حذرن من الإفراط في تناولها لاحتوائها على الزرنيخ والرصاص..
❖ هديل صابر
– مطالبات بتكثيف الرقابة على مراكز بيعها بالنوادي الرياضية وعبر المنصات الرقمية
– مساحيق البروتين العضوية والمنكهة أكثر خطورة على الرياضيين وأصحاب الحمية الغذائية
حذّرت اختصاصيات تغذية علاجية من الإفراط في استهلاك مساحيق البروتين لاسيما للرياضيين والمتبعين أنظمة غذائية صحية لاحتوائها على معادن ثقيلة كالرصاص والزرنيخ، خاصة التي تباع عبر وسائل التواصل الاجتماعي البعيدة عن عين الرقابة الصحية.
ودعت الاختصاصيات خلال حديثهن لـ «الشرق» إلى الاعتماد على المصادر الطبيعية للبروتين، كالبيض، واللحوم، والبقوليات، والحليب، باعتبارها أكثر أمانا وفعالية في تلبية احتياجات الجسم اليومية من البروتين، دون التسبب في أضرار قد تطال الكلى، والصحة الإنجابية، والدماغ والتأثير على مراكز التركيز.
كما شددن على ضرورة تكثيف الرقابة على المنتجات التي تُباع خارج الإطار الرسمي، سواء في المجمعات التجارية أو عبر الإنترنت، مشيرات إلى أن العديد منها لا يخضع للفحص المخبري ولا يحمل ختم جهة مستقلة تؤكد خلوه من المواد الضارة حتى وإن كانت منتجات عضوية، مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لضمان سلامة هذه المنتجات وحماية المستهلكين.
وتجدر الإشارة إلى هناك دراسة أجرتها جمعية المستهلكين الأمريكية المستقلة «كونسيومر ريبورتس»، تشير إلى اختبار 23 نوعا من مساحيق البروتين، وتبين أن أكثر من ثلثيها تحتوي على كميات من الرصاص تتجاوز الحد الآمن للاستهلاك اليومي (0.5 ميكروغرام في الحصة الواحدة)، كما وُجد أن اثنين من هذه المنتجات يحتويان على مستويات عالية جدا من الرصاص، ما دفع الجمعية إلى التحذير من استهلاكهما تماما.
– موضي الهاجري: استخدامها بات دون وعي
شددت السيدة موضي الهاجري، خبير واستشاري تغذية علاجية، على أهمية ممارسة الرياضة لبناء الكتلة العضلية بشكل صحي، مؤكدة أن الاعتماد على مساحيق البروتين المنتشرة في المجمعات التجارية أو التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والنوادي الرياضية يشكل خطراً حقيقياً على الصحة، خاصة عند استخدامها دون إشراف مختص.
وقالت الهاجري «إنَّ هناك هوسا متزايدا بتضخيم العضلات، يدفع البعض لاستخدام هذه المساحيق دون وعي، رغم أنها قد تُحدث عبئا صحياً على الكلى، وأيضا تصيب بارتفاع ضغط الدم، خصوصا إذا تم تناولها بكميات غير مناسبة لوزن الشخص وحالته الصحية، لذا أفضل دائما الحصول على البروتين من مصادر طبيعية، فهي أكثر أمانا وفعالية في بناء العضلات، كما أن الجسم يستفيد منها بشكل أفضل، وإن تم اللجوء إليها من المهم أن تكون تحت إشراف اختصاصيي تغذية وهم متوفرون في المراكز الصحية.»
واختتمت الهاجري حديثها متسائلة هل يتم فحص هذه المنتجات فعليا قبل دخولها للدولة؟ وهل نسب المعادن الثقيلة مثل الرصاص المذكورة على البطاقة الغذائية مطابقة لما هو موجود فعلاً داخل المنتج؟»، مؤكدة على ضرورة وجود جهات رقابية ومفتشين مختصين للتأكد من سلامة هذه المنتجات ومطابقتها للمواصفات، حمايةً لصحة المستهلك.
– غنوة الزبير: تأثيرات على الجهاز العصبي والإنجاب
كشفت غنوة الزبير، اختصاصية تغذية علاجية، عن صدور تقارير علمية تؤكد وجود معدن الرصاص في مساحيق البروتين المستخلصة من مصادر نباتية.
مشيرة إلى أن التربة الزراعية تحتوي بطبيعتها على نسب مرتفعة من هذا المعدن، ما يجعل البروتينات النباتية أكثر عرضة للتلوث مقارنة بنظيراتها الحيوانية.
وأوضحت الزبير أن التعرض المزمن للرصاص قد يؤثر سلباً على صحة الإنسان، خاصة الرياضيين، إذ يمكن أن يسهم في ارتفاع ضغط الدم، ويؤثر على وظائف الكلى، والصحة الإنجابية، فضلا عن تأثيراته المحتملة على الجهاز العصبي والذاكرة، نظرا لقدرة هذا المعدن على الوصول إلى الدماغ والتأثير عليه مباشرة.
ونصحت الزبير بضرورة الاعتماد على مصادر غذائية طبيعية قدر الإمكان، وفي حال اللجوء إلى المكملات، شددت على أهمية التأكد من أن المنتج خضع لاختبارات دقيقة تثبت خلوه من المعادن الثقيلة.
لكنها عبّرت عن أسفها لكون معظم المنتجات المتوفرة في الأسواق تحتوي على نسب من الرصاص، داعية إلى قراءة المكونات بعناية واستشارة المختصين قبل تناول هذه المساحيق.
– روى رفاعي: خطورة مضاعفة بالمنتجات العضوية والمنكهة
قالت روى رفاعي، اختصاصية تغذية علاجية، « إنَّ بعض مساحيق البروتين تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص، بالاستناد إلى تقارير ودراسات علمية أثبتت وجود هذه المعادن في عدد من المنتجات، إلا أنَّ هذا لا يعني بالضرورة أن جميع المساحيق تحتوي عليها.»
وأوضحت رفاعي أن الرصاص يُعد من المعادن الثقيلة التي قد تُسبب مشكلات صحية حتى عند التعرض لكميات ضئيلة، مثل ضعف النمو العقلي، وتلف الكلى، وارتفاع ضغط الدم، والتأثير السلبي على وظائف الدماغ، إذ أن الدراسات تشير إلى أن البروتينات النباتية تحتوي على نسب أعلى من المعادن الثقيلة مقارنةً بمساحيق البروتين الحيوانية، إذ قد تتراوح النسبة بين ثلاثة إلى تسعة أضعاف، لافتة إلى أن النكهات المضافة تلعب دورا في زيادة نسبة المعادن، حيث أظهرت بعض النكهات مثل الشوكولاتة معدلات رصاص أعلى من غيرها، مؤكدة أن المنتجات العضوية ليست خالية بالضرورة من هذه المعادن، بل إن بعضها يحتوي على نسب تفوق المنتجات غير العضوية.»
وعن طبيعة هذه المساحيق، أشارت رفاعي إلى أن مسحوق البروتين هو مكمل غذائي يُستخلص من مصادر طبيعية للبروتين، ويُركّز ويُجفف ليصبح في صورة بودرة سهلة الاستخدام. ومن أشهر الأنواع الحيوانية بروتين مصل الحليب، الذي يتميز بسرعة الامتصاص واحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية، بينما يُستخلص البروتين النباتي مثل بروتين البازلاء بعد فصل الدهون والكربوهيدرات باستخدام المعالجة الإنزيمية.
واختتمت رفاعي حديثها بالتأكيد على أن مساحيق البروتين ليست مصدرا أساسيا للتغذية، بل هي مكمل مساعد، مشيرة إلى أن معظم البالغين يمكنهم تلبية احتياجاتهم اليومية من البروتين عبر مصادر طبيعية مثل اللحوم والبقوليات والأجبان، مما يقلل من الاعتماد على المساحيق ويحد من التعرض للتلوث.
وشددت على أهمية اختيار منتجات خضعت لاختبارات من طرف ثالث لضمان سلامتها، داعية إلى الحذر في استخدامها، خاصة لدى الفئات الحساسة مثل الحوامل، والأطفال، والمراهقين، ومرضى الكلى والضغط، مؤكدة أن الإفراط في استخدام البروتين قد يحمل مخاطر صحية، لذا يجب التعامل معه كمكمل وليس بديلاً، وباستشارة مختصين.
– كرستينا لطفي: 77 % من مساحيق البروتين النباتية بها معادن ثقيلة
أكدت كرستينا لطفي، اختصاصية التغذية العلاجية، أن العديد من الدراسات الحديثة كشفت عن وجود معادن ثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ في المكملات الغذائية، لا سيما في مساحيق البروتين النباتية. وأوضحت أن إحدى الشركات أجرت مشروعًا لتحليل نسب هذه المعادن في المنتجات، وجدت أن أكثر من ثلثيها تحتوي على كميات من الرصاص تتجاوز الحد الآمن للاستهلاك اليومي، فيما وُجدت المعادن الثقيلة في نحو 77% من البروتينات النباتية التي خضعت للفحص، بما في ذلك المنتجات العضوية.
وأضافت لطفي أن هذه المعادن تنتقل طبيعيًا من التربة والماء والهواء إلى النباتات، ومن ثم إلى الحيوانات، ما يجعلها جزءًا من السلسلة الغذائية. وأشارت إلى أن بعض المنتجات التي تُسوّق على أنها عضوية تحتوي على نسب من المعادن الثقيلة تفوق بثلاثة أضعاف تلك الموجودة في المنتجات غير العضوية. وشددت لطفي على أهمية التحقق من مصدر المنتج وظروف البيئة التي نُتج فيها، إلى جانب دور الرقابة في الحد من دخول هذه المواد إلى الأسواق، مؤكدة أن خلق بيئة زراعية صحية هو السبيل الأمثل لتقليل تسرب المعادن الثقيلة إلى غذائنا.
– فدوى المديوني: شهادة فحص مستقلة
حذّرت فدوى المديوني، اختصاصية التغذية العلاجية، من التوسع في استخدام مساحيق البروتين، سواء كانت من مصدر حيواني أو مصدر نباتي، والتي باتت منتشرة بين الرياضيين ومتبعي الأنظمة الصحية، مؤكدة أن ما يُثار حول احتوائها على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والزرنيخ صحيح جزئياً وليس مطلقاً.
وأوضحت المديوني قائلة «إنَّ تسرب هذه المعادن لا يعود إلى البروتين ذاته، بل إلى التصنيع ومصدر المكونات، إذ يمكن أن تنتقل من التربة خصوصاً في البروتينات النباتية المستخرجة من البازلاء أو الصويا، أو خلال عمليات التصنيع في المصانع غير الخاضعة للرقابة، فضلاً عن بعض الإضافات والنكهات الصناعية، فإنَّ أغلب الدراسات التي أثارت الجدل بيّنت أن نسب المعادن الثقيلة في معظم المنتجات تقع ضمن الحدود الدولية المسموح بها، إلا أنَّ الخطورة تكمن عند الاستهلاك المفرط أو الاعتماد على منتجات منخفضة الجودة.»
وأكدت المديوني أن استخدام مكملات البروتين يكون مفيداً حين يصعب تحقيق الاحتياج اليومي من الطعام بسبب ضعف الشهية أو ضغط العمل أو التدريب المكثف، أما الإفراط في تناولها على حساب الوجبات الطبيعية أو استخدامها رغم مشكلات في الكلى فيُعد سلوكاً غير صحي.
ونصحت المديوني باختيار منتجات تحمل شهادات فحص جودة من جهات مستقلة مثل NSF Certified أو Informed Choice أو Labdoor Tested، وتجنب ما يُعرف بـ»ماركات الإنترنت» الرخيصة وغير الموثوقة، مع مراجعة تقارير المحتوى من المعادن الثقيلة.
واختتمت المديوني قولها إن مساحيق البروتين ليست ضارة بحد ذاتها، لكنها تبقى مكملاً غذائياً لا بديلاً للطعام، آمنة عند استخدامها باعتدال ومن مصادر موثوقة، في حين تظل المصادر الطبيعية مثل البيض، اللبن والزبادي اليوناني، الدجاج، الأسماك، والبقوليات الخيار الأفضل والأكثر توازناً لتلبية احتياجات الجسم من البروتين.