثقافي في المجتمعات الإسلامية.
وأكدت الدكتورة سهيرة صديقي المدير التنفيذي لمركز ومسجد المجادلة للمرأة أن المركز يعد وجهة بحثية متخصصة في دراسة تاريخ المرأة المسلمة وخبراتها الحياتية والتحديات المعاصرة التي تواجهها، مشيرة إلى أن “المجادلة للبحوث” يركز على دعم المشروعات البحثية في مجالات متعددة، منها الدراسات الإسلامية والقوانين والأخلاق، إضافة إلى صحة ورفاه المرأة المسلمة.
وأضافت صديقي، في حوارها مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن اختيار موضوعات المشروعات البحثية التي يمولها “المجادلة للبحوث” يعتمد على خمسة مبادئ رئيسية، أولها أن البحوث تقودها النساء من أجل النساء، حيث يتيح المركز للباحثات المسلمات فرصة عرض أفكارهن وأبحاثهن في بيئة تحتفي بمشاركتهن الفاعلة، فيما يتمثل المبدأ الثاني في النهوض بالتراث الإسلامي وإبراز تنوعه، حيث تؤكد أبحاث “المجادلة” على قيم التعددية والنقاش والتجديد المستمر.
وأوضحت أن المبدأ الثالث يقوم على التعاون متعدد التخصصات، حيث يدرك “المجادلة للبحوث” أن التحديات التي تواجه المرأة المسلمة تتطلب رؤية متكاملة تشمل مختلف المجالات الأكاديمية والتطبيقية، بما في ذلك العلوم الشرعية والصحة النفسية والعلوم الاجتماعية، فيما يركز المبدأ الرابع على تقديم نتائج ذات صلة بحياة المرأة اليومية، حيث يسعى المركز للإجابة عن الأسئلة التي تمس واقع المرأة المسلمة واحتياجاتها وتطلعاتها، في حين يتمثل المبدأ الخامس في ضمان أن تكون نتائج الأبحاث متاحة ومؤثرة، بحيث تصل إلى جميع الفئات المستهدفة، سواء الأكاديميات أو النساء غير المتخصصات اللواتي يرغبن في استكشاف قضايا المرأة من منظور علمي وثقافي أوسع.
وبشأن البرامج التي سيتم تقديمها بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، أكدت الدكتورة سهيرة صديقي أن المركز سيواصل برامجه الدينية، بما في ذلك دورات حفظ القرآن الكريم ودورات في علوم الحديث، إلى جانب البرامج التطويرية مثل ورش العمل المخصصة للفتيات وبرنامج “حياة بلا قلق ولا أرق”، إضافة إلى مجموعة متنوعة من البرامج الاجتماعية، مشيرة إلى إمكانية التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمركز.
ونوهت بأهمية التعاون الخارجي في تعزيز تأثير “المجادلة”، مشيرة إلى أن المركز يحرص على المشاركة في المؤتمرات والفعاليات الدولية لتبادل المعرفة وبناء الشراكات، مستشهدة بالمناقشات التي جرت ضمن فعاليات نظمتها مؤسسة الدوحة الدولية للأسرة (DIFI) وقمة الابتكار العالمي للصحة (WISH)، حيث تناولت موضوعات مهمة مثل القيم الأسرية في القرآن الكريم والرفاه النفسي للمرأة المسلمة.
ولفتت إلى أن مركز ومسجد المجادلة للمرأة يتعاون مع مركز “إرثنا” عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في تسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة من منظور إسلامي، مع التركيز على الممارسات التقليدية والمبتكرة التي تقودها النساء المسلمات.
وأشارت الدكتورة سهيرة صديقي إلى أن المركز أسس شراكات مع العديد من المؤسسات الدولية في القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية، مؤكدة أن “المجادلة” سيواصل بناء المزيد من الشراكات الاستراتيجية لإحداث تأثير مستدام ودفع التغيير الإيجابي.
وقالت الدكتورة سهيرة صديقي المدير التنفيذي لمركز ومسجد المجادلة للمرأة، في ختام حوارها مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/: “نطمح في المجادلة إلى بناء مجتمع تستلهم فيه النساء من الأدوار البناءة التي لعبتها المرأة في التاريخ الإسلامي، حيث يكون المسجد مركزا للتدارس والحوار والعبادة. ونوجه دعوتنا للنساء للانضمام إلى مجتمع المجادلة ليكن جزءا من هذه الرسالة، التي تتجذر في القناعة بأهمية مشاركة المرأة المسلمة، وتعزيز معرفتها وإسهاماتها في المجتمع”.