الدوحة – قنا

تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية من عمالقة القارة الإفريقية من حيث المساحة والثروات الطبيعية، ولتجسيد اتساعها توصف أحيانا بأنها “شبه قارة” أو “قارة داخل قارة”، فهي ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة، بعد الجزائر، حيث تمتد على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 2,344,858 كم².

وتشترك الكونغو في حدود مشتركة بطول تسعة آلاف ومائة وخمسة وستين كيلومترا مع تسع دول مجاورة، مما يمثل ميزة كبيرة على عدة أصعدة، بما في ذلك الاستثمار.

كما تطل على المحيط الأطلسي في الغرب من خلال شريط ساحلي لا يزيد عن 50 كم من حيث يمتد مصب نهر الكونغو، ويقدر عدد سكانها بحوالي مائة وعشرين مليون نسمة، ما يجعلها من أكثر الدول اكتظاظا بالسكان في القارة، مع تنوع هائل يشمل أكثر من 200 مجموعة عرقية وثقافية.

وتعتبر الكونغو الديمقراطية واحدة من أغنى دول العالم بالثروات الطبيعية، التي تجعلها محورا استراتيجيا للقرن الحادي والعشرين، خاصة أن الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل متزايد على المعادن التي تمتلك تلك الدولة الاحتياطيات الأكبر منها، وتقدر ثرواتها من المعادن غير المستغلة بنحو 24 تريليون دولار.

وتعد الكونغو الديمقراطية المورد الأول عالميا للعديد من المعادن الاستراتيجية، وفي مقدمتها الكوبالت، حيث تنتج منه أكثر من 70% من الإنتاج  العالمي، وهو مكون لا غنى عنه في صناعة بطاريات الليثيوم المستخدمة في السيارات الكهربائية، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ما يجعل من هذا المعدن ثروة استراتيجية في عصر التحول نحو الطاقة النظيفة.

كما تقع داخل حدود الكونغو الديمقراطية حوالي 10% من احتياطيات النحاس العالمية، وهو معدن أساسي لشبكات نقل الكهرباء والبنية التحتية للطاقة المتجددة، كما تنتج أيضا الكولتان وهو معدن حاسم في صناعة الإلكترونيات، كالمكثفات، والهواتف الذكية، والأجهزة الطبية وتمتلك احتياطيات كبيرة من الألماس والذهب، والليثيوم والقصدير والزنك والمنغنيز وغيرها.

ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، يساهم قطاع التعدين هناك بنحو 90% من الصادرات، مع إنتاج تجاوز 25 مليار دولار في عام 2024 من النحاس والكوبالت وحدهما.

لكن الثروة لا تقتصر على معادن الأرض؛ فالسماء والأنهار تشاركان في هذا الغنى، حيث تمتلك الكونغو الديمقراطية جزءا كبيرا من غابة الأمازون الإفريقية، وهي ثاني أكبر غابة استوائية في العالم، حيث تغطي 60% من حوض الكونغو، وتلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ العالمي، ولا ينحصر دور هذه الغابات في كونها مصدرا للتنوع البيولوجي الاستثنائي من خلال أكثر من 10 آلاف نوع نباتي وألفي نوع حيواني، بل هي مصدر هائل لتجارة وصناعة الأخشاب، كما أنها مصدر محتمل لـ900 مليون دولار سنويا من خلال أسواق الائتمان الكربوني.

وعن الإمكانيات الزراعية للكونغو الديمقراطية، تمتلك البلاد 80 مليون هكتار صالحة للزراعة، 90% منها لا تزال غير مستغلة، ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن هذه الأراضي الخصبة المروية بأنهار ومياه جوفية وفيرة، قادرة على إطعام أكثر من ملياري شخص، كما تمنح هذه الأراضي، مع هطول الأمطار الكافي، جمهورية الكونغو الديمقراطية القدرة على أن تصبح سلة غذاء لإفريقيا.

/يتبع/

شاركها.
Exit mobile version