دعا عبد الله ابن كيران، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» المغربي المعارض (مرجعية إسلامية)، ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، إلى حل القضية الفلسطينية من خلال إنشاء دولة واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال متوجهاً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما عُدَّ نصيحة له، إنه إذا أراد بايدن «تقديم خدمة حقيقية للإسرائيليين فليفرض عليهم وقف الحرب، وإجراء انتخابات، وسيسقط نتنياهو ومجموعته، وحينها سيتم انتخاب أناس يعودون للمعقول نسبياً».
وأضاف ابن كيران خلال لقاء مع مجموعة حزبه النيابية في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، مساء أمس الاثنين، تم بثه على حساب الحزب في «فيسبوك»: «رغم أننا نأمل أن تتحرر فلسطين كلها، لكن الواقعية هي أن أحسن ما يمكن أن يقع هو أن تتحول فلسطين إلى دولة واحدة، فيها اليهود والمسلمون والنصارى، مثل جنوب أفريقيا»، مبرزاً أن «حماس» فتحت الباب لهذا الحل.
وتابع ابن كيران في موقف غير معهود من الإسلاميين: «لست ممن يقولون إنه يجب أن يغادر اليهود فلسطين… من أراد البقاء فليبق، ومن أراد المغادرة فليغادر، لأن عدداً منهم لهم جنسيات مختلفة».
كما أوضح ابن كيران أن حل الدولة الواحدة من شأنه حل المشكلة، لأن دولة إسرائيل تقوم على العنصرية الدينية، وهي من أغرب العنصريات، بحيث يجب أن تكون الأم يهودية للاعتراف بالانتماء للدولة، وقال مستغرباً: «العالم يقبل هذا ويصفق له، وهذا غير مفهوم». كما استغرب من «التعاطف الغربي مع إسرائيل».
من جهة أخرى، دعا ابن كيران إلى الكف عن التهجم على الحكام العرب والمسلمين، عاداً ذلك «مؤامرة»، داعياً إلى «التقريب بين الحكام والشعوب». كما أشاد الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» بعملية «طوفان الأقصى»، التي شنتها حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الثاني) الحالي، ووصفها بـ«الهجوم الشجاع والجريء والبطولي، الذي يكاد يكون أسطورياً لإخواننا من مجاهدي حركة (حماس)، ومجاهدي حركات المقاومة الأخرى». وقال إن هذا الهجوم «يرجع الأمان لشعب عربي مؤمن ومسلم ومسيحي، اعتدي على أرضه منذ 75 سنة من قبل جماعات إرهابية، فقتل رجاله ونساؤه وأطفاله، وهجِروا ووضعت لهم مخيمات في سوريا ولبنان والأردن».
وأشار ابن كيران إلى أن إسرائيل «أظهرت وجهها الحقيقي البشع، وأصبحت تحطم البنايات التي يسكنها مئات الناس بمن فيها، برجالها ونسائها وأطفالها، متكئة على مساندة الغرب»، الذي «عجز عن مواجهة بوتين، لكنه ساند إسرائيل».