تحولت الجلسة الافتتاحية للدورة الربيعية للبرلمان الصربي إلى مشهد فوضوي، بعدما أقدم نواب المعارضة على إشعال القنابل الدخانية وإطلاق الغاز المسيل للدموع، في خطوة تصعيدية لدعم الاحتجاجات المناهضة للفساد التي تهز البلاد منذ أشهر.
وخلال الجلسة التي عُقدت يوم أمس الثلاثاء، وبعد تصويت الائتلاف الحاكم بقيادة الحزب التقدمي الصربي على جدول الأعمال، اندفع عدد من نواب المعارضة نحو رئيسة البرلمان آنا برنابيتش، مما أدى إلى اشتباك بينهم وبين حراس الأمن.
وفي مشهد دراماتيكي، ألقى بعض النواب قنابل دخانية داخل القاعة، تسببت في انتشار دخان أسود ووردي، وسط نقل تلفزيوني مباشر يُظهر حالة من الذعر والفوضى داخل البرلمان.
#Serbia 🇷🇸: another crazy day in the parliament as opposition lawmakers lit fireworks in protests of #Vucic‘s corrupt government. pic.twitter.com/gzGWMPQ9yc
— Thomas van Linge (@ThomasVLinge) March 4, 2025
إصابات بين النواب واستمرار التوتر السياسي
ووفقا لقناة “إن1” الصربية التابعة لشبكة “سي إن إن”، فقد أصيب 3 من أعضاء الحزب الحاكم خلال الاشتباكات، بينهم امرأة حامل، بينما تعرض أحدهم لسكتة دماغية ونقل إلى المستشفى في حالة حرجة.
وفي ردها على احتجاجات المعارضة، قالت رئيسة البرلمان آنا برنابيتش في تصريح شديد اللهجة “لقد فشلت ثورتكم الملونة، وستستمر صربيا في العمل والانتصار”.
ورغم حالة الفوضى التي شهدتها الجلسة، شددت برنابيتش على أن البرلمان سيواصل عمله، متعهدة بالدفاع عن استقرار صربيا في مواجهة الضغوط السياسية المتزايدة.
احتجاجات على الفساد وإدارة الحكومة
وتأتي هذه الأحداث في ظل احتجاجات شعبية واسعة تقودها الحركات الطلابية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما تسبب انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد بمقتل 15 شخصا.
وأشعل الحادث موجة غضب شعبي، إذ يُنظر إليه على أنه نتاج للفساد وسوء إدارة مشاريع البنية التحتية. وأدت الضغوط الشعبية إلى استقالة عدد من كبار المسؤولين، منهم رئيس الوزراء الصربي في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت المحطة قد خضعت لأعمال تجديد واسعة النطاق قبل الكارثة، مما أثار مخاوف بشأن الرقابة الحكومية وسلامة المشاريع التنموية، وفتح باب التساؤلات عن مدى تفشي الفساد في مؤسسات الدولة.