ومع تمسّكهما بالهوية الأصلية للسدو، عمد الزومان وزوجته إلى تقديم الحرفة بأسلوب يتناسب مع الزوار من داخل المملكة وخارجها, ووظفا خامات مستدامة وخفيفة مثل الأقطان والنايلون والأسلاك، مع الحفاظ على النقوش السعودية الشهيرة مثل: المذخّر، والعورجان، والشجرة، وضرس الخيل، وهي نقشات ضاربة في عمق التراث البدوي.
وامتد حضور السدو في أعمالهما إلى الأزياء كالعبايات والملابس النسائية، وإلى الهدايا التذكارية كتضمين قطعة من السدو داخل خارطة المملكة على شكل مغناطيس للزوار, واشتهرت دار هيلة بصناعة الدمى المستوحاة من ثقافة الإبل، وأبرزها دمية “الجمل دوسر” التي صُنعت عام 2024، واستُلهم اسمها من الجمل الضخم شديد التحمل الذي يُعرف في الجزيرة العربية باسم “الدوسر”, وقُدمت دمية أخرى تمثل الناقة، بهدف تعريف الزوار بثقافة الصحراء وما يرتبط بها من نباتات مثل شجرة السدر وفوائدها.
وتؤكد الحرفة التي يقدمها الزومان وزوجته حضورًا واسعًا بين الزوار لما تحمله من توازن بين التراث والحداثة، ولما تعكسه من قدرة السدو على أن يكون عنصرًا فنيًا وعمليًا يمكن إدخاله في تفاصيل الحياة اليومية.
وبروحٍ تتطلع إلى المستقبل، يوضح الزومان أن خطوتهم القادمة هي إطلاق سلسلة قصص تعليمية وترفيهية تُعرّف الأجيال بالحرف التقليدية والمناطق المرتبطة بها، وتربط السدو بتاريخ المملكة وتنوعها الثقافي، ضمن رؤية تهدف إلى أن تبقى هذه الحرفة حية ومتجددة عبر الزمن.
