الدوحة – قنا
حظيت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية أمس في الدوحة، باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي أبرزت مضامينها الإنسانية والسياسية، لا سيما دعوة سموه إلى مواجهة الآثار الكارثية التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم في غزة، إضافة إلى تنديد سموه بـ”الفظائع” التي تقع في السودان.
وقد شكلت كلمة سمو الأمير المفدى -حفظه الله- محور تغطيات إعلامية متعددة، لما حملته من رسائل إنسانية وسياسية واضحة، أكدت على نهج قطر الثابت في دعم قضايا الشعوب، والدعوة إلى حلول سلمية عادلة تضمن الأمن والاستقرار والكرامة الإنسانية.
وأبرز تلفزيون /بي بي سي/ عربي تقريرا جاء فيه أن الدوحة شهدت افتتاح أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية بمشاركة قادة ومسؤولين أمميين، ولفت إلى أن سمو الأمير دعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لدعم الشعب الفلسطيني، والتصدي لما وصفه سموه بـ”الآثار الكارثية التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم”، محذرا من محاولات “بناء نظام فصل عنصري في فلسطين”.
ونقل التقرير مقتطفات من كلمة سموه التي دعا فيها المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني لإعادة الإعمار، وتأمين الاحتياجات الأساسية لهذا الشعب الصامد حتى تحقيق العدالة وممارسة حقوقه المشروعة على أرضه ووطنه.
وتابع أن كلمة سمو الأمير حملت رسائل قوية للمجتمع الدولي بشأن ضرورة التحرك الفاعل لتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، والعمل على تحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، أشار موقع قناة القاهرة الإخبارية إلى كلمة صاحب السمو التي شدد خلالها على أن “الشعب الفلسطيني بحاجة إلى كل دعم ممكن من أجل معالجة الآثار الكارثية التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم”، مؤكدا ضرورة استمرار هذا الدعم حتى تحقيق العدالة وإعادة الإعمار وتأمين الاحتياجات الأساسية.
كما نقل الموقع تأكيد سموه على أن دعم غزة ليس مجرد التزام إنساني، بل مسؤولية دولية وأخلاقية ينبغي أن تتحملها جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.
وبدورها، أبرزت “فلسطين أونلاين”، النافذة الإلكترونية لصحيفة فلسطين اليومية، كلمة سموه التي دعا فيها إلى توحيد الجهود الدولية لدعم الفلسطينيين، وأكد أن دولة قطر ماضية في التزامها بمساندة الشعب الفلسطيني ومساعدته على تجاوز الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان الإسرائيلي.
كما بث موقع قناة /روسيا اليوم/ مقطعا من الكلمة، أبرز دعوة سمو أمير البلاد المفدى إلى “مضاعفة الجهود لإعادة إعمار قطاع غزة”، موضحا أن قطر وضعت صوتها مجددا في طليعة الأصوات الداعية إلى تحرك دولي عاجل لوقف المأساة الإنسانية هناك.
وحاز تناول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الوضع في السودان اهتماما واسعا في الإعلام الإقليمي والدولي.
فقد نقلت تلفزيونات /بي بي سي/ عربي و/الحدث/ السعودي و/TRT عربي/ ووكالة السودان للأنباء وCNN بالعربية مقاطع وتصريحات من كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عبر فيها عن صدمته من الفظائع التي ارتكبت في مدينة الفاشر بدارفور، داعيا إلى وقف الحرب والتوصل إلى حل سياسي شامل يحفظ وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.
وأشار تلفزيون الحدث إلى أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أكد في كلمته أمام مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية أن “ما يحدث في الفاشر أثار صدمة الجميع إزاء هول المجازر التي ارتكبت في المدينة”، مشددا على أن “الوقت قد حان لوقف الحرب في السودان والعمل على حل سياسي يضمن وحدة البلاد”.
وفي الاتجاه ذاته، ذكرت قناة TRT عربي أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، دعا إلى “إنهاء الحرب التي عاش السودان أهوالها منذ أكثر من عامين”، وركز على أن السلام والاستقرار هما السبيل الوحيد لحماية وحدة الدولة السودانية ومستقبل شعبها.
أما وكالة السودان للأنباء (سونا) فقد بثت تقريرا مصورا ركز على الجزء الخاص بالسودان في كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث جاء فيه “نعرب عن صدمتنا جميعا من هول الفظائع التي ارتكبت بمدينة الفاشر وإدانتنا القاطعة لها. وهل كنا بحاجة إلى دليل آخر لندرك أن تجاهل العبث بأمن الدول وسيادتها واستقرارها، وسهولة إدارة الظهر للحروب الأهلية وفظائعها، لا بد أن يقود إلى مثل هذه الصدمات؟ لقد عاش السودان أهوال هذه الحرب منذ عامين ونصف، وآن الأوان لوقفها والتوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه”.
كما سلط موقع CNN بالعربية الضوء على هذا الموقف تحت عنوان “أمير قطر يعلق على الفظائع في مدينة الفاشر بالسودان: صدمنا من هولها”. وأشار إلى أن سمو الأمير أعرب عن صدمته وإدانته القاطعة لتلك الأحداث، داعيا إلى تسوية سياسية عاجلة تحفظ وحدة السودان وسيادته.
وفي تغطياتها المتعددة، رأت وسائل الإعلام أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، شكلت خريطة طريق تجمع بين البعد الإنساني والسياسي والتنمية الاجتماعية، إذ لم تقتصر على قضايا الأزمات والحروب، بل جاءت في سياق مؤتمر عالمي يعنى بالتنمية الاجتماعية المستدامة.
وأكدت التقارير أن كلمة سمو الأمير، في افتتاح القمة، حملت رسالة مزدوجة؛ الأولى إنسانية تدعو إلى دعم الشعوب المتضررة من الحروب والاحتلال، والثانية سياسية تسعى إلى تعزيز الحوار والحلول السلمية العادلة.
كما أجمعت التحليلات الإعلامية على أن الخطاب جسد دبلوماسية قطر النشطة ودورها كدولة فاعلة في الملفات الإقليمية والدولية، تجمع بين البعد الأخلاقي والمسؤولية الإنسانية، وتدعو إلى معالجة جذور الأزمات لا الاكتفاء بنتائجها.
وشدد المراقبون على أن انعقاد مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية في الدوحة أعاد التأكيد على مكانة قطر كمنصة فاعلة للدبلوماسية الدولية، ومركز للحوار الإنساني حول قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية، في ظل مشاركة واسعة من قادة العالم وممثلي الأمم المتحدة.
ورأت تقارير إعلامية عدة أن الرسائل القوية التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من منبر القمة، جاءت متسقة مع نهج السياسة القطرية، التي تجمع بين الوساطة والسلام، والتنمية المستدامة، والدعم الإنساني، بما يجعل الدوحة حاضنة للتوافق الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية المعاصرة.
وخلصت التغطيات الإعلامية إلى أن كلمة سمو الأمير في افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية لم تكن مجرد خطاب في مؤتمر دولي، بل نداء إنساني ورسالة عالمية حملت مضامين أخلاقية وسياسية واضحة، دعت إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإنهاء المأساة السودانية، وتأكيد مسؤولية المجتمع الدولي في بناء عالم أكثر عدلا وإنصافا.
وجسدت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، رؤية قطر لدبلوماسية التنمية والسلام، وأكدت أن التنمية الحقيقية لا تنفصل عن العدالة، ولا يكتمل السلام إلا بتحقيق الكرامة الإنسانية لجميع الشعوب.

