تفاعل مغردون مع قصة غريبة لمحاولة شخصين بلجيكيين تهريب آلاف النمل العملاق النادر، الذي يبلغ سعر النملة الواحدة منه 250 دولارا، وأثارت القضية تفاعلات واسعا على المنصات لغرابتها.
وتعود تفاصيل القضية التي وصفتها هيئة الحياة البرية الكينية بأنها “تاريخية” إلى اعتقال شابين بلجيكيين يبلغان من العمر (19 عاما)، متلبسين بمحاولة تهريب كمية هائلة من النمل النادر.
واعتقلت الشرطة الكينية الشابين من محل إقامتهما، حيث عثرت بحوزتهما على 5 آلاف نملة معبأة في 2244 أنبوب اختبار مليئة بالقطن ومعدلة خصيصا للحفاظ على حياة النمل لمدة شهرين، ومجهزة لتفادي اكتشافها من قبل أجهزة المطارات.
وأوضحت التحقيقات أن الشابين قد قطعا مسافة 6500 كيلومتر في رحلة استغرقت 9 ساعات للوصول إلى كينيا، بعد شراء تذاكر بقيمة 1500 دولار، وأقاما هناك أياما طويلة يخططان ويشرفان على تنفيذ عملية التهريب المعقدة.
والنمل المضبوط ليس من النوع العادي، بل ينتمي إلى سلالة معروفة باسم نملة الحصاد الأفريقية العملاقة، حيث يصل حجمها إلى 25 مليمترا، أي أكبر بـ15 مرة من نملة المنازل الصغيرة.
وقدّرت السلطات الكينية القيمة السوقية للشحنة المضبوطة بنحو 7800 دولار، بمعدل دولار ونصف تقريبا للنملة الواحدة في كينيا، غير أن سعرها في الأسواق العالمية يصل إلى 250 دولارا للنملة الواحدة، نظرا لندرتها واستخدامها في تنظيف التربة الزراعية من الحشرات، فضلا عن اهتمام هواة التربية بشرائها للاستمتاع بمشاهدتها وهي تبني مستعمراتها الضخمة والمعقدة.
وتشتهر كينيا بتنوعها البيولوجي والبيئي الكبير، مما يجعلها عرضة لعمليات تهريب متنوعة، تشمل عادة موارد طبيعية ثمينة مثل العاج (أنياب الفيلة)، وقرون وحيد القرن، والأحجار الثمينة كالياقوت، والتي تُباع بمبالغ كبيرة.
ومثل الشابان البلجيكيان أمام قاضٍ كيني في العاصمة نيروبي بتهمة “قرصنة الحياة البرية”، حيث أفادت السلطات بأنهما كانا يحاولان تهريب النمل إلى أسواق في أوروبا وآسيا.
بينما دفع المتهمان ببراءتهما، مؤكدين أنهما كانا يجمعان النمل “من أجل المتعة” ولم يعرفا أن ذلك غير قانوني، وهو ما أكده محامي الدفاع الخاص بهما.
قضية غير معتادة
وأثارت القضية موجة من التعليقات الساخرة والمستغربة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي إزاء هذه القضية غير المعتادة، خاصة مع المقارنة بين القيمة العالية للنمل في أسواق التهريب العالمية وبين النظرة المحلية له كحشرة مزعجة ينبغي التخلص منها، وهو ما أبرزته حلقة 2025/4/17 من برنامج “شبكات”.
وعبّرت المغردة إسراء عن تعاطفها مع الشابين قائلة: “يا خطيتهم.. معقول يطلعوا لا حكم عليهم ويرجعوا محكومين بتهريب النمل؟”، وأكملت متسائلة عن جدوى المخاطرة بتشويه السجل الجنائي من أجل النمل، وأضافت بسخرية: “طب كنت ابلعه عالأقل”، في إشارة إلى أن تهريب هذه الحشرات الصغيرة كان يمكن أن يتم بطرق أخرى أقل خطورة.
وفي سياق متصل، رأى الناشط آزاد في القضية فرصة اقتصادية محتملة، وكتب يقول: “من بكرة بدي أروح أجمع النمل، وأصير تاجر نمل”، مشيرا إلى الاستغراب من القيمة المادية العالية لهذه الحشرات الصغيرة التي قد تصل إلى 250 دولارا للنملة الواحدة في الأسواق العالمية.
وفي المقابل، سخرت المغردة أم محمد من الفكرة، وغردت تقول: “تعالوا خدوا النمل اللي عندي ومش عاوزه ولا جنيه، وممكن أدفع فلوس المواصلات عادي”، في إشارة طريفة إلى استعدادها للتخلص من النمل الموجود في منزلها مجانا، بل الدفع مقابل ذلك.
ولم تخلُ التعليقات من المحاكاة الساخرة لإعلانات بيع السيارات المستعملة، حيث كتب المغرد أيمن بأسلوب فكاهي: “عندي نملايا اللهم بارك عمرها 5 سنين ما مشيتش 2 كيلو، فابريكا بره وجوا، ربنا يبارك لصاحب النصيب”، مقلدا بذلك الإعلانات التي توصف فيها السيارات بأنها حديثة ولم تُستخدم كثيرا.
وقالت خدمة الحياة البرية في كينيا، على القضية في بيان، إن تهريب النمل لا يُقوِّض حقوق كينيا السيادية على تنوعها البيولوجي فحسب، بل يَحرِم أيضا المجتمعات المحلية والمؤسسات البحثية من الفوائد البيئية والاقتصادية المحتملة.
17/4/2025