احتياطياته تقفز 66.31 % لتسجل 57.16 مليار ريال في ختام نوفمبر..

❖ سيد محمد

– سعر قياسي للذهب يتجاوز 4500 دولار للأوقية

– المعدن النفيس أصبح أحد أبرز أدوات التحوط 

– أسعار الذهب زادت بأكثر من 70 % منذ بداية العام الجاري

– ما يحدث ليس مجرد فقاعة عابرة بل إعادة تسعير شاملة

التوجه نحو السبائك والذهب الخام لتعظيم العائد الاستثماري

– توقعات بارتفاع السعر إلى 5000 دولار في الربع الأول من 2026

يجمع المحللون وخبراء الاقتصاد على أن عام 2025 كان العام الذهبي للمعدن الأصفر في السوق المحلي القطري وبالأسواق العالمية. وحسب بيانات مصرف قطر المركزي فقد سجلت الاحتياطيات النقدية والسيولة لدى مصرف قطر المركزي نمواً إيجابيا لتصل إلى مستوى قياسي جديد في نهاية شهر نوفمبر 2025؛ إذ ارتفعت بنسبة 2.65% سنوياً بما يُعادل 6.76 مليار ريال وصل إجمالي الاحتياطيات والسيولة نهاية الشهر الماضي إلى 261.50 مليار ريال، واستفاد الاحتياطي الأجنبي لقطر خلال العام من نمو احتياطي الذهب الذي سجل 57.16 مليار ريال في ختام نوفمبر، بقفزة بلغت 66.31% عن مستواه في الشهر ذاته من العام المنصرم البالغ 34.37 مليار ريال، كما نما 4.78% شهرياً.

وافتتحت أسعار الذهب في قطر تعاملات صباح السبت 27 ديسمبر 2025 على تحركات محدودة، في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق العالمية مع متابعة تطورات الاقتصاد الدولي وتأثيرها على سعر الأوقية. وفتح سعر الذهب عيار 24 على 512 ريالا، وعيار 22 على 472 ريالا، وعيار 21 على 457 ريالا، وعيار 18 على 382 ريالا. وتعكس هذه الأسعار ارتباط السوق القطرية بالتحركات العالمية للذهب، حيث يظل المعدن النفيس أحد أبرز أدوات التحوط في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

وخلال شهر نوفمبر ارتفع سعر الذهب في السوق القطرية بنسبة 5.24 في المائة ليصل إلى 4210.10990 دولار للأوقية، وقد تجاوز هذه المستويات لاحقا مدعوما بالصعود التاريخي لأسعار الذهب عالميا. 

وسجل سعر الذهب في قطر والعالم سعرا قياسيا مقتربا من تجاوز المستوى الرئيس البالغ 4500 دولار للأوقية، مع إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر باعتباره من أصول الملاذ الآمن وسط التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بينما سجلت الفضة أعلى مستوياتها على الإطلاق. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.7 بالمائة إلى 4476.15 دولار للأوقية “الأونصة”، بعدما سجل مستوى قياسيا عند 4497.55 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير 0.9% إلى 4509.80 دولار للأوقية.

 وارتفع الذهب، الذي يعد ملاذا خلال الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، بأكثر من 70 % منذ بداية العام الجاري، مستفيدا من مزيج قوي من المخاطر الجيوسياسية ورهانات خفض الفائدة وشراء البنوك المركزية كميات كبيرة منه والتخلي عن الدولار وتجدد تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 % إلى 69.44 دولار للأوقية بعد أن لامست مستوى قياسيا مرتفعا بلغ 69.98 دولار، فيما تجاوزت مكاسبها منذ بداية العام 141% وتفوقت على الذهب بسبب نقص المعروض والطلب الصناعي. وقفز البلاتين في المعاملات الفورية 2.2% إلى 2167.25 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له في أكثر من 17 عاما، بينما زاد البلاديوم 2.5% إلى 1803.91 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات تقريبا.

وحسب المحللين الاقتصاديين فإن البيانات الاقتصادية تؤكد أن ما يحدث ليس مجرد فقاعة سعرية عابرة، بل هو إعادة تسعير شاملة للمعدن الأصفر كأصل نقدي في نظام مالي عالمي جديد يتسم بالضبابية. والعوامل التي دفعت الأسعار لهذا المستوى – من التوترات الجيوسياسية في فنزويلا إلى سياسات الفائدة الأمريكية – لا تزال قائمة ومرشحة للتصاعد. لذا، تشير التوقعات إلى أن الذهب قد يواصل مساره الصاعد ليستهدف مستويات 4,500 دولار للأونصة وما بعدها في عام 2026. وبالنسبة للمواطن والمستثمر في قطر، تفرض هذه الأسعار واقعا يتطلب الحكمة، فالذهب أثبت أنه الحصن المنيع ضد تآكل القوة الشرائية، ولكنه في الوقت ذاته أصبح أصلا عالي التكلفة يتطلب قرارات شرائية مدروسة، مع التوجه نحو السبائك والذهب الخام لتعظيم العائد الاستثماري وتقليل تكاليف المصنعية المهدرة.

وفي هذا السياق يقول هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن ارتفاعات أسعار الذهب تؤثر على معدلات البيع في الأسواق. وأضاف خلال تصريح صحفي، أن 2025 هو العام الذهبي للذهب، موضحاً أن نسبة الزيادة منذ بداية العام حتى الآن بلغت نحو 75%. مؤكداً أن الأسعار الحالية تمثل أرقاماً قياسية وغير مسبوقة. وأشار ميلاد إلى أن سعر الأونصة ارتفعت لأكثر من 4500 دولار، علماً بأن هذا المستوى كان من المتوقع تسجيله في 2026، لكن من المتوقع أن يرتفع السعر إلى 5000 دولار في الربع الأول من 2026. ونصح بالشراء لأنّ الذهب لا يمكن وضع سقف أو حد أقصى له، موضحاً أن المؤشرات تفيد بأن الذهب يتجه لمزيد من المستويات القياسية. ونوه بأن الفيدرالي الأمريكي يواصل سياسة خفض الفائدة، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يصر على خفض سعر الدولار؛ وبالتالي فالبديل الذي يزيد عكسياً هو الذهب.

شاركها.
Exit mobile version