عاش ركاب طائرة بوينغ من طراز “787-9 دريملاينر”، لحظات من الرعب إثر فقدان قائدها السيطرة نتيجة خلل فني وهبوطها بسرعة كبيرة أثناء تحليقها من أستراليا إلى تشيلي عبر نيوزيلندا.
وهبطت الرحلة التابعة لشركة “لاتام” فجأة وبسرعة في منتصف الرحلة من سيدني إلى أوكلاند أمس الاثنين، حيث قفز بعض الركاب من مقاعدهم واصطدموا بسقف الطائرة ما تسبب بإصابة نحو 50 شخصا، أحدهم في حالة خطيرة.
ووفقا لشركة الطيران والسلطات النيوزيلندية التي عالجت المصابين، فقد تعرضت الطائرة لهزة قوية بعد قطعها حوالي ثلثي مسافة الرحلة التي استغرقت 3 ساعات، ونتيجة لذلك تم نقل 10 ركاب و3 من أفراد طاقم الطائرة إلى المستشفى.
#WATCH | Passengers and crew on an inbound flight to Auckland International Airport were thrown into the roof of the plane after a sudden loss of altitude on Monday.
🔗 https://t.co/JZVuA1l9Aa pic.twitter.com/OpM44cDv6F
— nzherald (@nzherald) March 11, 2024
وقالت شركة الطيران التشيلية إن الحادث وقع بعد “مشكلة فنية”، فيما تواصل التحقيق، وقال أحد الركاب لموقع “ستف” الإخباري النيوزيلندي، إنه بمجرد هبوط الطائرة، أصيب الطيار “بالصدمة” وقال إن “أجهزة القياس اختفت”.
ونقل الركاب عن الطيار قوله إنه فقد القدرة على قيادة طائرته لفترة وجيزة، قبل أن تهبط الطائرة التي تبلغ من العمر 8 سنوات وتقل 263 راكبا و9 من أفراد الطاقم في مطار أوكلاند.
وقال متحدث باسم منظمة هاتو هون سانت جون، التي عالجت نحو 50 شخصا في المطار، إن أحد الأشخاص في حالة خطيرة بينما يعاني الآخرون من إصابات خفيفة إلى متوسطة.
وقال الراكب بريان جوكات، “سقطت الطائرة بشكل مغاير لأي شيء شهدته من قبل في أي نوع من المطبات الهوائية البسيطة، عندها فتحت عيني، رأيت أشخاصا في الجزء العلوي من الطائرة، ثم سقطوا على الأرض، ثم أدركت للتو أنني لست في فيلم، وأنه واقع حقيقي”.
وأضاف جوكات، وهو كندي يبلغ من العمر 61 عاما ويعيش في لندن، “لقد تحطمت بعض ألواح السقف البلاستيكية وسقطت في الممرات بسبب ارتطام الأشخاص بها. كانت هناك دماء تسيل من رؤوس العديد من الأشخاص. كان يوجد ركاب أطباء على متن الطائرة قدموا الضمادات للأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة”.
ولم يتسن على الفور التأكد من سبب التغيير المفاجئ الواضح في مسار الرحلة، فيما يقول خبراء السلامة إن معظم حوادث الطائرات ناجمة عن مجموعة من العوامل التي تحتاج إلى تحقيق شامل.
ويأتي هذا الحادث المخيف في وقت تخضع فيه شركة بوينغ المصنعة للطائرات للتدقيق بعد أن شملت الحوادث الأخيرة انفجار لوحة مقصورة الطائرة “737 ماكس” بالجو في منتصف الرحلة.
وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا جنائيا في الانفجار الذي وقع في يناير/كانون الثاني الماضي على متن طائرة تابعة لشركة “ألاسكا إيرلاينز” والاشتباه بأن جناح الطائرة قد تم إصلاحه بشريط لاصق.
وكانت شركتا “ألاسكا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز”، قد عثرتا على أجزاء مفككة في طائرات مماثلة، وهو ما يثير مخاوف من احتمال تكرار مثل هذا الحادث.
وفي عام 2008، أصيب عشرات الأشخاص عندما هبطت طائرة أخرى عريضة البدن، وهي طائرة “إيرباص 330” تشغلها شركة “كانتاس”، بشكل حاد بسبب قراءات خاطئة من حاسوب بيانات الرحلة أثناء توجهها إلى بيرث في أستراليا.
أبرز حوادث بوينغ “ماكس”
دخلت طائرات بوينغ 737 ماكس الخدمة رسميا في عام 2017، وهذه أبرز حوادثها:
في الخامس من يناير/كانون الثاني الجاري، أوقفت خطوط ألاسكا الجوية جميع طائراتها من طراز “بوينغ 737 ماكس 9” بعد ساعات من انفجار جزء خلفي من الطائرة، وانفصال قابس باب الطوارئ لإحدى الطائرات وإجبارها على الهبوط الاضطراري.
وعادت الرحلة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، بسلام إلى بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية، من دون وقوع إصابات.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أصدرت “بوينغ” تعليماتها لجميع عملائها بفحص طائراتها من طراز “737 ماكس” للبحث عن مسمار مفكوك محتمل فيها.
وبدأت القصة بعد صيانة دورية أجرتها إحدى شركات الطيران العالمية، فاكتشفت صامولة مفقودة في المسمار الذي يربط نظام التحكم بالدفة أثناء الطيران.
وفي مارس/آذار 2019، أعلنت سلطات الطيران وشركات القطاع في معظم أنحاء العالم، إلزام طائرات “بوينغ 737 ماكس” بالبقاء على الأرض بعد حادثي تحطم لذلك النوع، واستمر الحظر حتى نهاية 2021.
وفي 10 مارس/آذار 2019، تحطمت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية “737 ماكس” بعد دقائق من الإقلاع من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 149 راكبا قضوا جميعا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، تحطمت في البحر قرب إندونيسيا طائرة تابعة لشركة “ليون إير” من الطراز نفسه، وعلى متنها قرابة 190 شخصا لم ينج أي منهم، بحسب السلطات المحلية.
المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي