لم يعرف العرب قديما القهوة التي نشربها اليوم، لكنهم عرفوا كلمة “القهوة” وكانوا يطلقونها على الخمر حتى اكتشفوا شراب البن في اليمن، فاستعاروا له هذا الاسم فذاع وانتشر في أرجاء العالم.
وحسب ما كشف برنامج “تأملات” في حلقته (2023/9/5)، فقد اتفق كثير من المؤرخين على أن الفقيه الصوفي علي بن عمر الشاذلي هو المكتشف الأول لشراب القهوة، وقد صح عنه أنه قام برحلة إلى الحبشة حيث عرف هناك “البن”.
وتوفي الشاذلي قبل أكثر من 600 سنة، وإليه ينسب الفضل حين الحديث عن قهوة شاذلية، ولبلدته المخا اليمنية تعود تسمية الموكا.. قهوة الموكا هي قهوة المخا.
وتوجد عدة روايات بشأن اكتشاف البن في اليمن، منها أن المكتشف رأى قطعانا من المواشي دبّ فيها النشاط بعد أن تناولت ثمار شجرة البن.
وهناك أخرى رواية أخرى تقول إنه بلغ منه الجوع مبلغا فأخذ حبة بن ومضغها، فما كاد يسيغها لشدة المرار، فوضعها على النار فازدادت صلابة، ثم وضعها في الماء حتى تلين فاصطبغ منها الماء بلون داكن، وحين شرب الماء وجد له طعما وأثرا على نشاطه البدني والذهني.
ورغم تعدد الروايات القصص فإن الثابت أن الفضل يعود إلى اليمن في اكتشاف القهوة التي انتقلت بعدها إلى مكة والمدينة ومنهما للقاهرة ودمشق، ومنهما إلى إسطنبول، ومنها انتشرت القهوة في أوروبا ثم في العالم.
ومن العربية انتقلت مفردة “القهوة” إلى التركية، فقالوا “كاهفي” وإلى الهولندية فقالوا “كوفي”، وهي قريبة من تسمية الإنجليز وإن اختلفت كتابتها.
أما تسمية القهوة فقيل إنها سميت بذلك لأنها تُقهي عن الطعام، أي تذهب بشهوة الطعام.
وورد في حلقة برنامج “تأملات” أن العرب أوجدوا تسمية القهوة قبل أن تكون هناك قهوة.
ويقول الشاعر الجاهلي الأعشى الذي عاش قبل أكثر من 1400سنة:
نازعتُهم قُضُبَ الريحان متكئا
وقهوةً مُزَّةً راووقها خَضِلُ.