❖ الدوحة – الشرق
■ حمد الخاطر: المطار يمضي في مسيرته نحو تحقيق رؤيته الطموحة
■ تعزيز مكانة مطار حمد باعتباره محوراً حيوياً للطيران العالمي
■ مشروع التوسعة يستهدف رفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 70 مليون مسافر سنوياً
شهدت السنوات العشر الأخيرة طفرة هائلة في تشييد المطارات عبر العالم، بل إن شئنا القول، سباقاً عالمياً لبناء مطارات جديدة أو توسعة وتطوير مطارات قائمة بالفعل، ما يعكس الأهمية المتزايدة للمطارات التي تجاوزت بكثير وظيفتها الأساسية كمراكز سفر لهبوط وإقلاع الطائرات، لتصبح محركاً اقتصادياً عالمياً.
وقد صاحب هذا التطور بعض المطارات التي باتت تعتبر وجهات بحد ذاتها لما يمكن أن تلبي من احتياجات وتطلعات المسافر العصري، فهي تضم أفخم الفنادق وأحدث المرافق الرياضية والأندية الصحية ومراكز الأعمال ومنافذ الطعام والتسوق.
وقد استطاع مطار حمد الدولي، الذي يحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على بدء عملياته التشغيلية، أن يحظى بمكانة رائدة ضمن المطارات العالمية وذلك بفضل رؤيته الطموحة واستراتيجيته القائمة على تبني التكنولوجيا الحديثة وتوفير تجارب سفر مريحة ومتميزة، مما مكنه من اعتلاء عرش أفضل مطارات العالم للمرة الأولى بحسب جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات وذلك في عام 2021 حين فاز بجائزة “أفضل مطار في العالم” ولم يكن قد مضى على افتتاحه وقتها سوى بضع سنوات، ليواصل تميزه التشغيلي ويحصد الجائزة نفسها للمرة الثانية في عام 2022، ثم للمرة الثالثة في شهر أبريل 2024، ليتفوق بذلك على مطارات عالمية كبرى تمتلك سجلاً حافلاً في تاريخ قطاع الطيران. كما عزز ريادته في المنطقة بفوزه بجائزة أفضل مطار في الشرق الأوسط للعام العاشر على التوالي ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات نفسها.
وفي إطار تميزه التشغيلي خلال هذه العشرية الأولى، يواصل مطار حمد الدولي أداءه المتميز خلال العام الحالي 2024 محققاً أرقاماً قياسية في عدد المسافرين. ويقدم المطار خدماته حالياً لـ 47 شريكاً من شركات الطيران، فيما يخدم أكثر من 255 وجهة عالمية تشمل وجهات لرحلات السفر والشحن ورحلات الطيران المستأجرة. وخلال هذه العشرية، تصدرت 10 وجهات عالمية قائمة الوجهات التي يرتبط بها مطار حمد الدولي وهي لندن ودبي وبانكوك والكويت وكولومبو ومسقط وباريس ومانيلا وكاتمندو ودلهي.
لكن كل ذلك لا يعني أن مطار حمد الدولي قد بلغ سقف طموحه أو منتهى تطلعاته، فهو يستند إلى رؤية طموحة للغاية واستراتيجية رائدة يسعى من خلالها لأن يصبح مطاراً للمستقبل يلبي الاحتياجات المتطورة لمسافريه ويعزز مكانته العالمية باعتباره محوراً للطيران العالمي والخيار المفضل للمسافرين عبر العالم.
وفي هذا السياق علَّق السيد حمد الخاطر، الرئيس التنفيذي للعمليات بمطار حمد الدولي بقوله: “نحتفل في مطار حمد الدولي هذا العام بمرور عشر سنوات على بدء العمليات التشغيلية، ونحن في الوقت نفسه ندرك أن المطار لا يزال يمضي في مسيرته نحو تحقيق كامل إمكاناته ورؤيته الطموحة. نحن نتطلع إلى المزيد من النجاح في المستقبل بالتعاون بشكل وثيق مع شركائنا من أجل تعزيز مكانة المطار باعتباره محوراً حيوياً للطيران العالمي. كما نتابع استكمال أعمال مشروع التوسعة والتي تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 65 – 70 مليون مسافر سنوياً”. ومع الانتهاء من أعمال مشروع التوسعة الجارية بمرحلته الثانية، والمتوقع خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، ستتم إضافة 17 بوابة للصعود والنزول من الطائرة، بما يضمن تقديم أفضل تجربة سفر من خلال البوابات المتصلة بالطائرات وخفض استخدام الحافلات لنقل المسافرين بين البوابات والطائرات.
وتابع الخاطر قائلاً: “مع مواكبة النمو الكبير في حركة السفر العالمية، نحن نسعى إلى تعزيز مكانة المطار كأفضل مطار في العالم من خلال تطبيق الاستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تطوير مرافق المطار وبنيته التحتية بما يضمن استمرارية تقديم أفضل تجربة سفر تلبي تطلعات المسافرين”.
وقد شهد مطار حمد الدولي تطوراً هائلاً في مرافقه التي تستهدف الارتقاء بتجربة السفر خلال سنواته العشر الأولى بما يتيح للمسافرين الاستفادة من خدمات ذاتية مثل تسجيل الوصول والفحص الأمني وتسليم الحقائب قبل وصولهم إلى نقطة مراقبة الجوازات. وللراغبين في الحصول على قسط من الراحة أو الهدوء، يضم المطار 17 غرفة استراحة مخصصة للعائلات والذكور والإناث، وكذلك 74 مصلى ومسجداً يعد من روائع التحف المعمارية في قطر.
ولضمان حصول مسافريه على تجربة سلسة عبر منطقة مراقبة الجوازات، يعمل المطار على زيادة عدد البوابات الإلكترونية، حيث يوجد به 72 كاونتر لمراقبة الجوازات و60 بوابة إلكترونية.
وفي السياق نفسه، حقق المطار نجاحاً كبيراً في تقليل الأوقات التي يستغرقها المسافرون في طوابير الانتظار، حيث أصبح أكثر من 95 % من مسافريه يُمضون أقل من خمس دقائق في نقاط الفحص الأمني، دونما أي إخلال بالمعايير الأمنية المطبقة. ومنذ افتتاحه في عام 2014، شهد مطار حمد الدولي تطوراً سريعاً جعله وجهة في حد ذاته للمسافرين، حيث يمكنهم أن يستكشفوا من خلاله مئات الأنشطة الفريدة ويصنعوا أجمل الذكريات، بداية من التسوق وتناول أشهى المأكولات والمشروبات إلى الانغماس في أجواء من الهدوء والاسترخاء. وقد تُرجم كل ذلك إلى مستويات عالية من الرضا بين مسافري المطار الذين دأبوا على التصويت له بحماس في تلك الجوائز التي تأخذ تعليقات وآراء المسافرين بعين الاعتبار في تقييماتها للمطارات العالمية.
– وجهة رائعة للتسوق
توج مطار حمد الدولي بلقب “أفضل مطار للتسوق في العالم” مرتين متتاليتين خلال عامي 2023 و2024 وذلك ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية، حيث يقدم المطار تجربة تسوق استثنائية وفريدة من نوعها لمسافريه.
ويحتضن المطار المئات من المتاجر المتنوعة، بداية من المتاجر التي تقدم خصومات لا تُضاهى على السلع المعفاة من الضرائب وصولاً إلى المتاجر الفاخرة الراقية، مثل لويس فيتون، وهيرميس، وديور، وغوتشي، وتيفاني آند كو.
كما يُتيح لمسافريه فرصة التسوق في واحدة من أكبر مناطق التسوق بالمطارات في العالم، والتي تقدم تشكيلة غنية ومتنوعة تضم أفخم العطور ومستحضرات التجميل وأحدث صيحات الموضة والمجوهرات والإلكترونيات والألعاب والحلويات، وتضم فيما بينها العديد من المنافذ الحصرية والأولى من نوعها في قطر والعالم.
– الاستمتاع بخيارات الضيافة
تأخذك تجربة الطعام في مطار حمد الدولي إلى رحلة استثنائية بين النكهات، حيث يقدم لمسافريه تجارب فريدة هي الأولى من نوعها في المطارات. ويتيح لهم فرصة نادرة للاستمتاع بمذاقات وأجواء “شاي هارودز” الفاخرة، و مقهى “أوريو”، وتفرد كل من مقهى “فندي” ومقهى “رالف” اللذين يؤكدان تميز المطار. كما تضم ساحات الطعام المختلفة تشكيلة مثالية ومتنوعة من المأكولات المحلية والعالمية، بما في ذلك مطعم “ستريت بيتزا” للشيف الشهير جوردون رامزي.
– حديقة “أورتشارد” الرائعة
تمتد حديقة “أورتشارد” على مساحة كبيرة تبلغ 6 آلاف متر مربع، وهي تتألق دائماً بفضل ذلك التناغم المنعش بين الماء والضوء والنباتات، بما يبعث على الاسترخاء ويحفز المشاعر الإيجابية. في هذا الفضاء، يعثر المسافرون على حديقة استوائية تزخر بأشكال زاهية ومتنوعة من الحياة النباتية والأشجار، لتشكل بذلك وجهة جذب رئيسية داخل المطار، سواء للقاءات أو لعيش لحظات من الهدوء في أحضان الطبيعة بما ينأى بالمسافرين عن ضغوط السفر وأجواء المطارات. كما توفر حديقة “أورتشارد” للمسافرين تجارب تسوق وتذوق أطعمة فريدة يقدمها أكثر من 65 متجراً ومطعماً عالمياً بما في ذلك متجر “لويس فيتون” الفاخر بواجهته المصنوعة من البلاستيك المُعاد تدويره ومتجر “فيندي” الأنيق المؤلف من طابقين. وتوفر حديقة “أورتشارد” للمسافرين أجواء خلابة تعزز مشاعر الهدوء والسكينة بين زوارها من مسافري المطار.
– ضيافة لا تضاهى
يتألق فندق أوريكس المطار الذي يشغل موقعًا استراتيجياً داخل المطار، والحائز على العديد من الجوائز المرموقة، حيث يضم 100 غرفة عصرية محاطة بأجواء من الهدوء والأناقة، ومتاحة لجميع المسافرين سواء كانوا مغادرين إلى وجهات أخرى أو عائدين. ويتبنى الفندق رؤية بيئية مستدامة حيث نجح منذ سنوات في التخلي عن عبوات المياه البلاستيكية واستبدلها بأخرى صديقة للبيئة يمكن إعادة تدويرها بالكامل، لاسيما وأنه كان يتخلص من 100 ألف عبوة بلاستيكية سنوياً. كما يُعنى الفندق بأدق تفاصيل تجربة الإقامة فيه، مما يضمن لضيوفه تجربة ضيافة فاخرة لا تُضاهى.
– صالات انتظار المسافرين
يضم مطار حمد الدولي 19 صالة تم تصميمها خصيصاً لتعزيز تجربة مسافري المطار وهي توفر أعلى مستويات الرفاهية والفخامة التي تضاهي خدمات فنادق الخمس النجوم. وقد حصدت صالة المرجان لدرجة رجال الأعمال – الجنوبية، على لقب «أفضل صالة لتناول الطعام» لدرجة رجال الأعمال في العالم وفقاً لجوائز سكاي تراكس العالمية. ويمكن للمسافرين حجز خدمة الصالات عبر الإنترنت بكل سهولة، بما يتيح لهم الاستمتاع بتجارب تعكس أصالة الضيافة العربية الأصيلة، وأجواء تحاكي رفاهية المنتجعات والتلذذ بخيارات الطعام الفاخرة سواء كانت بنظام القائمة الانتقائية أو البوفيه، بالإضافة إلى توفير مرافق استحمام مريحة وخدمة ضيافة استثنائية.
– مرافق للعائلات
وفي إطار حرصه على الارتقاء بتجرية السفر لجميع مسافريه، يوفر مطار حمد الدولي ممرات فحص مخصصة للعائلات التي تصطحب أطفالاً وذلك لتقليل أوقات انتظار العائلات عند نقاط الفحص الأمني وتوفير المساعدة اللازمة لهذه الفئة، بما يجعل السفر بصحبة الأطفال عبر المطار سفراً ممتعاً لا عناء فيه. ويضم المطار مجموعة من المناطق التفاعلية المخصصة للعب الأطفال الذين يمكنهم الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية التي توفرها هذه المناطق.