❖ سيد محمد
– المشروع يعكس رؤية وطنية للتنمية العمرانية المستدامة ذات الجذور الثقافية
– جميع المباني حاصلة على شهادات LEED الذهبية أو البلاتينية
أكدت «جلف بيزنس»، الاقتصادية المتخصصة في شؤون المنطقة، الأهمية الاستثنائية لمدينة مشيرب قلب الدوحة التي تُقدم بديلاً متميزاً وأكثر رسوخاً، يمزج بين التراث والاستدامة والتخطيط العمراني الذكي، حسب وصف المجلة. واضافت في تقرير ومقابلة مع المهندس علي الكواري، الرئيس التنفيذي لــ “مشيرب العقارية”، إنه في منطقة غالباً ما يُربط فيها الطموح المعماري بالحجم والروعة، يُمثل مشروع مشيرب قلب الدوحة تناقضاً جريئاً حيث تم إنشاء مشروع تطوير عمراني مُجدد بمساحة 31 هكتاراً، يرتكز على التراث والاستدامة والتخطيط العمراني المُركز على الإنسان. واشارت المجلة الى أن مشيرب، كانت قلب الدوحة القديمة التاريخي، وهي منطقة سكنية وتجارية مزدهرة. ويُشيد تحولها اليوم بهذا الإرث، ويُشكل في الوقت نفسه مستقبل الحياة الحضرية في قطر.
ويقول التقرير إن شركة مشيرب العقارية، وبدعم من مؤسسة قطر وجهاز قطر للاستثمار، طورت هذا المشروع الذي يعكس رؤية وطنية للتنمية العمرانية المستدامة ذات الجذور الثقافية. وينقل التقرير عن المهندس علي الكواري، الرئيس التنفيذي لـ مشيرب العقارية قوله: «لم يكن هذا المشروع يهدف إلى بناء أكبر المشاريع أو أكثرها جرأة، بل كان يهدف إلى بناء شيء خالد – شيء يُعيد الناس إلى روح الحياة الحضرية». ويضيف: «تستند المبادئ التوجيهية للمشروع إلى التراث والثقافة، والابتكار، والبيئة، وتكنولوجيا المدن الذكية، والاستدامة، والتنقل، والرفاهية». ويرتكز جوهره على احترام عميق لأسلوب حياة المجتمعات القطرية التقليدية: هياكل اجتماعية مترابطة، وشوارع ملائمة للمشي، وهندسة معمارية بمقاييس بشرية تُعزز التواصل. ويوضح الكواري: «منذ البداية، أردنا إعادة الناس إلى جذورهم وإعادة اكتشاف روح المجتمع والترابط». ويقول التقرير إن هذا الطموح تحقق بعد تعاون دؤوب استمر ثلاث سنوات مع أكاديميين ومخططي مدن عالميين. ويؤكد الكواري قائلاً: «لقد طورنا تعريفًا جديدًا للغة المعمارية تعكس التاريخ الثقافي لقطر».
– سمات المشروع
وحسب التقرير؛ من أبرز سمات مشروع مشيرب قلب الدوحة استخدام المساكن ذات الفناء، في إشارة إلى تصميم المنازل القطرية التقليدية. وتتوزع المنازل السكنية حول ساحات مركزية توفر الخصوصية وتعزز التواصل المجتمعي.
وتُوسّع براحة مشيرب، الساحة العامة الرئيسية الواقعة بين المركز الثقافي M7 وفندق ماندارين أورينتال، هذا النهج ليشمل نطاق المجتمع. فهي تستلهم من المجلس التقليدي لخلق مساحة للتجمع والتجارة والتبادل. ويضيف الكواري قائلاً: «حرصنا على ابتكار منهجية معمارية متميزة تُجسّد عمق التراث الثقافي القطري». و يتذكر الكواري أن أحد أكبر التحديات كان اختيار عناصر الماضي المعماري الغني لقطر التي يجب الحفاظ عليها. «لقد كان لدينا وفرة من الإلهام. لكن الصعوبة كانت في اختيار العناصر التي سنبرزها لتحقيق التوازن الأمثل بين الماضي والحاضر»، وكانت النتيجة: سرد معماري راقي، ليس جذابًا بصريًا فحسب، بل متماسكًا اجتماعيًا وثقافيًا أيضًا. و في الواقع، يُعد مزيج مشيرب من الحداثة والتقاليد الآن معيارًا يُحتذى به في المنطقة.
– الاستدامة والجمال
ومع ذلك، فإن مشيرب قلب الدوحة لا يقتصر على الجماليات فحسب، بل هو مدينة ذكية ترتكز على تصميم حضري تراثي مستدام، حيث حصلت جميع مبانيها على شهادات LEED الذهبية أو البلاتينية.
وحصلت الشركة المطورة على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزتا «التنمية المستدامة للعام» و»التميز في تخطيط المدن الذكية» من جوائز العقارات الآسيوية 2025، مما عزز مكانتها المرموقة في مجال التطوير الحضري الذي يركز على الإنسان. كما وقّعت مشيرب العقارية مؤخرًا شراكة استراتيجية مع شركة الاستشارات العالمية «كوندال»، لإزالة الكربون من كامل محفظة عقاراتها في المنطقة. تُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها بهذا الحجم في قطر في مجال التجديد الحضري، وتمثل خطوة مهمة نحو تقليل البصمة الكربونية لأحد أبرز المشاريع الحضرية في البلاد. يقول الكواري: «لطالما كانت الاستدامة المبدأ الأساسي للمدينة، حيث بُنيت من الداخل إلى الخارج». ويضيف: «حرصنا على استخدام أحدث التقنيات المتاحة واعتمدنا منهجيات تصميم تُشجع الممارسات المستدامة وتُحسّن جودة الحياة. ويقول الكواري: يُظهر حصول ثلاثة من مبانينا التجارية على شهادة GOLD Smartscore التزامنا الراسخ بالابتكار والاستدامة والتكامل التكنولوجي، حيث نُعدّ أول من يحقق هذا الإنجاز في قطر». وصُممت المباني بحيث يظلل بعضها البعض، واستخدمت مواد فاتحة اللون لتقليل امتصاص حرارة الشمس، وتضم واجهاتها زجاجًا عازلًا للحرارة وجدرانًا أكثر سمكًا لتقليل استهلاك الطاقة. كما تضم أكثر من 6400 لوح شمسي على الأسطح لتوليد الطاقة، و1400 لوح آخر للاستفادة من تقنيات الطاقة النظيفة.