القاهرة – قنا
نظمت جامعة الدول العربية ومعهد الدوحة الدولي للأسرة – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع وزارة الخارجية – ممثلة في المندوبية الدائمة لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، اجتماع الخبراء حول “الدليل الاسترشادي الإقليمي لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج في العالم العربي”، والذي انطلقت أعماله اليوم وتستمر على مدى يومين، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وعقد الاجتماع بمشاركة الدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، وسعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى مصر المندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية، والوزير مفوض إيناس الفرجاني المشرف على قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني في الدول العربية، والخبراء والمختصين ومقدمي برامج تأهيل المقبلين على الزواج في العالم العربي، وممثلي وزارات الأسرة والشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية.
ويهدف الاجتماع إلى دراسة ومناقشة مسودة الدليل الاسترشادي الإقليمي لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج، وذلك من خلال عقد ورش عمل فنية متخصصة لاعتماده بصورة نهائية، حيث يأتي ذلك في إطار تنفيذ توصية صدرت في هذا الشأن خلال حفل إطلاق “التقرير المشترك حول تقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي” (2019 – 2024)، والذي عقده معهد الدوحة الدولي للأسرة بالتعاون مع قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 2 إلى 4 يوليو 2024.
وتضمنت التوصية الصادرة في هذا الصدد الحاجة إلى إعداد مشروع الدليل الاسترشادي، بما يتضمن كافة الأدلة المذكورة في التقرير، وكذلك في كتاب “حالة الزواج في العالم العربي” الذي تم إطلاقه آواخر عام 2019 في الدوحة بالشراكة مع جامعة الدول العربية، بما يسهم في التعرف على البرامج التي يتم تقديمها في الدول العربية وتقييمها وتقديم توصيات بشأن تطوير برنامج المقبلين على الزواج على مستوى الدول العربية.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أشار سعادة السيد طارق علي فرج الأنصاري سفير دولة قطر لدى مصر المندوب الدائم للدولة لدى جامعة الدول العربية، إلى أن الاجتماع يهدف إلى تدارس وتنقيح مسودة الدليل الاسترشادي الإقليمي لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج والخروج بالدليل في صيغته النهائية التي سيتم تعميمها على الدول الأعضاء، لافتا إلى أهمية تبني الدول العربية هذا الدليل الاسترشادي القائم على الأدلة العلمية حول تأهيل المقبلين على الزواج، حيث سيمثل خارطة طريق للمراكز المعنية سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة، لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين هذه المؤسسات والمنظمات المعنية بقضايا الشباب العربي.
وأوضح سعادته أن هذا الدليل يأتي كثمرة للشراكة الفاعلة بين معهد الدوحة الدولي للأسرة، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمندوبية الدائمة لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، ولتتويج الجهود المشتركة التي شاركت في إنتاجها نخبة متميزة من الخبراء وممثلو الجهات المعنية من بيوت الخبرة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، من أجل تعزيز الجهود العربية المشتركة لدعم الاستقرار الأسري وبناء أسر متماسكة ومستدامة.
وقال الأنصاري: “مشاركتنا اليوم في هذا الاجتماع تعكس التزام دولة قطر بتحقيق الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة المعني بجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة، من خلال دعم الجهود الرامية إلى تعزيز التكامل بين السياسات الأسرية والتنموية، وبما يسهم في بناء مدن ومجتمعات أكثر شمولا واستدامة، ويعزز قدرة المجتمعات العربية على الصمود”.
ونوه سعادته بأن الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030 تولي اهتماما كبيرا بالأسرة ومكوناتها من المرأة والشباب وكل أفرادها، حيث تمنح الدولة اهتماما في أعلى مستوياتها ببرنامج تأهيل المقبلين على الزواج انطلاقا من اهتمامها بقضايا التنمية الاجتماعية، لافتا في هذا الصدد إلى أن استراتيجية الدولة في مجال الرعاية والحماية الاجتماعية تهدف إلى بناء أسرة قوية متماسكة ترعى أفرادها وتحافظ على القيم الأخلاقية والدينية والمثل الإنسانية، واتباع نظام حماية اجتماعية فعال لجميع المواطنين والمقيمين، بما يضمن حقوقهم المدنية ويعزز مساهمتهم في تنمية مجتمعهم، ويضمن كذلك لهم دخلا مناسبا للحفاظ على حياة صحية وكريمة.
من جانبها، قالت الدكتورة شريفة العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، إن مشروع الدليل الاسترشادي الإقليمي لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج في العالم العربي يمثل خطوة محورية نحو بناء برامج قائمة على الأدلة، تسهم في دعم الأسر العربية وتعزيز استقرارها، لافتة إلى أن الاجتماع يهدف إلى إجراء حوار مثمر يسهم في تحقيق الرؤية المشتركة نحو أسرة عربية أكثر تماسكا واستقرارا من خلال هذا الدليل الاسترشادي.
ونوهت بأنه تم بالشراكة مع جامعة الدول العربية إصدار كتاب حالة الزواج في الوطن العربي عام 2019، حيث يعد الإصدار الأول من نوعه الذي يتناول بشكل شامل مختلف أبعاد الزواج في المنطقة العربية – من معايير الاختيار الزواجي، والأنماط التقليدية والمستحدثة للزواج، إلى علاقة الزواج بمستويات التعليم والعمل والاقتصاد، وغيرها من الجوانب الاجتماعية والتحليلية.
وأشارت المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة إلى أن من أهم المخرجات في هذا الشأن، أن غالبية حالات الطلاق تحدث خلال أول خمس سنوات من الزواج، وهو ما قاد المعهد والجامعة لإعداد دراسة حول “تقييم العلاقات الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى للزواج في العالم العربي”، لتسليط الضوء على العوامل التي تؤدي إلى الانهيار المبكر لمؤسسة الزواج، مع التركيز في الوقت نفسه على عوامل النجاح والتكيف التي تعزز استمرارية العلاقة الزوجية وتماسكها خلال السنوات الأولى.
وأضافت أنه استنادا إلى نتائج الكتاب والتقرير معا، قدم معهد الدوحة الدولي للأسرة توصية رئيسية تمثلت في إعداد مشروع دليل استرشادي لبرامج تأهيل المقبلين على الزواج على مستوى الدول العربية، حيث يهدف هذا الدليل إلى تقييم وتطوير البرامج القائمة، وسد الفجوة بين الممارسات الحالية والأدلة العلمية حول الأسباب الحقيقية للتفكك المبكر لمؤسسة الزواج.
يشار إلى أن معهد الدوحة الدولي للأسرة تبنى منذ عام 2017 مبادرة لإنتاج سلسلة من المؤلفات الدورية كل عامين حول حالة الأسرة في العالم العربي، من أجل إثراء القاعدة المعرفية حول الأسرة العربية، ومناصرة قضايا الأسرة من خلال تعزيز ودعم السياسات الأسرية القائمة على الأدلة على مستوى العالم العربي.