من رحم عقود من الصراعات مزّقت السودان، نشأت ميليشيات كالفطر وتوسَّعت خريطة السلاح، حتى تجاوز عدد الجماعات المسلحة المائة، تتباهى بأسلحتها المتنوعة، وتحاول فرض نفوذها بتحالفات وأجندات مختلفة.
ويتوزَّع ولاء الميليشيات، خلال الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023، بين مساندة الجيش أو «قوات الدعم السريع»، فيما يستغل بعضها الأوضاع لتحقيق غايات محددة لزعمائه أو مناطقه بمعزل عن التحالفات الأوسع؛ فضلاً عن جماعات كانت جزءاً من شبكات الجريمة المنظمة ثم استغلت الحرب لتحقيق أجنداتها الخطرة وتوسيع نفوذها والاقتراب من طرفَي النزاع لممارسة مزيد من الانتهاكات والجرائم، مثل النهب والسلب والقتل على الهوية والاغتصاب.
وتكمن قوة هذه الميليشيات في تمويلها سواء من الدولة، أو من الخارج، وتسليحها المتقدم بما يشمل صواريخ وطائرات مسيّرة متطورة، فيما سيطر بعضها على مناطق جغرافية كاملة لتعدين الذهب.
فهل ينجح السودانيون يوماً في إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، أم ستتكاثر الميليشيات وتبقى البلاد في دوامة حروب بلا نهاية؟
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}