شكلت البداية المثالية للمنتخب السعودي في بطولة كأس العرب مكاسب كبيرة من شأنها أن تشكل نقطة انطلاق حقيقية نحو المنافسة بقوة على اللقب بالنسبة إلى اللاعبين ومدربهم الفرنسي هيرفي رينارد، الذي سيغيب عن مباراة جزر القمر، الجمعة؛ بسبب مغادرته إلى واشنطن لحضور مراسم قرعة «مونديال 2026».
بنظرة أولية على معطيات الجولة الأولى بالنسبة إلى المجموعة الثانية، فإن المنتخب السعودي وضع على الأرجح قدماً في الدور المقبل من البطولة؛ بسبب تفوقه الفني والعناصري على جزر القمر، مما يعني أن مهمته أمام هذا المنتخب ستكون سهلة، على الأقل من الناحية النظرية.
أول مكاسب انتصار المنتخب السعودي على نظيره العُماني، هو تجاوزه مرحلة الجدل والإثارة التي صاحبت أجواء ما قبل المباراة، بعد أحداث المؤتمر الصحافي الصاخب الذي كان نجمه نواف العقيدي حارس مرمى المنتخب السعودي، الذي أجاب صحافياً عمانياً بشأن استفزازه بعدم نجاح المنتخب مقابل الضخ المالي الكبير على مشروع كرة القدم السعودية، حيث أكد العقيدي أن مشروع التطوير يمضي ويتناول كل الجوانب، وأنه أمر يفخر به السعوديون، وأنهم يدعمون هذا المشروع، موضحاً: «هذا إنفاقنا؛ نصرفه في أي مجال نريده».
حظي نواف العقيدي فور دخوله الملعب بتحية خاصة من جانب جماهير المنتخب السعودي، في دلالة على مساندتهم اللاعب الذي تصدر منصات التواصل الاجتماعي. فالعقيدي أطلق ما يشبه التحدي الكبير بالانتصار على عُمان، تدليلاً على استمرارية تفوق كرة القدم السعودية أمام نظيرتها العمانية في مواجهات المنتخبين.
بعد صافرة النهاية، أطلق نواف العقيدي صرخة الفوز واحتفل بكبرياء أمام المدرجات كبطل حرب أنهى معركته بنجاح، لكن تلك لم تكن غاية الطموحات لنواف ورفاقه، بل إحراز اللقب، ولا غيره.
في «المدينة التعليمية» كان هاجس «العقدة» ملازماً السعوديين؛ من جزائية سالم المُهدرة أمام بولندا في «مونديال 2022»، إلى لقطة خروج روبرتو مانشيني الشهيرة بعد مواجهة كوريا الجنوبية في «كأس آسيا 2023»، لكن في مساء الثلاثاء ابتسم الملعب الذي يتسع لـ45 ألف متفرج للأخضر بعد 5 مباريات لم تحمل أياً منها نتيجة إيجابية، لكن المباراة الـ6 جلبت الفرحة.
كان الحضور الأول للأخضر في «المدينة التعليمية» عام 2021، وحينها خسر أمام الأردن في النسخة السابقة من بطولة كأس العرب، ثم تعادل مع فلسطين 1 – 1 في البطولة ذاتها، قبل أن يخسر أمام بولندا 2 – 0 في «مونديال قطر»، ثم التعادل مع كوريا الجنوبية 1 – 1 والخسارة بركلات الترجيح في البطولة القارية الماضية.
رغم أن الأخضر كسر نحس «المدينة التعليمية»، فإن سالم الدوسري لم يحالفه الحظ في ذلك، فقد أهدر في مواجهة عُمان فرصة هدف محققة، وكرة أخرى أرسلها وارتطمت بالقائم، وأظهرت اللقطات اللاعب سالم الدوسري متحسراً بعد ضياع الفرصتين، وما زالت لحظة إهداره ركلة جزاء الأخضر أمام بولندا حاضرة في المشهد.
لكن سالم الدوسري قال بثبات بعد المواجهة: «الثقة بالله يجب أن تكون كبيرة. صحيح أني لم أوفق في التسجيل، لكن الأهم هو تحقيق الفوز». وأردف: «هدفي وهدف كل من في المنتخب واضح في هذه البطولة. نأخذ الأمور خطوة بخطوة، وبإذن الله سنحقق اللقب».
بعد مواجهة عُمان صعد الفرنسي هيرفي رينارد إلى صدارة أكثر المدربين قيادة للمنتخب السعودي طيلة تاريخه، فقد قاده في المباراة رقم «62»، ليكسر رقم ناصر الجوهر الذي ظل صامداً لسنوات طويلة بعدد 61 مباراة.
رينارد يدرك تماماً أن الفرصة مواتية أمامه لرفع هذا الرقم، لكنه يدرك في الوقت ذاته أن جماهير المنتخب السعودي تتطلع لتحقيق مُنجز في أي من الاستحقاقات المقبلة بداية من بطولة كأس العرب.
مع تسجيل فراس البريكان وصالح الشهري هدفَي مباراة عُمان، تظل أهداف المنتخب السعودي المسجلة في ملعب «المدينة التعليمية» بأقدام لاعبي الهجوم؛ إذ سجل الأخضر 4 أهداف في 6 مواجهات حملت توقيع عبد الله الحمدان وعبد الله رديف إضافة للشهري والبريكان.
