السكتة القلبية المفاجئة (Sudden Cardiac Arrest) مشكلة صحية خطيرة ورئيسية وعامة في جميع أنحاء العالم.
السكتة القلبية
يختلف خطر الإصابة بها باختلاف المنطقة الجغرافية والعمر والجنس. والأكيد أن احتمالات خطر الإصابة بالسكتة القلبية مدى الحياة، تبلغ لدى الرجال (12.3 في المائة)، ولدى النساء (4.2 في المائة)، أي أن الرجال أعلى عُرضة للإصابة بالسكتة القلبية بمقدار ثلاثة أضعاف احتمالات إصابة النساء بها، وذلك وفقاً لتحليل دراسة فرامنغهام الأميركية للقلب. واللافت في الأمر أن نحو نصف هؤلاء الأفراد تقل أعمارهم عن 65 عاماً.
ووفق الإحصائيات الطبية الصادرة في الولايات المتحدة، يُصاب نحو 380 ألف بالغ بالسكتة القلبية وهم خارج المستشفى OHCA. والمُحزن في الأمر أن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد تلك الإصابة، لا تزال منخفضة جداً عالمياً. تحديداً، ووفق الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة، فإن معدلات نجاة البالغين من الموت لا تتجاوز نسبة 10.5 في المائة فقط (1 من بين كل 10). وبناءً على شهادات الوفاة، تُمثل الوفاة القلبية المفاجئة نحو 20 في المائة من إجمالي الوفيات بالولايات المتحدة.
وبالمقابل، أفادت الدراسات الطبية بأن معدلات الوفيات نتيجة السكتة القلبية تنخفض بشكل فعلي كبير في كل حالة تم لها إجراء الإنعاش القلبي الرئوي المبكر CPR، واستخدام جهار مزيل الرجفان الخارجي الآلي AED.
تدريب لكل الأعمار
وإذا كنت تخشى من إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لأحدهم وهو مصاب أمامك، أو كنت غير متأكد من كيفية إجرائه على النحو الصحيح، فتذكر أن المحاولة أفضل من الجمود. فالفارق بينهما أن أحدهما قد يودي بحياة شخص محتاج. وربما تفكر لاحقاً في حضور دورة تدريبية للإنعاش القلبي الرئوي.
وتذكر أن هذه الدورات ليست فحسب للمتخصصين في تقديم الرعاية الطبية؛ بل هي لكل الناس. وحتى الأطفال يمكنهم فعل ذلك، وفق ما تؤكده جمعية القلب الأميركية بقولها: «حتى الأطفال قادرون على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بنجاح. فقد أجرت دراسة حديثة اختباراً لطلاب الصف السادس، وقدرتهم على استخدام الإنعاش القلبي الرئوي باستخدام اليدين فقط لإنقاذ الأرواح. وخلصت الدراسة إلى أن غالبية الأطفال قادرون على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي في المكان الصحيح وبمعدل الضغط المناسب، ما يجعل هذه الفئة مؤهلة للتدريب للمساعدة في إنقاذ الأرواح».
كما تذكر المصادر الطبية أن التدريب للقيام بالإنعاش القلبي الرئوي لعموم الناس، يؤدي إلى ارتفاع معدلات إجراء الإنعاش القلبي الرئوي من قبل المارة Bystander الذين يكونون بـ«الصدفة» موجودين قرب المُصاب بالسكتة القلبية خارج المستشفيات.
ولأن المصادر الطبية تشير إلى أن احتمالات البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالسكتة القلبية، تنخفض بنسبة 10 في المائة لكل دقيقة يتأخر فيها إجراء الإنعاش القلبي الرئوي المبكر واستخدام جهار مزيل الرجفان الخارجي الآلي، فإن من المهم التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام أجهزة إزالة الرجفان الخارجي الآلي، حتى لو لم يكن الشخص متخصصاً في تقديم الرعاية الصحية.
الإنعاش القلبي الرئوي
تقول جمعية القلب الأميركية: «الإنعاش القلبي الرئوي هو إجراء طارئ لإنقاذ الحياة، يُجرى عند توقف القلب عن النبض. ويمكن للإنعاش القلبي الرئوي الفوري أن يُضاعف كثيراً فرص النجاة بعد السكتة القلبية. وجمعية القلب الأميركية تدعوكم لمشاركة رؤيتنا: عالم لا يموت فيه أحد بسبب السكتة القلبية. إن 350 ألف شخص يموتون سنوياً بسبب السكتة القلبية في الولايات المتحدة. بمساعدتكم، يُمكننا خفض هذا العدد إلى الصفر».
وتضيف: «إن الحفاظ على تدفق الدم نشطاً – ولو جزئياً – يُطيل من فرصة نجاح الإنعاش إلى حين وصول الطاقم الطبي المُدرّب إلى موقع الحادث. ويُعد الإنعاش القلبي الرئوي خطوةً حاسمةً في سلسلة البقاء الخاصة بجمعية القلب الأميركية AHA’s Chain of Survival. ويُوفر مصطلح سلسلة البقاء وصفاً مفيداً لعناصر مفهوم أنظمة الإنعاش القلبي الرئوي».
وتوصي جمعية القلب الأميركية ببدء الإنعاش القلبي الرئوي بالضغط القوي والسريع على الصدر. ويسمَّى ذلك ضغطات الإنعاش. ووفق النصائح التي تُقدمها جمعية القلب الأميركية، تسري هذه التوصيات بالإنعاش القلبي الرئوي المقتصر على استخدام اليدين على الأشخاص غير المدربين، وعلى المُسعفين الطبيين المُدربين، على حد سواء. وذلك عندما يكون الشخص ماراً وموجوداً عند إصابة أحدهم بالسكتة القلبية.
الخطوات الأولى
• الخطوات الأولى قبل بدء إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، هي أن تتأكَّد من:
– هل البيئة المحيطة آمنة للشخص المصاب؟ بمعنى هل ثمة مصدر نشط للكهرباء قد تسبب بصعق كهربائي للمصاب، أم أنه غارقٌ في مياه أو وحل، أم داخل سيارة تعرضت لحادث، أم غير ذلك.
– هل الشخص المصاب واعٍ أم فاقد للوعي؟ وتذكر أنه إذا كان الشخص المصاب يبدو فاقداً للوعي، فربِّت على كتفه أو هزه، ثم اسأله بصوت مرتفع: «هل أنت بخير؟».
– ثم تتأكد: هل يتنفس، وهل لديه نبض؟
وإذا لم يستجِب المصاب ولا يتنفس وليس لديه نبض، فابدأ بالخطوة الثانية. وهي كالتالي: إذا كان معك شخص آخر يمكنه المساعدة، فليتصل أحدكما برقم الطوارئ المحلي. وليبدأ الشخص الآخر بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي. أما إذا كنت وحدك، وكان بإمكانك تُجري الاتصال الهاتفي برقم الطوارئ المحلي، فقم بذلك قبل أن تبدأ بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي. ويمكن لمتلقي المكالمة أن يرشدك إلى كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي حتى تصل إليك المساعدة.
وأنت كشخص موجود بقرب مُصاب، إما أن تكون:
– غير مُدرّب على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
– أو مُدّرباً لكن لست واثقاً من نفسك.
– أو مُدرباً وواثقاً من نفسك في القدرة على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي.
• الأشخاص غير المُدربين: عندما يكون ثمة شخص وغير متدرب على الإنعاش القلبي الرئوي، وموجوداً عند إصابة أحدهم بالسكتة القلبية، ولا يريد أن يُقدم خطوات الإنعاش القلبي الرئوي بإعطاء التنفس للمُصاب عبر وضع فمه على فم المُصاب أو أنفه، فإن بإمكانه القيام حينها بأهم خطوات الإنعاش القلبي الرئوي. أي استخدام اليدين للضغط على الصدر.
وهذا الضغط المتكرر على الصدر يوازي انقباض القلب لضخ الدم إلى الجسم، خصوصاً ضمان تتابع تدفق الدم إلى الدماغ والقلب والأعضاء الأخرى المهمة في الجسم. وهنا، عليه أن يضغط بقوة على منتصف الصدر بمعدل يتراوح بين 100 و120 مرة في الدقيقة. ويستمر في فعل ذلك حتى وصول المساعدة الطبية. وفي هذا، لا يحتاج إلى وضع فمه على فم المصاب أو أنفه، لإعطائه التنفس الإنقاذي للحياة.
• الأشخاص المدربون. وكذلك عندما يكون ثمة شخص متدرب على الإنعاش القلبي الرئوي، ولكنه غير ممارس طبي (موظف، طالب، محامٍ، سكرتير)، ولا يكون واثقاً من نفسه رغم تدريبه، فإن بإمكانه تقديم الكثير، إذ إن كل ما عليه أن يضغط على الصدر فقط بمعدل من 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة. ويستمر في فعل ذلك حتى وصول المساعدة الطبية.
خطوات الإنعاش القلبي الرئوي
عندما يكون ثمة شخص متدرب على الإنعاش القلبي الرئوي، ولكنه لا يقع ضمن صنف الممارسين الطبيين (مثل: موظف، طالب، محامٍ، سكرتير)، وواثق من نفسه وقدراته، فإن عليه أن يتذكر ما تدرب عليه. وتستخدم جمعية القلب الأميركية الحروف C، A، B، (بهذا الترتيب) للمساعدة في تذكُّر ترتيب أداء خطوات الإنعاش القلبي الرئوي؛ وهي:
– الضغط (C) Compressions ويرمز إلى الضغطات التي تدفع الدم من القلب إلى الأعضاء المهمة في الجسم (خصوصاً الدماغ).
– مجرى التنفس (A) Airway، ويرمز إلى مجرى الهواء.
– عملية التنفس(B) Breathing ويرمز إلى دخول الهواء إلى الرئتين.
• الضغطات لاستعادة الدورة الدموية. تعتمد هذه الضغطات على استخدام يديك للضغط بقوة للوصول إلى «عُمق معين» وبتتابع ضمن «سرعة محددة»، بطريقة معينة على صدر الشخص المصاب. وهذه الضغطات أهم خطوات الإنعاش القلبي الرئوي. وللقيام بذلك بطريقة تنقذ حياة المُصاب، عليك بالتالي:
– اجعل الشخص مستلقياً على ظهره فوق سطح ثابت.
– ضع أسفل راحة إحدى يديك على منتصف صدر الشخص المصاب بين حلمتي صدره.
– ضع يدك الأخرى فوق اليد الأولى، مع إبقاء مرفقيك مستقيمين. وضع كتفيك مباشرة أعلى يديك.
– اضغط على الصدر للأسفل مباشرةً، وذلك بمقدار لا يقل عن بوصتين (5 سنتيمترات) ولا يزيد على 2.4 بوصة (6 سنتيمترات). ولتنفيذ هذا الضغط، استخدم وزن جسمك كله، وليس ذراعيك فقط، عند إجراء الضغطات.
– اضغط بقوة وسرعة في منتصف الصدر. تحتاج للقيام بما يتراوح بين 100 و120 ضغطة في الدقيقة. وتقترح جمعية القلب الأميركية القيام بالضغطات على إيقاع أغنية «Stayin’ Alive»، أو غيرها من الأغنيات التي يتضمن إيقاعها من 100 إلى 120 نبضة في الدقيقة. وبعد كل ضغطة، اسمح للصدر بالعودة لوضعه الطبيعي.
• افتح مجرى الهواء. إذا كنت مدرباً على الإنعاش القلبي الرئوي، وأتممت إجراء 30 ضغطة على الصدر، فافتح مجرى الهواء عند المصاب. وذلك عبر «مناورة إمالة الرأس ورفع الذقن» Head-Tilt, Chin-Lift Maneuver وتتلخص خطوات هذا الإجراء بما يلي:
– ضع راحة يدك اليسرى على جبهة المصاب.
– قم بإمالة الرأس للخلف بـ«رفق».
– ارفع ذقن المُصاب بـ«رفق» باستخدام يدك اليمنى لفتح مجرى الهواء عبر الفم.
• ساعد الشخص المصاب في التنفس. بعد فتح مجرى الهواء باستخدام مناورة إمالة الرأس ورفع الذقن، يمكن البدء بإجراء التنفس الإنقاذي من الفم إلى الفم، أو من الفم إلى الأنف (إذا كان الفم مصاباً بجروح خطيرة أو لا يمكن فتحه). وتقترح التوصيات الحالية إجراء التنفس الإنقاذي باستخدام «جهاز قناع كيسي متصل بمرشح بمنقيات جزيئات الهواء عالية الكفاءة» HEPA، وذلك كما يلي:
– قم بإعطاء المصاب نَفَسين (عدد 2) لإنقاذه. أعطِ النفَس الأول -لمدة ثانية واحدة- ولاحظ هل يرتفع الصدر أم لا. ثم أعطِ النفَس الثاني إذا ارتفع الصدر.
– أما في حال عدم ارتفاع الصدر، فكرر مناورة إمالة الرأس ورفع الذقن. ثم أعطِ نفَساً ثانياً.
– ويمثل القيام بثلاثين ضغطة على الصدر يتبعها اثنان من أنفاس «دورة إنقاذ واحدة».
– تقول جمعية القلب الأميركية: «الإنعاش القلبي الرئوي التقليدي باستخدام ضغطات الصدر والتنفس من الفم إلى الفم، يتم بشكل متتالٍ بنسبة 30 ضغطة إلى نفَسَين».
– يجدر الحذر من إعطاء عدد أكبر من اللازم من الأنفاس، أو إعطاء التنفس بقوة كبيرة.
– ثم استمر في الضغطات المتكررة على الصدر لاستعادة تدفق الدم.
واستمر في الإنعاش القلبي الرئوي حتى تظهر علامات على الحركة على المُصاب، أو وصول طاقم الإسعاف الطبي.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}