تدور أحداث أفلام الرعب عادةً حول الكيانات الخارقة للطبيعة والقتلة والحوادث المثيرة، وهي أشياء مخيفة بالفعل، لكنها تصبح أكثر إثارة عندما تتحول الأشياء العادية إلى رموز للرعب، مثل السيارات أو الطقس غير المشمس، وهناك أيضا قطارات الموت في مدن الملاهي وأحواض الاستحمام. ولا يمكن أن ننسى الدمى البريئة التي أصبحت رمزا للرعب أكثر من كونها أدوات للعب.
ويحاول صناع أفلام الرعب عادةً التقاط أسوأ الكوابيس والمخاوف، من خلال الكشف عن الجانب غير الواعي في العقل، وإضفاء أبعاد ورمزيات خفية ومخيفة على ما هو عادي ومتداول.
1- الدمى الباسمة الشريرة
الدمى كائنات غير حية، كما أن وجوهها الثابتة وجسمها غير المتحرك يزيد من مظهرها الغامض، ويحكى أنه أوائل القرن العشرين قدم صانع الدمى الألماني فريدريش فيلهلم مجموعة من الدمى الخزفية التي أشيع أنها دمى “ملعونة” يمكن أن تسبب الحوادث والمرض والموت لمن يمتلكها. ويعتقد أن بعض هذه الدمى ما زال موجودا حتى الآن.
واستغل صناع الأفلام هذه الحكاية الشائعة وغيرها ليمنحوا الدمى الحياة بطرق غير متوقعة ووسائل خارقة للطبيعة، مما يؤدي إلى مزيد من الرعب. وتعتبر “تشاكي” (Chucky) من أشهر الدمى في أفلام الرعب بملابسها الحمراء وابتسامتها المخيفة، كما أن للدمية “أنابيل” (Annabelle) حضورا مخيفا جدا بسبب فكرة استحواذ الشيطان على روحها.
2- الحمام القاتل
نتعامل مع الحمام في الأحوال العادية كمكان لقضاء الحاجة، فهو بيت الراحة كما يسميه بعض العرب. لكن في عالم أفلام الرعب لا يعد الحمام سوى مكان لنسج حكايات الرعب، لتتركنا خائفين من تحول لحظات الهدوء إلى كابوس مرعب.
وبفضل فيلم المخرج الشهير ألفريد هيتشكوك “سايكو” (Psycho) أصبح الحمام موقعا شائعا في أفلام الرعب. لكن صناع أفلام الرعب لا يقفون عند حد معيّن، بل يحاولون كل مرة الوصول إلى حد جديد من التخويف والتفوق على الأفلام السابقة.
وتعد الحمامات مواقع تصوير مميزة لأفلام الرعب، لأن الشخص غالبا ما يكون وحيدا وفي لحظة ضعف، وقد يلعب صناع العمل على الخوف من العزلة، أو صوت الصرير الذي يرتبط بتوقع حدث مخيف. وهناك العديد من السيناريوهات يمكن تخيلها داخل الحمامات، مثل وجود كيان خبيث غير معروف أو وجود شبح جاء لينتقم من شخص ما، أو حتى قتل شخص ما لتتناثر دماؤه على الأرضية البيضاء أو داخل حوض الاستحمام، ويمكن أن يصبح المشهد أكثر رعبا مع بقايا المرايا المكسورة.
3- مدن الملاهي وكرنفالات الرعب
بحسب العديد من أفلام الرعب، تتجول الوحوش والقتلة والأرواح الشريرة في مدن الملاهي بحثا عن الضحايا. ففي فيلم “كرنفال السيد دارك” (Mr. Dark Carnival) نجد المتنزه الترفيهي يخطف أرواح الحاضرين ويقدم لسكان البلدة كل أنواع الرعب. ليس هذا فقط لكن يبقى الجزء الثالث من سلسلة أفلام “الوجهة الأخيرة” (Final Destination) من أكثر الأفلام الدائرة في مدن الملاهي رعبا، عندما تعطل القطار وارتفعت قضبان الأمان قبل انطلاق القطار مباشرة لينتهي الأمر بموت مجموعة من المراهقين بصورة بشعة غير متوقعة.
وليس فقط قطار الموت أو بيت الرعب ولكن المتاهات الموجودة في مدن الملاهي تعد مواقع ممتازة لمشاهد الرعب خاصة إذا كانت متاهة من المرايا حيث يفقد الشخص طريقه وينصب تركيزه بالكامل على الوصول إلى المكان الصحيح ويتوتر بصورة ما فيصبح الشخص ضحية مناسبة لقاتل متسلسل أو روح شريرة هائمة تبحث عن ضحية جديدة.
وفي فيلم “نحن” (Us) الصادر عام 2019، تتجول فتاة صغيرة على الشاطئ خارج مدينة الملاهي وتدخل متاهة مرايا ترفيهية، فتنطفئ الأنوار فجأة ولا تستطيع الوصول إلى باب الخروج بسبب المرايا، وهنا يظهر الرعب.
4- السيارات القديمة مأوى للرعب
هناك فئة من أفلام الرعب تقوم بالكامل على السيارات، سواء كانت سيارة أو شاحنة أو منزلا متنقلا، والسيارة موقع مناسب لأفلام الرعب، فهي تتنقل مع صاحبها من مكان لآخر عبر طرق موحشة مقفرة، كما أنها رمز للرحلات التي يمكن أن تتحول من وقت للترفيه إلى وقت للرعب.
وبدأ الأمر في الفيلم القديم “مبارزة” (Duel) الصادر عام 1971 الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ استنادا إلى قصة قصيرة ألفها كاتب الرعب والخيال العلمي الأسطوري ريتشارد ماثيسون. وتدور الأحداث حول سائق يقود شاحنة قذرة عبر الصحراء لتتحول الشاحنة نفسها لوحش لا يمكن هزيمته، ولا نرى مطلقا من الذي يقف خلف عجل القيادة ولا نعلم ما الذي يدفع لهذا القدر المهول من الرعب.