الدوحة – قنا
أكد سعادة السيد خوان كارلوس سالازار الأمين العام للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو ICAO)، أهمية التعاون الدولي في تعزيز سلامة وأمن واستدامة قطاع الطيران المدني العالمي.
وأوضح سالازار خلال عرض تقديمي ضمن فعاليات مؤتمر الإيكاو للتسهيلات بالدوحة أن الخطة الإستراتيجية الجديدة طويلة المدى التي تعتمدها المنظمة، تهدف إلى تعزيز قدرة قطاع الطيران على تحقيق التنقل السلس، من خلال توسيع نطاق التعاون الوطني والدولي، مع مراعاة الجوانب المتعلقة بهوية المسافرين.
وتوقع أن تقوم 116 دولة بوضع خطط وطنية للتعامل مع المخاطر الصحية العامة ذات الصلة بالطيران، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد ضروريا لضمان مرونة شبكة النقل الجوي العالمية.
وأضاف أن المنظمة تتوقع أن تساهم هذه الاستراتيجية أيضاً في تقديم الدعم اللازم لضحايا حوادث الطيران وأسرهم، مؤكداً أن اتفاقية شيكاغو لعام 1944 ستظل توفر أساساً قانونياً قوياً ومرناً لمواجهة التحديات واغتنام الفرص في قطاع الطيران المدني الدولي.
ونوه إلى أن الاتفاقية تتضمن أحكاما تلزم الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الأمراض، واعتماد التدابير التي تضمن عدم حدوث تأخيرات غير ضرورية في إجراءات الهجرة والجمارك والحجر الصحي، إلى جانب التنسيق بين مختلف السلطات المعنية، بما يضمن كفاءة عمليات النقل الجوي مع الحفاظ على سلامة الحدود والصحة العامة والكرامة الإنسانية.
وأشار الأمين العام إلى أن التطور الإستراتيجي في قطاع الطيران عبر العقود أثبت قدرة المنظمة على التعامل مع تعقيدات الإجراءات الرسمية، بالتوازي مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مبيناً أن هذا الإطار سيلعب دورا حيويا مع تزايد أعداد المسافرين وتطور متطلبات الأمن، ما يستدعي إدارة فعالة وسلسة للحدود.
كما لفت إلى أن الدورة الحادية والأربعين للجمعية العمومية للمنظمة، التي عقدت عام 2022، شهدت محطة مهمة في إطار تسهيلات النقل الجوي، حيث اعتمدت الجمعية عددا من القرارات الأساسية، من أبرزها البيان الموحد لسياسات التسهيلات، والذي شدد على أهمية مواءمة إجراءات مراقبة الحدود والتكيف مع التحديات الأمنية المستجدة. كما تناولت الجمعية مسألة الاتجار بالبشر عبر الطيران، ودعت إلى تعزيز التعاون بين سلطات الحدود وجهات إنفاذ القانون والمشغلين الجويين، واعتماد تدخلات محسنة لمكافحة هذه الظاهرة.
وأشار سالازار إلى أن الجمعية العمومية ناقشت كذلك سبل تعزيز استفادة الأشخاص ذوي الإعاقة من خدمات النقل الجوي على قدم المساواة، من خلال وضع معايير للبنية التحتية في المطارات وتسهيل إجراءات سفر الركاب وتدريب العاملين. كما حددت الجمعية إطارا للمساعدة الموجهة إلى ضحايا حوادث الطيران، إلى جانب اعتماد استراتيجيات للتعامل مع الجوائح، مستفيدة من الدروس المستخلصة من جائحة /كوفيد-19/، لاسيما فيما يتعلق بأهمية التحقق من الوثائق الصحية وإدارة الأزمات.
وفي سياق متصل، تناول الأمين العام لمنظمة /إيكاو/ برنامج تحديد هوية المسافرين، واصفا إياه بأحد أبرز الأساليب الحديثة لإدارة الهوية في قطاع الطيران.
وأوضح أن البرنامج يستند إلى خمسة عناصر رئيسية تشكل إطارا متكاملا لتحديد الهوية بشكل آمن، وهي: إدارة شؤون الهوية الشاملة، إجراءات إصدار وثائق السفر الموحدة والإشراف عليها، أنظمة التفتيش الفعالة، والتطبيقات التقنية القابلة للتشغيل البيني. وأكد أن تطبيق هذا البرنامج يمكن الدول من الوصول إلى مستوى عال من الكفاءة والدقة في تحديد هوية الأفراد.
وتواصلت فعاليات اليوم الأول بتقديم عرض حي (SKYTALKS) حول طرق التحقق من وثائق السفر الإلكترونية الرقمية، ضمن مؤتمر الإيكاو للتسهيلات الذي تستضيفه الدوحة تحت عنوان /تسهيل مستقبل النقل الجوي: التعاون، الكفاءة، الشمولية/، خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل الجاري.
ويتناول المؤتمر مجموعة من المحاور وجلسات الحوار المتعلقة بدور تسهيلات النقل الجوي في دعم نمو صناعة الطيران، واستكشاف الأساليب المبتكرة التي تسهم في تحقيق تنمية أكثر استدامة في قطاع الطيران المدني.