سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر
بازل – قنا
أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إن دولة قطر تمتلك بنية تحتية ثقافية قوية توفر منصة لعرض الفنون واقتناء الأعمال وتتيح فرصة للتعرف على المواهب الموجودة بالمنطقة ، مشيرة إلى أن الشراكة مع “آرت بازل” يتمثل في المساهمة في بناء منظومة الثقافة والرياضة التي أرساها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لتكون ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في البلاد.
وقالت سعادتها خلال مشاركتها في حلقة نقاشية بعنوان “خارج الإطار التقليدي: الفن والعمارة والتصور العالمي”، على هامش مشاركة متاحف قطر في معرض “آرت بازل” بمدينة بازل السويسرية:” إننا بدولة قطر ندرك أنه حان الوقت المناسب لدعم البنية التحتية الثقافية التي استثمرنا فيها من خلال توفير منصة لعرض الفنون واقتناء الأعمال، فضلاً عن إتاحة الفرصة للجاليريات الفنية للتعرف على المواهب الموجودة في المنطقة”.
وأضافت:” قسمنا استراتيجيتنا الممتدة على مدى خمسة وعشرين عاما إلى ثلاثة أجزاء، إذ يعكس الجزء الأول، صوتا وهوية محلية أصيلة بعد افتتاح متحف الفن الإسلامي، والمتحف العربي للفن ثم متحف قطر الوطني، فيما يدور الجزء الثاني، والذي نكمله بافتتاح متحف قطر الأولمبي والرياضي، حول التنمية الاجتماعية وكيفية تشجيع الناس على استخدام المؤسسات الفنية والثقافية كمراكز للمعرفة وليست مجرد أماكن ترفيه”.
وتابعت:” افتتحنا المتحف الرياضي تزامنا مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ونعمل الآن على متحف الأطفال، والذي يُسمى /ددُ/ في حديقة البدع، وهي أكبر حديقة عامة في قطر، وقريبة جدا من مطافئ -مقر الفنانين الذي حالفنا الحظ في تحويله لاستديوهات جديدة للفنانين والمبدعين من المنطقة”.
وأوضحت سعادة رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، خلال الحلقة النقاشية، أن مشاركة دولة قطر بهذا المعرض جاءت لإطلاق مشاريع التواصل العالمي.
وأشارت في هذا الصدد إلى مشروع “متحف لوسيل” الذي يتمحور حول فكرة /ما بعد الاستعمار وأزمة الهوية/ التي تواجهها المنطقة، وكيفية معالجة الصراع باستخدام الفنون والثقافة كأداة للتعافي وجمع الناس معا، فيما يكمن المشروع الثاني بـ “متحف قطر للسيارات”، والذي أقام معرضا مؤخراً بالشراكة مع متحف السيارات الوطني في تورينو، بالإضافة إلى “متحف مطاحن الفن”، وهو عبارة عن ترميم لمبنى مطاحن الدقيق القديمة الوحيدة والتي بُنيت في الثمانينيات، لتصبح متحف الفن الحديث والمعاصر.
وأردفت سعادتها :” أن متحف لوسيل هو جزيرة متكاملة، حيث يعتمد مشروع الجزيرة المتكاملة على المقتنيات التي جمعناها على مر السنين، والتي ركزت على الاستشراق، واللوحات الاستشراقية، وما يعنيه ذلك لمنطقتنا من العالم، لكون العديد من هؤلاء الرسامين جاؤوا من الغرب، ورسموا الشرق، واستوحوا أعمالهم منه”.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني:” إن هذه هي خارطة طريقنا، مدعومة بالطبع بالمراكز الإبداعية، مثل؛ مطافئ مقر الفنانين، ومؤسسة الدوحة للأفلام، و/M 7/ للأزياء والتصميم والتكنولوجيا، و/استديوهات ليوان / للتصميم”، لافتة إلى أنه يجري العمل الآن على إنشاء مدرسة مهنية لدعم الفنانين وتنمية مواهبهم بهذا المجال.
وأضافت سعادتها:” لدينا رؤية وطنية في دولة قطر قادتنا لتطوير الفنون والثقافة للاستثمار الحقيقي في التنمية البشرية، وهذا هو النموذج المميز الذي اتبعته قطر مقارنة بالعديد من الدول التي استثمرت في الثقافة انطلاقا من التنمية البشرية، وذلك سعيا منا لتحويل اقتصادنا الهيدروكربوني إلى مجتمع قائم على المعرفة”.
ولفتت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إلى أن مدينة لوسيل هي مدينة مستقبلية، وفيها يوجد ملعب لوسيل المونديالي من تصميم المعماري نورمان فوستر، وكذلك جميع مكاتب القطاع المالي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن لوسيل مدينة مبتكرة للغاية بفضل منطقتها الحرة، ومن الأماكن القليلة التي يمكن للأجانب فيها امتلاك مقراتهم ونقلها إليها.
وأشارت سعادتها إلى أن متحف لوسيل يضم مركزا فكريا، بالشراكة مع مؤسسات ثقافية متعددة، مثل؛ متحف أورسيه في باريس، ومع جامعات أخرى، مثل؛ جامعة براون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة جورج تاون في قطر، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، وجامعة قطر.
وأكدت أهمية تمكين الفنانين والمهندسين وفهم احتياجاتهم ودعمهم، لمحاولة تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استخدام الموارد المتاحة، محذرة من خطورة هيمنة التكنولوجيا وخاصة على الأطفال، وأثر ذلك على فقد الإحساس بالعواطف.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني: ” حين رأيتُ منحوتة /الدب المصباح/، الموجودة حالياً في مطار حمد الدولي، للفنان أورس فيشر في نيويورك في مزاد كريستيز، كان لدى والدي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رؤية لإدخال الفن إلى المطار، الذي كان قيد الإنشاء آنذاك، ولأننا كنا نُحوّل بلدنا إلى مركز ثقافي للتنمية البشرية، أراد سموه أن يُرحّب بالعالم بهذه البادرة”.
وأضافت سعادتها:” كان من الصعب إدخال منحوتة “الدب المصباح” إلى مبنى المطار مع وزنها الثقيل، وبعد فتح المطار أمام المسافرين، وجدنا الجميع يمرّون بجانب الدب ويلتقطون الصور معه”.
وتابعت:” ابتكرنا أيضا منتجات حول منحوتة الدب المصباح، الأمر الذي يؤكد أهمية امتلاك رؤية واستراتيجية واضحة، وتقبّل رد فعل الناس في البداية”.
وأعربت عن سعادتها بأن الخطوط الجوية القطرية شريكٌ لمعرض “آرت بازل”، بجانب شركة قطر للاستثمارات الرياضية، الأمر الذي يبعث على الفخر والسعادة بدمج الرياضة والطيران والفنون في هذه الرؤية.
وأشارت سعادة رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إلى أن سويسرا دائماً ما ينظر إليها كمعيار في التعليم عالي الجودة وأسلوب الحياة الراقية، لافتة إلى أن ذلك يتفق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تستثمر في التنمية البشرية بجودة حياة تدعو الجميع للاندماج في المجتمع.
ونوهت سعادتها إلى أنه سيكون هناك العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة مستقبلاً، معربة عن شكرها لفريق “آرت بازل” وشركائهم المتحمسين للغاية لفعاليتنا التي ستقام في فبراير المقبل، والشركاء القطريين، وهم؛ شركة قطر للاستثمار الرياضي، وشركة كيو سي بلس.
واختتمت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر كلمتها بالتأكيد على الحماس الذي يشعر به الجميع لاستضافة “آرت بازل” في الدوحة لننطلق بإبداعاتنا عالميا من خلال شراكة كهذه.