الدوحة – موقع الشرق

أظهرت نتائج تجربة سريرية دولية كشف عنها أخصائي في مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، أن عقار سيماغلوتيد أدى إلى خفض احتمالية وقوع أحداث رئيسية مرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية بنسبة 20% لدى الراشدين من ذوي الوزن الزائد أو المصابين بالسمنة من غير المصابين بالسكري والذين تم تشخيص إصابتهم مسبقاً بأمراض قلبية وعائية.

وتم عرض نتائج تجربة “سيليكت” خلال الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية التي تنعقد الشهر الجاري. وحصل المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية وعائية والوزن الزائد أو السمنة من غير المصابين بالسكري خلالها على حقن أسبوعية من عقار سيماغلوتيد بجرعة 2.4 ميليجرام. وكانت هذه الجرعة أكثر فعالية من جرعة العلاج الوهمي في التقليل من مسببات الأمراض القلبية الوعائية، والنوبات القلبية غير القاتلة، والسكتات الدماغية غير القاتلة وذلك خلال فترة متابعة وسطية امتدت لـ40 أسبوعاً.

وقال الدكتور مايكل لينكوف، المؤلف الرئيسي في تجربة “سيليكت”، ونائب رئيس الأبحاث في قسم طب القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند كلينك: “من المعلوم أن الوزن الزائد والسمنة يزيدان من مخاطر إصابة الأشخاص بالأمراض القلبية الوعائية. وعلى الرغم من أن خفض مخاطر الأمراض القلبية الوعائية يتم عبر ممارسات علاجية معيارية تشمل خفض الكوليسترول المرتفع وخفض ضغط الدم وإدارة السكري، إلا أن مبدأ معالجة السمنة من أجل تقليل مضاعفات الأمراض القلبية الوعائية لم يحظ بالاهتمام اللازم مسبقاً بسبب غياب الأدلة المتعلقة بقدرة تغييرات أسلوب الحياة أو التدخلات الدوائية لعلاج الوزن الزائد أو السمنة، على تحسين النتائج القلبية الوعائية. يعد هذا الاكتشاف أول تدخل دوائي مخصص لمعالجة الوزن الزائد أو السمنة يستطيع وبشكل ملموس خفض مخاطر الأمراض القلبية الوعائية”.

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) شكّل السبب الرئيسي لوفاة أكثر من 4 ملايين شخص حول العالم في عام 2015، وكان أكثر من ثلثي حالات الوفاة ناتجاً عن الأمراض القلبية الوعائية.

وعلى الرغم من ارتباط نتائج عقار سيماغلوتيد في ما يخص خفض الوزن بتثبيط الشهية بصورة رئيسية، إلا أنه يتمتع بخصائص أخرى قد تقلل من مخاطر الأمراض القلبية الوعائية ومن ضمنها تحسين مستويات سكر الدم، وخفض ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول، وتقليل الالتهابات، إلى جانب فوائده الأخرى على عضلة القلب والأوعية الدموية.

وقام الباحثون خلال التجربة التي امتدت خلال الفترة من أكتوبر 2018 ولغاية يونيو 2023، بإدراج أكثر من 17,000 مريض من 41 دولة تبلغ أعمارهم 45 عاماً فما فوق ويعانون مسبقاً من أمراض قلبية وعائية ولديهم مؤشر كتلة جسم يبلغ 27 وأكثر، لكنهم غير مصابين بالسكري. وبالإضافة إلى أخذ عقار سيماغلوتيد أو العلاج الوهمي خلال التجربة، فقد حصل المشاركون على علاج قياسي لأمراض القلب والشرايين شمل أدوية معالجة الكوليسترول، وحاصرات بيتا، وغير ذلك.

وتم خلال التجربة تسجيل حالات الوفاة بسبب أحداث قلبية وعائية، أو تسجيل نوبات قلبية غير قاتلة، أو سكتات دماغية غير قاتلة في 6.5% من المرضى الذي تمت معالجتهم بعقار سيماغلوتيد مقارنة بـ8.0% من المرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي، ما يشير إلى انخفاض المخاطر النسبية بنسبة 20% لدى المرضى الذين تم علاجهم بعقار سيماغلوتيد. وتجدر الإشارة إلى أن نسب انخفاض المخاطر كانت متماثلة بين الجنسين والأفراد من الأعراق المختلفة والفئات العمرية ومستويات خط الأساس لوزن الجسم.

وتعد تجربة “سيليكت” جزءاً من التزام كليفلاند كلينك بتحسين الرعاية الصحية لمرضاها في جميع أنحاء العالم، وتجسد حرصها على إيجاد العلاجات المستقبلية اللازمة من خلال الأبحاث السريرية الأساسية والانتقالية المتطورة.[WP1] 

 

شاركها.
Exit mobile version