أظهرت دراسة أميركية أن الأطفال المولودين في أسر فقيرة أكثر عرضة لتطوير سلوكيات عدوانية واندفاعية خلال طفولتهم؛ مما قد يؤثر سلباً على مستقبلهم الأكاديمي والاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح الباحثون من جامعة جورجيا أن الدراسة تسلط الضوء على التأثير الكبير للفقر على نمو الأطفال وسلوكهم، مما يجعل الاستثمار في برامج الدعم المجتمعي والأسري أولوية لتوفير فرص متكافئة للأطفال من مختلف الخلفيات الاجتماعية، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية (Journal of Social Service Research).
ويواجه الأطفال المولودون في أسر فقيرة تحديات كبيرة، تتراوح بين قلة الفرص التعليمية، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، وتعزيز السلوكيات السلبية مثل العدوانية والاندفاع. وغالباً ما ينشأ هؤلاء الأطفال في بيئات تفتقر إلى الأمان والموارد الأساسية، مثل الرعاية الجيدة والتعليم الجيد، مما يؤثر على تطورهم العقلي والاجتماعي. ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى صعوبات في التكيف مع المجتمع.
واعتمدت الدراسة على متابعة أكثر من 1600 طفل من الولادة حتى سن الـ15. وقام الباحثون بتحليل سلوك الأطفال الذين نشأوا في أسر فقيرة مقارنة بالأطفال الذين نشأوا في أسر ذات دخل أعلى. وتم تحليل سلوك الأطفال بشكل دوري، خصوصاً في سن 3 سنوات، وتم رصد تأثيرات الظروف الاقتصادية والبيئية على تطور سلوكهم عبر السنوات، بما في ذلك الحي الذي نشأ فيه الأطفال.
وتوصلت الدراسة إلى أن الأطفال المولودين في ظروف اقتصادية متدنية يميلون إلى إظهار سلوكيات مثل نوبات الغضب، والمضايقة، والمشاجرة، والكذب والغش. وهذه السلوكيات تؤدي غالباً إلى صعوبات في تكوين الصداقات، وضعف الأداء الدراسي، وتراجع القدرات المعرفية.
على المدى البعيد، وجد الباحثون أن هذه التحديات يمكن أن تؤدي إلى التسرب من المدرسة، والبطالة، وسوء إدارة الأمور المالية. كما تبين أن الأطفال الذين ينتمون لأسر غنية لكنهم نشأوا في أحياء فقيرة أظهروا مستوى السلوكيات السلبية نفسه التي يظهرها الأطفال المولودون في أسر فقيرة.
ووفق فريق البحث، فإن الولادة في ظروف اقتصادية فقيرة ترافقها تحديات طويلة الأمد، مثل ضعف فرص التعليم، وزيادة معدلات التعرض للجريمة، ومشاكل الصحة النفسية. كما يسهم نقص الخدمات الصحية في تعميق الفجوة بين الأطفال من مختلف الخلفيات الاجتماعية.
وأضاف الفريق أن الضغوط المالية على الوالدين تزيد من التوتر الأسري؛ مما يدفعهم إلى اتباع أساليب تربية صارمة قد تؤدي إلى تفاقم السلوكيات السلبية لدى الأطفال.
ولتحسين تطور الأطفال في بيئات فقيرة، أوصى الباحثون بتوسيع البرامج التي تهدف لدعم نمو وتعلم الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض.
كما دعا الفريق إلى تعزيز دور الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس لدعم العلاقات الاجتماعية للأطفال وتعزيز شعورهم بالانتماء. وأكدت الدراسة أهمية إطلاق برامج مكافحة الفقر مبكراً لمعالجة الفجوات التنموية والبيئية بين الأطفال من خلفيات اجتماعية مختلفة.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}