لليوم الثالث على التوالي، تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إذ هزت انفجارات قوية العاصمة الخرطوم بعد أن توسع، أمس، القتال من مقر قيادة الجيش ليصل إلى القصر الرئاسي وعدد من المباني الحكومية القريبة منه في شارع النيل.
وقال سكان من المناطق المجاورة لمواقع الاشتباكات لـ«الشرق الأوسط»، إن الانفجارات ناتجة عن تكثيف القصف الجوي من قبل الجيش، فيما كثفت قوات «الدعم السريع» هجومها الأرضي والمدفعي على مقرات الجيش من اتجاهات عدة. وأضافوا أن ألسنة اللهب وسحب الدخان المتصاعدة بكثافة في سماء المدينة تشير إلى حجم الحرائق الضخمة والدمار الكبير الذي لحق بالمباني المستهدفة، جراء عمليات القصف المدفعي والجوي.
كان قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، قد تمكن نهاية الشهر الماضي من الخروج من مقر قيادة الجيش، حيث تقول قوات «الدعم السريع» إنها كانت تحاصره منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) الماضي؛ غير أن عدداً من باقي قيادات الجيش لا يزالون موجودين داخل المقر المحاصر، المعروف باسم «القيادة العامة».
وقال عدد كبير من سكان العاصمة إنهم أصبحوا يخشون القصف «العشوائي» لسلاح الطيران «لأنه يقتل أعداداً أكبر كثيراً من أعداد ضحايا القصف المدفعي أو الرصاص الطائش» من المدنيين الأبرياء. وسقط 51 قتيلاً على الأقل الأسبوع الماضي بقصف جوي استهدف سوقاً في حي مايو بجنوب الخرطوم بدعوى وجود تجمع لقوات «الدعم السريع»، بينما اتهمت الأخيرة، الجيش، بشن غارات على مواقع مدنية، بسبب معلومات استخبارية خاطئة يتلقاها الجيش حول مواقع وجود «الدعم السريع».