بينما جُبِل الإنسان على تفضيل إحدى يديه، تشير بحوث حديثة إلى أنّ الأخطبوط، رغم عدم امتلاكه ذراعاً رئيسية، فإنه يُبدي ميلاً واضحاً إلى استخدام أذرعه الأمامية في أداء المَهمّات الخاصة.
ونقلت «الإندبندنت» عن دراسة نشرتها مجلة «ساينتيفيك ريبورتس»، أنّ العلماء دأبوا على إجراء تحليل دقيق لسلسلة من المقاطع المصوَّرة التي تُوثّق سلوكيات الأخطبوط البرّي في محيطه الطبيعي، من زحف وسباحة واستكشاف؛ لرصد الحركات الدقيقة لكل ذراع من أطرافه الثمانية. وأعرب عالم الأحياء البحرية المُشارِك في إعداد الدراسة، روجر هانلون، عن بالغ دهشته بقوله: «كلّ ذراع من تلك الأذرع قادرة على القيام بجميع هذه المهمّات، وهذا أمر مُذهل».
ورغم أنّ أطراف الأخطبوط ليست متخصّصة مثل أطراف عدد من الثدييات، فإنّ الأنواع الثلاثة التي جرى بحثها أظهرت تفضيلاً ملحوظاً لأذرعها الأربع الأمامية، إذ استُخدمت نحو 60 في المائة من الوقت. أما الأذرع الخلفية، فكانت تُستَخدم بشكل أكبر في حركات «الارتكاز والدحرجة» التي تساعد على التقدّم إلى الأمام. من جهته، قال عالم الحيوان في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسّسة «سميثسونيان»، الذي لم يشارِك في البحث، مايك فيكيويني: «الأذرع الأمامية تُنجز معظم الاستكشاف، بينما الخلفية مخصَّصة في الغالب للمشي».
اعتمد الباحثون على مقاطع فيديو صُوّرت بين عامَي 2007 و2015 في المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي. وكانت هذه أول دراسة واسعة تبحث في الأفعال الدقيقة للأطراف في بيئتها الطبيعية.
وعلى عكس البحوث السابقة لسلوك الأخطبوط في المختبر، أظهرت الدراسة الجديدة أنّ الأخطبوطات في بيئتها الطبيعية لا تُظهر تفضيلاً لليمنى أو اليسرى. أما عالِمة الأخطبوطات في «متحف الحقل» للتاريخ الطبيعي في شيكاغو التي لم تشارك في الدراسة، جانيت فويت، فقالت: «مبهورة بقدرة الباحثين على إنجاز هذا العمل».
الأخطبوطات مخلوقات خجولة ومراوغة، والأنواع التي دُرست تقضي معظم وقتها مختبئة في جحورها، مما جعل تصويرها يتطلب الصبر والمثابرة على مدى سنوات طويلة.
أطراف الأخطبوط معقّدة، فهي تُستخدَم للحركة واستشعار البيئة، إذ تحتوي كلّ ذراع على ما بين 100 و200 ممصّ، وهي أعضاء حسّية متطوّرة «تعادل الأنف والشفتين واللسان عند الإنسان»، وفق هانلون.
وإذا وقع أن التهم مفترس إحدى الأذرع – وهو أمر شائع – فإنّ للأخطبوط بدائل عدّة، «فعندما تمتلك 8 أذرع وجميعها قادرة، فإن لديك كثيراً من الاحتياط»، ختم هانلون.
“);
googletag.cmd.push(function() { onDvtagReady(function () { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); }); });
}