الدوحة – موقع الشرق
مع دخول العشر الأواخر من رمضان وقرب انتهاء الشهر الفضيل، يتضرع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى الله بالدعاء أملًا في إدراك ليلة القدر، وبدا أن دعاء هذه الليلة المباركة، أهم ما يبحث عنه المسلمون الآن.
سميت بليلة القدر بمعنى “القدر والشرف”، تُكتب فيها المقادير، وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، ويترقب أن تصادف في الليالي 21 و23 و25 و27 و29 من شهر رمضان.
علامات ليلة القدر
وردت لهذه الليلة علامات في أحاديث شريفة، نشير هنا إلى 4 علامات رئيسية منها:
العلامة الأولى: أن تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال رسول الله ﷺ: “صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع”. رواه مسلم.
العلامة الثانية: أن يطلع القمر فيها مثل شق جفنة أي نصف قصعة، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله ﷺ فقال: “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة”. رواه مسلم.
العلامة الثالثة: أن تكون ليلة معتدلة، فقد قال الرسول ﷺ إنها “ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة”. رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
العلامة الرابعة: أن تكون ليلة مضيئة ولا يُرمى فيها بنجم، أي لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، فقد ثبت عند الطبراني بسند حسن، أن النبي ﷺ قال إنها “ليلة بلجة (أي منيرة) مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم”.
ومن علاماتها أيضًا: انشراح النفس وطمأنينة القلب، وسكون الرياح، وصفاء السماء.
دعاء ليلة القدر
سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، قال: قولي “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”.
وعلّم الرسول ﷺ السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: “يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم”.
وتابع ﷺ وصيته لها بأن تقول “اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا”.