قُتل 50 شخصاً، الجمعة، في عمليات عسكرية إسرائيلية في غزة، وفق ما أفاد جهاز الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني، فيما تكثّف إسرائيل ضرباتها على مدينة غزة.
ومساء، دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، إلى «وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، التي تتسبب في نزوح جماعي للمدنيين وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير بنى تحتية حيوية».
وفي نيويورك، بعد نحو عامين على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» رداً على هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة «إعلان نيويورك» الرامي إلى إعطاء دفع جديد لحلّ الدولتين في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي مع إقصاء «حماس» لأول مرة بطريقة لا لبس فيها.
وندّدت إسرائيل بالقرار الذي اعتمدته الجمعية العامة، ووصفته بأنه «مخزٍ»، معتبرة أنه يشجع على «استمرار الحرب».
في المقابل، اعتبر نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة «يعبّر عن الإرادة الدولية الداعمة لحقوق شعبنا، ويشكل خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال، وتجسيد دولتنا المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
أرحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع القرار المؤيد لإعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. إن هذا القرار يعبر عن الإرادة الدولية الداعمة لحقوق شعبنا، ويشكل خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا المستقلة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس…
— حسين الشيخ Hussein Al Sheikh (@HusseinSheikhpl) September 12, 2025
ومساءً، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 50 شخصاً بنيران وضربات إسرائيلية في القطاع، الجمعة، بينهم 35 في مدينة غزة.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل «شنّ هجوم واسع على بنى تحتية إرهابية وأبراج تم تحويلها إلى بنى تحتية عسكرية في مدينة غزة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وفي إطار حملة تدمير الأبراج التي أطلقها قبل أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل «تكثيف وتيرة الغارات بشكل مركزّ (…) بهدف ضرب البنى التحتية الإرهابية لحماس (…) والحد من التهديد على قواتنا، كجزء من التحضيرات للمرحلة المقبلة من العملية».
«أشلاء مقطّعة»
وقال الدفاع المدني في غزة إن 14 شخصاً قتلوا في ضربة استهدفت مبنى سكنياً في شمال غربي مدينة غزة. ولم يعطِ الجيش الإسرائيلي أي ردّ على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة، والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق، دون تمكّن التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
وقال الصحافي حازم السلطان، الذي فقد أقرباء له في الضربة: «تم انتشال 14 جثة، الأغلبية أطفال ونساء. هناك جثتان كاملتان، والباقي أشلاء مقطعة».
وكان توجّه مع أقرباء آخرين له إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة حيث أقاموا صلاة الجنازة للقتلى الذين لفّت جثثهم بأكياس بيضاء، وبعضها لأطفال.
وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من «كارثة» في حال المضي قدماً في خطة السيطرة على مدينة غزة، التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية في أغسطس (آب).
ووفق الأمم المتحدة، يوجد في مدينة غزة ومحيطها نحو مليون شخص.
والجمعة، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه «في إطار الخطة لدفع سكان مدينة غزة جنوباً، وفي سياق الجهود لتكييف الاستجابة الإنسانية في جنوب قطاع غزة» باشر «بأعمال لتوسيع (معبر 147) بهدف زيادة حجم المساحات التي تدخل إلى المنطقة الإنسانية».
«بلا أي هدف»
وتندّد منظمات إنسانية كثيرة بمشروع تهجير سكان شمال القطاع مجدداً إلى جنوبه.
وتبدو فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أبعد من أي وقت مضى بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف في الدوحة، الثلاثاء، اجتماعاً لقادة الحركة الفلسطينية.
وأكّدت «حماس»، مساء الجمعة، أن كبير مفاوضيها خليل الحية نجا من الضربة الإسرائيلية في قطر، الثلاثاء، وشارك في جنازة ابنه وبقية قتلى الهجوم.
واتّهم منتدى عائلات الرهائن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعريض أبنائهم «لخطر الموت و(تعريض) الجنود (الإسرائيليين) بلا جدوى للخطر، دون أي هدف واضح أو غاية استراتيجية».
وأسفر هجوم «حماس» عام 2023 عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردّت الدولة العبرية بشنّ عمليات عسكرية في قطاع غزة أدّت إلى مقتل 64 ألفاً و756 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصاً خُطفوا في الهجوم.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}