الأستاذ الدكتور فارس قرشي فارس والأستاذ شحاتة محمد

الدوحة – الشرق

– أ.د. فارس قرشي: نؤهل خريجينا ليكونوا قادة ومبدعين في سوق العمل وليس فقط باحثين عن وظائف

– شحاتة محمد: نُقدّم نموذجًا تعليميًا متوازنًا يجمع التميز الأكاديمي والهوية الوطنية

في ظل التحولات الاقتصادية والتقنية المتسارعة التي يشهدها العالم، تتعزز في قطر ملامح نهج تعليمي شامل ومتكامل يمتد من المرحلة المدرسية إلى الجامعية، حيث تعمل المؤسسات التعليمية على تأهيل الطلبة معرفيًا ومهنيًا مع المحافظة على القيم الوطنية. “الشرق” استطلعت آراء قيادات تربوية في مدرستين وجامعة مرموقة لرصد الجهود المبذولة في تطوير جودة التعليم وربطه بسوق العمل.

وأكد الأستاذ الدكتور فارس قرشي فارس، رئيس جامعة سيتي يونيفرسيتي قطر، أن المؤسسة التعليمية في قطر تولي أهمية قصوى لتمكين خريجيها من دخول سوق العمل بثقة وكفاءة، مشيرًا إلى أن الجامعة تبني علاقات استراتيجية مع عدد من الجهات الصناعية والمؤسسات الحكومية، من بينها غرفة قطر وعدد من مزودي خدمات الرعاية الصحية. وأضاف أن هذه الشراكات تهدف إلى توفير فرص تدريب ميداني وتوظيف فعلي للطلبة، مما يسهم في إعداد خريجين يمتلكون مهارات مهنية وعملية حقيقية قبل التخرج.

وأوضح الدكتور فارس أن الجامعة تركز على ربط المناهج الدراسية بالاحتياجات الواقعية للسوق من خلال التعاون المباشر مع الشركاء في الصناعة، وتسعى إلى إعداد خريجين لا يكتفون بالحصول على وظائف فقط، بل يكونون أيضًا قادرين على خلق فرص عمل جديدة عبر الابتكار وريادة الأعمال.

وفيما يتعلق باختيار البرامج الأكاديمية، أشار رئيس الجامعة إلى أن ذلك يتم بناءً على دراسة دقيقة لاحتياجات السوق القطري والإقليمي، مؤكدًا أن الجامعة تدرك تمامًا أن الحلول التعليمية العامة لم تعد كافية في ظل التغيرات الاقتصادية والتقنية المتسارعة. وأضاف أن البرامج الدراسية صُممت لتتماشى مع القطاعات المحورية في التنمية الاقتصادية، مثل إدارة الأعمال، التحول الرقمي، الهندسة، أمن المعلومات، الذكاء الاصطناعي، وهندسة الصناعات الصحية. كما تخضع المناهج لمراجعة دورية بالتعاون مع شركاء أكاديميين وصناعيين لضمان توافقها مع متطلبات الاقتصاد المعرفي وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

وحول التخصصات التي تشهد إقبالاً متزايداً، كشف الدكتور فارس أن مجالات الذكاء الاصطناعي، العمارة، علم النفس، القانون، الهندسة الطبية الحيوية، وهندسة الإلكترونيات تحظى باهتمام متنامٍ من قبل الطلبة وأصحاب العمل على حد سواء. كما أشار إلى أن برنامج ماجستير إدارة الأعمال – المرأة في المناصب القيادية – يُعد من أبرز البرامج الرائدة التي تسهم في تمكين المرأة القطرية وتعزيز مشاركتها في سوق العمل.

واختتم الدكتور فارس تصريحه بالتأكيد على أن الجامعة تمنح شهادات بريطانية معتمدة، مما يمنح خريجيها ميزة تنافسية قوية سواء داخل قطر أو في الأسواق الدولية.

من جانب آخر، تحدّث الأستاذ شحاتة محمد، مساعد المدير ورئيس قسم اللغة العربية في مدارس الدوحة البريطانية، عن واقع التعليم المدرسي، قائلاً: “التعليم في قطر يشهد تطورًا متسارعًا في البنية التحتية ودمج التكنولوجيا، مع تركيز على تعزيز الهوية الوطنية رغم الانفتاح على التعليم العالمي.”

وأشار إلى أن المدرسة تقدم نموذجًا متكاملًا يجمع بين التفوق الأكاديمي وتنمية الشخصية والمهارات. كما تميزت بتوظيف أحدث الوسائل التقنية كالألواح الذكية والمنصات التفاعلية، وبتوفير بيئة تعليمية محفّزة وآمنة.

وأضاف أن الشراكة مع أولياء الأمور تعد من عناصر التميز، حيث تعمل المدرسة معهم كفريق واحد لدعم الطلاب، إلى جانب الحرص على غرس القيم الوطنية والدينية.

يُذكر أن هذه الجهود المشتركة بين المدارس والجامعات تعكس رؤية قطر في بناء منظومة تعليمية تُخرج أجيالًا قادرة على مواكبة تحديات المستقبل، والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد المعرفي وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

شاركها.
Exit mobile version