لم يكن الأمر غريباً بصورة كبيرة بعد وصول ثلاثة أندية سعودية من أصل أندية فرق بلغت دور نصف نهائي بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية التي تختتم منافساتها السبت المقبل بعد أن انطلقت يوم 27 يوليو (تموز) الماضي وأقيمت في مُدن الطائف وأبها والباحة، وذلك نظير صيف ساخن شهدته الأندية السعودية، وضمت في صفوفها كثيراً من النجوم البارزين عالمياً.
ويلتقي الأربعاء فريق الهلال نظيره الشباب في ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف، فيما يواجه النصر نظيره الشرطة العراقي على ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بمدينة أبها، مما يعزز من حظوظ الأندية السعودية بمعانقة لقب البطولة بعد سنوات من الغياب في ظل وجود فريق الشرطة العراقي وحيداً بين الثلاثي السعودي.
وتعد بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية واحدة من أكبر البطولات بجوائزها المالية الضخمة التي تقدر بعشرة ملايين دولار، حيث سيحصل حامل اللقب على مبلغ ستة ملايين دولار، فيما سيحقق وصيفه جائزة تقدر بمليونين ونصف المليون دولار، بالإضافة إلى المبالغ التي تحصل عليها الفرق التي بلغت دوري ربع ونصف النهائي مما يعزز من أهمية البطولة لدى الفرق المشاركة.
ديربي مرتقب في النهائي العربي
تصب الترشيحات إلى ديربي مرتقب في نهائي البطولة سيجمع بين الهلال وغريمه التقليدي النصر وفقاً لمسيرة الفريقين التي بدت الأميز في البطولة حتى الآن، خاصة مع تصاعد مستويات الفريقين في المباراة الأخيرة لهما في دور ربع النهائي، رغم الظهور الفني لفريقي الشرطة العراقي والشباب السعودي في البطولة كذلك.
وبعد بداية غير مقنعة لفريق الهلال واقترابه من توديع المنافسة في دور المجموعات، عاد الزعيم السعودي ليظهر بصورة مختلفة ويكشف عن وجهه المثالي وينجح في تجاوز نظيره الاتحاد في دور ربع نهائي البطولة ويبلغ نصف النهائي عقب انتصاره بنتيجة 3 – 1، وكان الهلال بدأ مشواره في دور المجموعات بتعادل أمام أهلي طرابلس الليبي ثم خسر من السد القطري بنتيجة 3 – 2 قبل أن يكسب مواجهته الأخيرة ويعبر وصيفاً خلف متصدر المجموعة الثانية السد القطري.
أما فريق النصر الذي استعرض قوته الهجومية بفوز مُريح أمام الرجاء الرياضي المغربي وبلغ دور نصف النهائي بثلاثية مقابل هدف حضرت في الشوط الأول، فقد استهل مشواره في البطولة بتعادل سلبي أمام الشباب قبل أن ينتصر على الاتحاد المنستيري التونسي برباعية ثم يتعادل مع الزمالك في ظهور باهت للعالمي إلا أنه اقتطع بطاقة العبور وصيفاً للمجموعة الثالثة.
وداع أفريقي مُبكر
على الرغم من هيمنة الفرق الأفريقية على تحقيق لقب البطولة العربية في سنواتها الأخيرة، فإن النسخة الحالية شهدت مشاركة متواضعة لها إذ ودعت سبع فرق من أصل ثمانية البطولة مبكراً من دور المجموعات، فيما ظل الرجاء الرياضي المغربي وحيداً يحمل الراية وتأهل إلى دور ربع النهائي متصدراً مجموعته الرابعة، إلا أن مشواره توقف بعد خسارته أمام النصر وودع البطولة.
وشهدت المجموعة الأولى وداعا مبكرا لعملاقي الكرة التونسية الترجي والصفاقسي بعدما تعادل الترجي في مواجهتين وحل ثالثاً برصيد نقطتين، فيما تذيل الصفاقسي لائحة الترتيب بنقطة وحيدة جاءت من تعادل يتيم فقط، أما الوداد المغربي فقد تعادل مرتين وخسر في مواجهة وحيدة أمام الهلال لصالح المجموعة الثانية ليحضر في المركز الثالث، فيما تذيل أهلي طرابلس الليبي لائحة الترتيب بعد تعادله في مواجهتين وخسارته في مباراة.
وفي المجموعة الثالثة كان فريق الزمالك منافساً شرساً في مجموعته وكان قريباً من العبور لدور ربع النهائي بعدما ظل متقدماً على النصر بهدف وحيد قبل أن ينجح البرتغالي كريستيانو رونالدو في إدراك التعادل ومنح بطاقة العبور لفريقه النصر، حيث تجمد رصيد الزمالك عند أربع نقاط وحل في ثالث الترتيب وودع البطولة، فيما فشل الاتحاد المنستيري التونسي في تحقيق أي نقطة بعد خسارته جميع مبارياته الثلاث، وودع شباب بلوزداد البطولة من دور المجموعات بعدما تعادل مرة واحدة في المجموعة الرابعة ليملك نقطة وحيدة فقط ساهمت في خروجه المبكر من البطولة.
منافسة بين الدون وبانيغا
بعد موسم لم يكتب له فيه النجاح، يسعى البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر إلى قيادة فريقه لمعانقة أول ألقابه منذ انضمامه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويقدم رونالدو مستويات لافتة في البطولة العربية، إذ ترجم هذه الأفضلية بتسجيله ثلاثة أهداف منها الهدف الأبرز في شباك الزمالك والذي كان مفتاحاً لعبور «العالمي» لدور ربع النهائي.
ويملك رونالدو فرصة كبيرة للصعود لقائمة الهدافين، إذ يمتلك حالياً ثلاثة أهداف ساهمت في حضوره في ثاني الترتيب جوار عدد من اللاعبين، ويتصدر القائمة حالياً التونسي طه الخنيسي لاعب فريق الكويت الكويتي الذي ودع فريقه البطولة مما يعزز من حظوظ نجم النصر الأسطوري.
ويسجل الأرجنتيني إيفر بانيغا قائد فريق الشباب حضوراً لافتاً في البطولة، إذ يشارك نجم النصر ذات الرصيد التهديفي ويملك ثلاثة أهداف حتى الآن ساهمت في حضوره بالمركز الثاني، وستكون الفرصة مواتية لقائد الشباب من أجل تعزيز رصيده في المواجهة القادمة أمام الهلال.
ومن الهلال يحضر الثنائي سالم الدوسري والصربي سافيتش بواقع هدفين لكل منهما، وتبدو الفرصة أيضا سانحة لثنائي الأزرق العاصمي بالمنافسة على صدارة الهدافين، فيما يسجل أرسو رستم مهاجم فريق الشرطة العراقي حضوره في القائمة بواقع هدفين حتى الآن.
لقب سعودي منتظر بعد سنوات الغياب
بعد وصول ثلاثة فرق سعودية إلى دور نصف النهائي بات مؤكداً تسجيل حضور فريق بنهائي البطولة أو ربما حضور فريقين في المباراة النهائية، مما يعزز من حظوظ الفرق السعودية في استعادة اللقب الغائب عن خزائنها منذ سنوات طويلة، حيث كان آخر الألقاب العربية للفرق السعودية في 2005 لفريق الاتحاد.
ويحضر في السجل الذهبي للبطولة العربية خمسة فرق سعودية سبق لها تحقيق اللقب، إذ كان أول الألقاب من نصيب فريق الاتفاق 1984 وعاد مجدداً لمعانقة اللقب في 1988 قبل أن يسجل الشباب حضوره في البطولة العربية ويعانق اللقب في 1992 ثم حقق الهلال اللقب مرتين تباعاً في 1994 و1995 قبل أن يعود الشباب ليعانق المجد العربي مجدداً في 1999، وحقق الأهلي لقبه الوحيد في البطولة موسم 2002 ثم الاتحاد في 2005، ولم ينجح النصر في تدوين نفسه في قائمة أبطال البطولة العربية حتى الآن.
ويتصدر الترجي التونسي قائمة السجل الذهبي للبطولة إذ يملك ثلاثة ألقاب، فيما يحضر برصيد لقبين كل من الهلال والشباب والاتفاق والكرخ العراقي والرجاء الرياضي المغربي ووفاق سطيف الجزائري، أما الفرق التي تملك لقباً واحداً فهي الاتحاد والأهلي والنجم الساحلي التونسي والزمالك والسد القطري واتحاد العاصمة الجزائري والأهلي المصري والوداد الرياضي المغربي والشرطة العراقي والنادي الأفريقي التونسي وفريق وداد تلمسان الجزائري.