في قلب إندونيسيا التي تعد أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، تتداخل الأساطير المحلية مع التقاليد الإسلامية، وهذا يخلق قصصا شعبية تحمل طابعا روحانيا عميقا. ومن بين هذه الأساطير، تبرز قصة كهف صافارودي غرب جاوة، حيث يعتقد الكثيرون أنه يحتوي على ممر خفي يؤدي مباشرة إلى مكة المكرمة.
تستند هذه المعتقدات إلى روايات محلية تشير إلى أن الشيخ عبد المحيي، وهو شخصية صوفية بارزة في القرن الـ17، استخدم هذا الممر للسفر إلى مكة بطريقة روحانية. كما يُعتقد أن المياه المتدفقة داخل الكهف تحمل بركات مشابهة لماء زمزم، ما يجعل الموقع وجهة روحية للعديد من الإندونيسيين.
في غرب جاوة بإندونيسيا، يزور الآلاف كهف صافارودي، معتقدين أنه يحتوي على ممر خفي يؤدي إلى مدينة مكة، لأداء مناسك الحج.
يأتي البعض لاختبار طقس قديم، بينما يسعى آخرون للحصول على البركة مما يعتقدون أنه ماء مقدس. pic.twitter.com/yQ6kmFuzxE— BBC News عربي (@BBCArabic) March 12, 2025
أسطورة الممر السري.. رحلة “روحانية” إلى مكة
يُقال إن الشيخ عبد المحيي كان وليا صالحا، يمتلك كرامات خاصة مكّنته من اكتشاف ممر سري داخل الكهف، يسمح بالسفر الروحي والجسدي إلى مكة لأداء مناسك الحج.
وتشير الروايات الشعبية إلى أن هناك فتحة غامضة داخل الكهف، وإذا كان حجم رأس الشخص مناسبا لها، فإنه قادر على الدخول والسفر مباشرة إلى مكة بطريقة لا يمكن تفسيرها علميا.
أما المياه المباركة داخل الكهف، فيُعتقد أنها تحمل خصائص شبيهة بماء زمزم بحسب الروايات الشعبية، حيث يحرص الزوار على الشرب منها أو أخذها معهم طلبا للبركة.
“حج رمزي” للفقراء.. طقوس الزوار داخل الكهف
نظرا لصعوبة تحمل تكاليف الحج بالنسبة للكثير من الإندونيسيين، أصبح كهف صافارودي بمثابة بديل روحي، حيث يؤدي الزوار صلواتهم ودعواتهم معتقدين أن دخولهم إلى الكهف يمنحهم بركات روحية تعادل زيارة مكة.
ووفقا لتقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يتوافد آلاف الزوار سنويا إلى الكهف بحثا عن التقرب الروحي، سواء من خلال الدعاء والصلاة أو عبر استكشاف الكهف وتلمّس جدرانه اعتقادا بأن ذلك يجلب الخير والبركة.
وتُعد هذه الأسطورة جزءا من التقاليد الصوفية المنتشرة في إندونيسيا، حيث يحظى الأولياء والصالحون بمكانة روحية، وهذا لا يجعل الكهف مجرد موقع جغرافي، بل يجعله أيضا رمزا للروحانية والإيمان العميق.