في خيمة مؤقتة وسط آلاف النازحين في جباليا شمالي قطاع غزة، تتحدث عبير ريحان (أم شيرين) عن رحلة ألم وفقدان متواصلة منذ اندلاع الحرب بعد أن خسرت زوجها وصهرها، لتجد نفسها وابنتها أمام النزوح والحرمان.
وتقول أم شيرين إن زوجها رفض مغادرة شمال القطاع حين دفع الاحتلال آلاف العائلات إلى النزوح جنوبا، وفضّل البقاء لمساعدة من ظلوا عالقين تحت الأنقاض بقدراته البسيطة. لكنه قُتل برصاص الاحتلال رغم أنه لم يكن منتميا لأي حزب أو فصيل، لتفقد العائلة السند والمعيل الأول.
وبعد أشهر قليلة، تلقت عبير صدمة جديدة مع استشهاد زوج ابنتها شيرين عبد الهادي ريحان، والذي خرج بحثا عن المساعدات الغذائية لإطعام أطفاله وزوجته لكنه لم يعد، تاركا شيرين أرملة شابة تتحمل عبء تربية أطفالها في ظروف قاسية. وتقول شيرين للجزيرة نت “كنا ننتظر عودته بالطعام، لكنه لم يرجع. اليوم أنا بلا زوج وأطفالي بلا أب، لا نملك سوى هذه الخيمة وصدقات من حولنا”.

قصة عبير وابنتها شيرين تعكس مصير مئات الأرامل في غزة اللواتي فقدن أزواجهن وأبناءهن منذ بداية الحرب، ووجدن أنفسهن يكافحن وحدهن من أجل البقاء وسط ظروف إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها “الأسوأ في العالم”.

وبحسب تقارير أممية، فإن غالبية سكان القطاع يعيشون حاليا تحت خط الجوع الحاد، في حين تضطر النساء الأرامل لتحمل مسؤوليات مضاعفة في إعالة أسرهن ورعاية الأطفال، في ظل غياب الأمن وفقدان المأوى وتردي الخدمات الأساسية.
ومع استمرار القصف ونقص الإمدادات، تبقى قصة عبير ريحان وابنتها شيرين مثالا مؤلما على الأثمان الباهظة التي تدفعها العائلات الفلسطينية، حيث لا تنتهي الحكاية عند فقدان الأحبة، بل تستمر في رحلة نزوح قاسية ومعركة يومية من أجل البقاء.
20/8/2025–|آخر تحديث: 14:19 (توقيت مكة)