تتواصل المظاهرات الرافضة للاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي في الصومال، غداة زيارة قام بها رئيس البلاد حسن شيخ محمود إلى أنقرة، وصدور رفض مشترك لخطوة حكومة بنيامين نتنياهو.
تلك التحركات المكثفة تشي بأن الصومال مستمر لآخر مدى في رفض هذا القرار والسعي لمنع حدوثه، وإرسال رسائل للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتجميد ذلك الاعتراف، بحسب تقديرات خبير في الشؤون الأفريقية تحدث لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن زيارة حسن شيخ محمود لتركيا «لها ما بعدها، وقد تعزز الوجود التركي العسكري بمقديشو لدعم استقرار ووحدة الصومال، بجانب الضغط على هرجيسا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع أنقرة».
وأفادت «وكالة الأنباء الصومالية»، بأن «المظاهرات الحاشدة في عدد من المدن والمحافظات في جمهورية الصومال الفيدرالية استمرت، الأربعاء، احتجاجاً على التدخل الإسرائيلي وانتهاك سيادة ووحدة أراضي الصومال».
وشهدت العاصمة مقديشو، ومُدن بيدوا بولاية جنوب الغرب، وحدر بإقليم بكول، وعدادو، وغورعيل بإقليم غلغدود بولاية غلمدغ والمحافظات التابعة لولاية هيرشبيلى، مظاهرات حاشدة رفضاً لـ«التدخل الإسرائيلي وانتهاك سيادة ووحدة أراضي الصومال».
واحتشد آلاف المواطنين في ساحات واسعة حاملين العلم الصومالي، مرددين هتافات تؤكد رفضهم لأي محاولة للاعتراف بفصل أو تقسيم الأراضي الصومالية، لا سيما في المناطق الشمالية من البلاد.
والجمعة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان لمكتبه، «الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة»، بينما لا يتمتع ذلك الإقليم باعتراف رسمي منذ إعلانه الانفصال عام 1991 .
الخبير في الشؤون الأفريقية، مدير «مركز دراسات شرق أفريقيا» في نيروبي، الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، يرى أن الاحتجاجات تحمل رسائل للرأي العام الدولي، من أجل الضغط لتراجع إسرائيل عن اعترافها، خاصة بعدما رفض مجلس الأمن الدولي هذا المسار، مستبعداً أن تستخدم الحكومة تلك المظاهرات في حسابات داخلية.
وتأتي تلك التحركات غداة زيارة قام بها حسن شيخ محمود لأنقرة، وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب إردوغان، أن الحكومة الصومالية ماضية في جهودها للدفاع عن سيادة البلاد ووحدتها. فيما قال إردوغان إن «الحفاظ على وحدة الصومال وسلامة أراضيه في كل الظروف له أهمية خاصة بنظرنا. وقرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير قانوني وغير مقبول».
ويذكر أن أنقرة تقدم دعماً عسكرياً واقتصادياً لسلطات الصومال الذي يشهد حرباً أهلية منذ مطلع تسعينات القرن العشرين، وتسهم أنقرة في إعادة بناء جيشه وبنيته التحتية، وتسعى في الوقت نفسه إلى ضمان حضوره، البحري أيضاً، في شرق أفريقيا.
وبحسب إبراهيم، فإن زيارة حسن شيخ محمود لأنقرة «مهمة للغاية وفارقة في مسار الأزمة الحالية»، موضحاً «أن تركيا حليف استراتيجي للصومال في الآونة الأخيرة، ولديها وجود عسكري رمزي، وأيضاً تتمتع بعلاقات مع هرجيسا»، متوقعاً أن ترسل تركيا عتاداً عسكرياً بعد هذه الزيارة لدعم الجيش الصومالي.

