الدوحة – قنا
برعاية سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية وقائد قوة /لخويا/ رئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة بدأت اليوم بالدوحة ورشة عمل بعنوان “تعزيز الحس الأمني للمتحدث الإعلامي” والتي تنظمها الأكاديمية بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب.
يشارك في الورشة، التي افتتحت بحضور سعادة الشيخ عبدالعزيز بن فيصل آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية، مجموعة من الخبراء والمختصين والأكاديميين من الدول العربية والمنظمات الدولية ذات العلاقة.
وتهدف الورشة، التي تستمر ثلاثة أيام، إلى صياغة موحدة لمفاهيم “المتحدث الرسمي” وفق المدارس الإعلامية الحديثة والتعرف إلى رسالته ومهامه ومسؤولياته إلى جانب إبراز سماته وفق التخصص (سياسي، أمني، اقتصادي، اجتماعي وغيرها) والتعرف إلى أساليب وطرق الإدارة النموذجية للمتحدث الرسمي أثناء الأزمات وإبراز دور الجامعات في صناعته والاهتمام برسالته في المجتمع.
ويركز المشاركون على العديد من المحاور من بينها “خصائص لغة الخطاب المؤثر واتجاهات كل متحدث وفق تخصصه”، و”مهارات المتحدث الرسمي أمام وسائل الإعلام وإتقان لغة الجسد” و”تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات الحكومية ومنها الأمنية والأهلية (القطاع الخاص)”، ودور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الحس المجتمعي لمنع ومكافحة الإرهاب”، إلى جانب تعريف المشاركين بكيفية إعداد البيانات الصحفية.
وخلال افتتاحه أعمال الورشة، قال العميد عبد الرحمن ماجد السليطي رئيس أكاديمية الشرطة إن هذه الورشة تأتي تفعيلا لمذكرة التفاهم بين وزارة الداخلية ممثلة في أكاديمية الشرطة، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمبرمة في نوفمبر 2013، ودعما للجامعة في إسهاماتها نحو تطوير كفاءات متخصصة تلبي حاجات القطاعات الأمنية في المجالات ذات الأولوية في الوطن العربي.
وأشار إلى أن الإعلام الأمني يشكل أداة الاتصال والتواصل الرسمي لوزارات الداخلية والأجهزة الأمنية، “إذ يعهد إليه صياغة الخطاب الإعلامي الموجه لوسائل الإعلام المختلفة وإلى الجمهور بحيادية تامة للتوعية بالحقائق والمعلومات الصحيحة الصادرة من الجهات الرسمية في الدولة لتمنع بذلك أي أكاذيب أو إشاعات مغرضة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ولتعزيز الشراكة المجتمعية وزرع الثقة والمصداقية لدى أفراد المجتمع”.
وأوضح العميد السليطي أن الحس الأمني للمتحدث الإعلامي مهارة تنطلق من الإحساس بالمسؤولية والخبرات المتراكمة، مؤكدا حرص أكاديمية الشرطة على ترسيخ مفاهيم الحس الأمني لدى منتسبيها والتدريب على المهارات اللازمة لمن ترى فيهم السمات والقابلية ليكون متحدثا رسميا.
بدوره قال الدكتور عبدالمجيد عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، في كلمة مماثلة، إن تنفيذ هذه الورشة يأتي في إطار مسؤوليات الجامعة وضمن الخطة الإعلامية العربية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة التي أقرها مجلس وزراء الداخلية العرب والخطة التنفيذية للاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف التي أعدتها الجامعة وأقرها مجلس وزراء الإعلام العرب، مشيرا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وخطتها الاستراتيجية التي تضمنت إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية منها إنشاء مراكز متخصصة في المجالات ذات الأولوية للأجهزة الأمنية العربية.
كما لفت البنيان، في سياق كلمته، إلى إنشاء الجامعة مركزا متخصصا في الجرائم السيبرانية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية.
وتضمن اليوم الأول من الورشة جلستين، تحدث في الأولى الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية حول (صياغة السردية السياسية والتعبير عنها من خلال المتحدث الرسمي)، فيما قدم الدكتور عبداللطيف بن صفية مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالمملكة المغربية ورقة بعنوان “مهارات التحدث إلى وسائل الإعلام”، بينما شملت الجلسة الثانية ورقة عمل للواء دكتور هزاع مبارك الهاجري الأمين العام المساعد السابق للشؤون الأمنية بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بعنوان “تحسين الصورة الذهنية للمؤسسات الحكومية ومنها الأمنية والأهلية (القطاع الخاص)”، وأخرى للدكتور سعود بن صالح كاتب، وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة السابق بالمملكة العربية السعودية بعنوان “المتحدث الرسمي الحكومي في عصر ثورة المعلومات: أخطاء وصعوبات”.
وتخللت الورشة في يومها الأول نقاشات مثمرة حول أوراق العمل المطروحة والمحاور التي ناقشتها وسبل تجسيد هذا الطرح النظري في واقع مهام ومسؤوليات المتحدث الإعلامي.