الجيش التركي

الدوحة – قنا

شهدت الصناعات الدفاعية في تركيا تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة إذ تضاعفت نسبة الإنتاج العسكري التركي من 20% إلى 80%، وباتت تلك الصناعات مهمة بشكل كبير لتركيا على مستوى استراتيجية الدفاع العام في البلاد، والثقل العسكري لها في المنطقة، فضلا عن عوائد هذه الصناعات على الاقتصاد التركي بعد أن دخلت في مرحلة التصدير الخارجي، وباتت تركيا تبرم صفقات بالفعل مع دول للبيع من إنتاجها الصناعي العسكري، ووصلت قيمة مبيعاتها من الصناعات الدفاعية إلى 4.4 مليار دولار عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 6 مليارات خلال العام الحالي 2023.

ويعد تطور الصناعات الدفاعية ودعمها للاقتصاد أحد الأوراق الانتخابية الرابحة لدى الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، حيث كان أردوغان قد أطلق في نوفمبر من العام 2022 ما سماه رؤية القرن الثاني للجمهورية، ومن ضمن أبرز المحاور فيها الصناعات الدفاعية والعسكرية.

وتتنوع الصناعات الدفاعية التركية ما بين المقاتلات والمسيرات والصواريخ والدبابات والغواصات والمنصات البحرية، والمركبات البرية، والمركبات البرية والبحرية غير المأهولة، وأنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها.

وفي الصناعات الدفاعية الجوية، تمكنت تركيا من تطوير المقاتلة “بيرقدار قزل ألما”، وهي أول طائرة مقاتلة تركية بدون طيار، تم تطويرها محليا، ونجحت خلال العام الجاري في تنفيذ أول رحلة لها استعدادا للقيام بتنفيذ المهام العملياتية.

و”بيرقدار قزل ألما” والبالغ وزنها عند الإقلاع 6 أطنان، ستكون قادرة على حمل ما وزنه الأقصى 1500 كيلوغرام، كما جرى تصميمها لاستخدام ذخائر مطورة محليا.

وبحسب رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية، فإن المقاتلة الحربية المذكورة ستكون جاهزة خلال العام الحالي 2023، بعد إتمام أعمال التجميع، وقد اجتازت بنجاح اختبار تحديد نظام الارتفاع المتوسط في مارس الماضي، حيث كان الاختبار المذكور هو الثالث للمقاتلة المسيرة، وجرى في مركز أقنجي بولاية تكيرداغ غربي تركيا، وقد وصلت إلى ارتفاع 20 ألف قدم خلال الاختبار الأخير.

و”بيرقدار قزل ألما”، أول مقاتلة تركية مسيرة تم تطويرها محليا، ونجحت خلال العام الجاري في تنفيذ أول رحلة لها استعدادا لتنفيذ المهام العملياتية.

ومن بين أبرز الصناعات الدفاعية الجوية المسلحة بدون طيار، والتي تستخدمها قوات الأمن بشكل فعال في عملياتها المحلية والدولية “بيرقدار آقينجي” (Bayraktar Ak?nc? T?HA) و”آقسنقر” (Aksungur)، وبيرقدار تي بي 2 (Bayraktar TB2)، وعنقاء (Anka)، وقارغو (Kargu)، وأثبتت الطائرات المسيرة التركية قدراتها، وعززت موقع الصناعات التركية في هذا القطاع.

وكان قد شهد عام 2022 دخول الطائرة المسيرة تركية الصنع طراز “بويغا” (Boyga)، ولأول مرة الخدمة، وكذلك الانتهاء بنجاح من مشروع إنجاز مشروع “كركس” (Kerkes)، الذي يمكن الطائرات بدون طيار من العمل في مناطق لا تحتوي على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)”، وكذلك خلال 2022، تم وضع أول سفينة استخبارات تركية من طراز (TCG Ufuk)، في خدمة القوات البحرية التركية، وبدأ العمل بتصنيع غواصتين جديدتين هما “خضر رئيس” (H?z?r Reis) و”سلمان رئيس” (Selman Reis).

وخلال العام نفسه، تم تسريع العمل في مشاريع تتعلق بالمركبات البحرية المسيرة، وأبرزها “أولاق” (Ulaq) و”سالفو” (Salvo)، و”سنجر” (Sancar)، و”مير” (Mir)، و”ألباتروس” (Albatros)، و”مارلين” (Marlin).

وتمكنت الصناعات الدفاعية التركية في 2022 من تعزيز قدرات الدفاعات الجوية التركية من خلال إجراء اختبارات ناجحة على الصاروخ الباليستي قصير المدى “تايفون”، الذي جرى إنتاجه اعتمادا على الإمكانات والخبرات المحلية.

وواصلت الصناعات الدفاعية التركية إنتاج وتسليم الصواريخ المحلية “حصار أو” (H?SAR-O)، ومجموعات الصواريخ المضادة للدبابات، ومجموعات التوجيه والذخيرة.

كما عرضت الصناعات الدفاعية التركية نظام صواريخ الدفاع الجوي المحمول محلي الصنع من طراز “سنقر” (Sungur) على القوات المسلحة التركية، التي أجرت على الصاروخ تجارب ناجحة.

وفي يناير من العام الجاري وفي كلمة له خلال حفل تسليم 6 مدافع “هاوتزر” من طراز “العاصفة” إلى قيادة القوات البرية في ولاية صقاريا (غربي البلاد)، تحدث الرئيس أردوغان عن “الاستراتيجية الدفاعية”، ووعد بأن تحقق تركيا الاستقلال في مجال الصناعات الدفاعية.

وقال أردوغان: إن حكومته لن تسمح بإعاقة إنجازات تركيا الدفاعية، كما حدث في الماضي، مضيفا أن بلاده وضعت هدفا يتمثل في إنهاء الاعتماد على الخارج تماما.

وتابع أن هذا القطاع شهد قفزة كبيرة منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2002، مشيرا إلى أن قيمة صادرات الصناعات الدفاعية التركية كانت 248 مليون دولار قبل 20 عاما، وأنها ارتفعت إلى 4 مليارات و400 مليون دولار خلال العام الماضي.

كما أكد أن عدد الشركات التركية الناشطة في مجال الصناعات الدفاعية ارتفع من 56 عام 2002 إلى أكثر من ألفي شركة مع نهاية 2022، موضحا أن مخصصات البحث والتطوير للصناعات الدفاعية في تركيا زادت من 49 مليون دولار إلى 1.5 مليار دولار.

وقال أردوغان: إن الإنتاج المحلي من الصناعات الدفاعية ارتفع إلى 80% بعد أن كان 20% فقط عام 2002، ولفت إلى أن الميزانية المخصصة للمشاريع الدفاعية تجاوزت الآن 60 مليار دولار من 5.5 مليار دولار قبل 20 عاما، كما أصبح لدى تركيا 7 شركات ضمن قائمة أفضل 100 شركة رائدة في مجال الصناعات الدفاعية.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده حققت خلال السنوات الماضية نهضة كبيرة في هذا المجال بخبراتها وقدراتها الوطنية والمحلية، وأنها لن تتوقف عن تطوير صناعاتها الدفاعية إلى حين تحقيق الاستقلال التام في هذا المجال.

ووعد بأن العام الجاري 2023 سيشهد إنتاج المزيد من المعدات والآليات القتالية، التي ستساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة الصناعات الدفاعية التركية في العالم.

 

ومن المقرر أن تحقق تركيا تقدما كبيرا على مستوى الصناعات الدفاعية خلال العام الجاري 2023، حيث سيتم استخدام رادار “أنف أيسا” في طائرات ميوس وفي طائرات أكينجي تيها و”إف – 16″ لأول مرة، وهو الرادار الذي أنتجته شركة أسيلسان ويعد خطوة استراتيجية للغاية إذ سيوقف استخدام رادار أيسا الأميركي في الطائرات التركية من طراز “إف – 16″، ويستبدل به رادار أيسا المحلي، بالإضافة إلى دمج رادار أيسا في طائرات أكينجي تيها، وستكون تركيا أول دولة لديها هذه القدرة في المسيرات.

وسيتم تسليم أول صاروخ جو-جو من طراز “بوزدوجان”، وصواريخ جو-جو خارج مدى الرؤية البصرية من طراز “جوكدوجان” عام 2023، وسيتم البدء في دمج صواريخ “جوكتو” بجوار نظام الدفاع الجوي الموجود على متن السفن التركية، الذي يمكنه تدمير الصواريخ المضادة للسفن.

كما سيتم تشغيل نظام “الخندق” للدفاع الجوي بعيد المدى، الذي نجح في تدمير هدف على مدى 100 كيلومتر لأول مرة في اختبار إطلاق تم إجراؤه مؤخرا في سينوب، وهذا العام أيضا، سيدخل نظام “كاروك” الخدمة لأول مرة، وهو نظام صاروخي محمول قصير المدى مضاد للدبابات يمكنه العمل ليلا ونهارا، كما من المتوقع تسليم مروحية “أتاك-2” الهجومية من الدرجة الثقيلة خلال هذا العام.

وسيتم كذلك إنتاج دبابات “ماي ألتاي” بكميات كبيرة مع شركاء المشروع بدءا من عام 2025، كما سيتم أيضا إنتاج وتصدير مدافع “هاوتزر ستورم”، وناقلات الجند المدرعة من طراز “ألتوغ 88، وتحديث دبابات “ليوبارد 2 إيه 4”.

وستعمل تركيا على إطلاق القمر الصناعي “كليتشي سات كوب”، وكذلك قمر رصد الأرض “أوميجي”.

وبحريا، من المقرر أن تبدأ “تي سي جي الأناضول” الخدمة ضمن القوات البحرية هذا العام أيضا، وستقوم طائرات “بيرقدار تي بي 3″، المصممة لتكون قادرة على الهبوط والإقلاع من سفينة إلى سفينة، بأول رحلة بحرية لها في أثناء وجودها على متن “تي سي جي الأناضول”.

وسينتهي مشروع “ميلتم 3″، الذي أطلق لأداء مهام الاستطلاع والمراقبة والدفاع عن الغواصات من الجو في شرق البحر المتوسط، بتسليم طائرة الدوريات البحرية السادسة والنهائية من طراز “أتر-72/600” (بي-72)، كما ستدخل الخدمة سفينة الدعم القتالي للتجديد البحري (ديمدج).

وسيسلم 2 من طرادات “ميلغيم أدا” من الدرجة الأولى إلى البحرية، إلى جانب سفينة “تي سي جي إسطنبول” (إف-515)، وهي أول فرقاطة تركية يصممها مهندسون أتراك.

وفي مجال الغواصات، ستبدأ غواصة “تي سي جي بيري ريس” عملها قريبا، وقد جذبت الانتباه بفضل متانتها العالية وقوة تكنولوجيا البطاريات بها، وسيدمج بها طوربيد غواصة أكيا الذي لديه إمكانيات متميزة في الرصد والمتابعة.

شاركها.
Exit mobile version