الدوحة – موقع الشرق

حتى وقت قريب كانت سيارات التسعينيات مجرد سيارات مستعملة، وفي الحقيقة لا يزال معظمها كذلك في حال كانت قادرة على السير على الطريق، ولكن مع تقدم جيل الألفية في العمر وارتفاع مستويات الدخل وتجدد الحنين إلى السيارات التي طالما رغبوا في اقتنائها فترة شبابهم، ارتفعت قيمة العديد من تلك السيارات.

وقال بريان رابولد، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي للسيارات في شركة «هاغيرتي» وهي شركة تتابع عن كثب سوق السيارات الكلاسيكية «على مدى السنوات الثلاث الماضية ارتفعت قيمة السيارات والمركبات المصنعة في حقبة التسعينيات إلى أعلى مستوياتها مقارنة بأي حقبة أخرى».

وأضاف رابولد في تصريحات صحفية لموقع BBC: ارتفعت قيمة سيارات حقبة التسعينيات بنحو 78 في المئة على مدار السنوات الثلاث الماضية، وهي «زيادة هائلة».

وأكد رابولد أنه حتى لو بقيت السيارة حالتها إلى حد كبير كما هي، تنخفض قيمة السيارات مع مرور السنوات، ولكن فقط إلى حد معين، ثم تبدأ بعض السيارات التي تصنف أنها خاصة ومرغوبة لأي سبب ما في زيادة قيمتها، وذلك مع تقادم العمر الافتراضي للسيارات مع التقدم في سن المراهقين الذين رغبوا يوماً ما في اقتناء تلك الطرازات عندما ظهرت لأول مرة.

وبحسب التقرير فإن الشباب ربما كانوا يريدون شراء هذه السيارات في ذلك الوقت، لكنهم لم يستطيعوا تحمل تكلفتها، أمّا الآن فقد أصبحوا أكبر عمراً وتتوافر لديهم الإمكانات المالية لشراء سيارة «ميتسوبيشي 3000 غي تي» على سبيل المثال، وذلك من أجل المتعة فقط.

وقال راندي نونينبيرغ، الشريك المؤسس ورئيس موقع مزادات السيارات على الإنترنت «Bring a Trailer»، إن هواة جمع السيارات غالباً ما ينجذبون لسيارات خارج فئتهم العمرية، مضيفاً: «لدينا شباب ينجذبون للسيارات التي يبلغ عمرها 70 عاماً».

وشكلت نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين نقطة تحول في سوق السيارات، يقول إريك تشارنهولم الذي يمتلك سيارة نيسان سنترا من طراز «إس إي آر-1992»، التي أمضى 15 عاماً في البحث عنها: «يعتقد الكثير من الناس أن العصر الذهبي للسيارات كان خمسينيات وستينيات القرن الماضي».

هناك دلائل تشير إلى أن التسعينيات هي في الواقع العصر الذهبي للسيارات» في تلك الحقبة اكتشفت شركات السيارات كيفية تصنيع سيارات صغيرة تفي بمتطلبات خفض استهلاك الوقود وتكون في الوقت ذاته ممتعة أثناء القيادة، لقد كان لديك هذا المزيج من القوة العالية في الأداء مقترناً مع خفة الوزن، مع وجود الحد الأدنى من أنظمة الأمان؛ ما جعل منها سيارات ممتعة للغاية.

وعلى الرغم من ذلك، تُعد سيارات التسعينيات بعيدةَ كل البعد عن الطرازات القديمة، على عكس الموديلات المصنعة خلال فترة أوائل القرن العشرين، والتي انخفض متوسط قيمتها خلال السنوات الأخيرة، وذلك وفقاً لشركة هاغيرتي.

وتتمتع السيارات المصنعة خلال حقبة التسعينيات بالعديد من ميزات الراحة والأمان الحديثة، أمّا في ما يتعلق بالسيارات المنخفضة الأسعار نسبياً فنجد أنها تتمتع بقوة وأداء مميزين.

أسعار سيارات التسعينيات

ويؤكد التقرير أن الأمر لا يعني أن جميع السيارات من التسعينيات ترتفع قيمتها؛ فالحديث تحديدا عن السيارات قيِّمة الاقتناء، والتي تكون عادةً سيارات رياضية أو عالية الأداء، مع بعض الاستثناءات مثل سيارات «بويك رودماسترز»، إذ لا تعد السيارات العائلية سيارات قيِّمة، فنجد أن أسعار سيارات «رودماسترز» قد ارتفعت بنسبة 48 في المئة منذ عام 2019، وفقاً لهاغيرتي.

ويقول فرانك ميكوم، مدير الشحن في «Mecum Auctions»: «نحن نبيع بعض هذه الشاحنات الصغيرة ذات الأميال المنخفضة مقابل خمسين وستين وسبعين ألفاً، وهي مجرد شاحنات صغيرة عادية».

وبين أن المشترون قاموا بدفع نحو 13،37 ألف دولار أميركي بين عامي 2015 و2018 لسيارات «فورد برونكو» المصنعة خلال فترة التسعينيات، أما الآن فتصل قيمة هذه السيارة إلى الضعف.

وخلال التسعينيات أيضاً، طُرح في سوق السيارات العديد من السيارات الرياضية اليابانية الجذابة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الازدهار الاقتصادي المحقق لتلك الدولة في ثمانينيات القرن الماضي.

روبرت ييغر، مؤلف كتاب «دليل نيكست جين لاقتناء السيارات»، الذي يمتلك سيارة «لكزس إس سي 300» المصنعة عام 1996، قال إنه يحب السيارة لتصميمها ومتعة قيادتها «أعتقد أن التسعينيات هي حقاً حقبة زمنية جميلة للأشخاص الباحثين عن سيارات ممتعة»، مضيفاً: «حتى السيارات اليابانية الرخيصة في تلك الحقبة كانت بجودة لم يوجد لها مثيل في شركات صناعة السيارات الأميركية في ذلك الوقت».

ارتفعت أسعار «ميتسوبيشي إكليبس» التي تم تصنيعها في أوائل التسعينيات بنسبة 40 في المئة منذ عام 2020، بينما ارتفعت أسعار سيارة «إيجل تالون»، وهي منتج مشترك بين ميتسوبيشي وكرايسلر بنسبة 45 في المئة تقريباً، وفقاً لهاغيرتي.

 

شاركها.
Exit mobile version