حسين عرقاب
أعلن رئيس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة المهندس عبد اللطيف اليافعي عن إطلاق النسخة الثالثة في 27 من شهر نوفمبر المقبل، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وبالشراكة مع وزارة التجارة والصناعة، و تحت شعار “استمرارية الأعمال- المرونة الوطنية والتعافي من الكوارث”.
وجرى الكشف عن تفاصيل هذه النسخة خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره أمس كل من المهندس عبداللطيف اليافعي رئيس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة، بالإضافة إلى السيد جاسم محمد النعمة، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة التجارة والصناعة، ومجموعة من ممثلي الشركات المعنية بهذا المؤتمر، الذي من المنتظر أن يعمل على تعزيز دور قطاع ريادة الأعمال في تقوية الاقتصاد الوطني، وتحقيق رؤية قطر 2030.
أهمية الحدث
وبهذه المناسبة أكد المهندس عبد اللطيف اليافعي رئيس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة في نسخته الثالثة، على أهمية هذا الحدث المعزز لمسيرة النجاح التي بدأتها الدولة في جميع القطاعات وتشمل قطاع ريادة الأعمال والتجارة والصناعة وقطاع البنوك والمصارف وقطاع الخدمات وتشمل الخدمات الصحية والمواصلات واللوجستية وتعزيز الأمن الغذائي والأمن السيبراني، وغيرها، قبل سنوات من الآن، مشيرا إلى الدور الكبير لقطاع ريادة الأعمال في تحقيق رؤية قطر 2030، باعتباره أحد أهم الأعمدة التي تبني عليها الدولة سياستها المستقبلية، الرامية إلى تنويع مصادر الدخل، لافتا إلى أن النجاح في تحقيق الأهداف الاقتصادية المرسومة يتطلب منا دمج إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال والمرونة في كل القطاعات للوصول إلى المرونة الوطنية الشاملة، التي تضمن لنا الصمود في وجه التقلبات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، ومواصلة السير إلى الأمام وتسجيل المزيد من الأرقام الإيجابية في كل القطاعات بما فيها التجارة والصناعة والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية والأمن السيبراني، لافتا إلى الدعم الحكومي اللامتناهي لقطاع ريادة الأعمال، الذي تمكن بفضل دعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من تجاوز العديد من العقبات، والتعافي منها بأقل الأضرار الممكنة.
نسخة مختلفة
الفرق بين النسخ الماضية وهذه النسخة هو تغير المعطيات ومرور العالم بما فيه قطر بالعديد من الأزمات، والتي نتج عنها العديد من الدروس التي يجب أن يستفاد منها عبر مثل هذه الملتقيات، التي تتناول العديد من المحاور المهمة لاستمرارية الأعمال، ومن بينها دور إدارة المخاطر في مختلف الشركات وإسهاماتها في الحفاظ على نمو أي مشروع، وهو ما ينبغي على الشركات الصغيرة الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة إذا ما أرادت الوصول إلى كل مبتغياتها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على موضوع المدن والبنية التحتية لها، والتي من شأنها تعزيز ثقة المستثمر المحلي والأجنبي، ضاربا المثال بلوسيل التي تعد اليوم واحدة من بين المدن النموذجية، متوقعا أن تشهد النسخة الحالية من المؤتمر مشاركة حوالي 150 إلى 200 شركة تابعة للقطاعين الحكومي والخاص، مؤكدا فتح الابواب أمام جميع المؤسسات الراغبة في التواجد في المؤتمر.
حجر الارتكاز
وشدد اليافعي على تزايد أهمية استمرارية الأعمال والمرونة، معتبرا إياها حجر الارتكاز لكل من الكيانات الخاصة والعامة، والتي نجحت بواسطة هذه التدابير في مهمة تخطي العديد من العقبات والأزمات التي اصطدمت بها، قائلا بأن اعتماد استمرارية الأعمال والمرونة يظهر رغبة في التميز بما يتجاوز المواصفات القياسية الدولية، لتعزيز استعداد الشركات بعيدا عن تخصصاتها أو طبيعة عملها لمواجهة الكوارث والأزمات على اختلاف أنواعها، وهو ما يتوافق والمؤتمر الثالث لاستمرارية الأعمال والمرونة، الذي يقام هذا العام تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بشعار “استمرارية الأعمال – المرونة الوطنية والتعافي من الكوارث، مبينا الأهداف المرجوة من النسخة الثالثة المرتقبة نهاية شهر نوفمبر المقبل، وعلى رأسها تسليط الضوء على الدور الهام لاستمرارية الأعمال والمرونة في ضخ المزيد من الثقة في المستثمرين ورجال الأعمال في قطر وخارجها.
الجوائز المقدمة
كما أعلن اليافعي عن الجائزة الوطنية للتميز 2023 في مجال إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال والمرونة لتحفيز التميز المؤسسي والفردي بمعيار شفاف وآلية واضحة لاختيار أفضل المتقدمين للجوائز 6 وهي المرونة الوطنية، والمُزود الوطني للاستمرارية والمرونة، والوافد الجديد للاستمرارية الوطنية والمرونة، بالإضافة إلى مُتخصص الاستمرارية والمرونة الوطنية ” القطاع العام”، وتخصص الاستمرارية والمرونة الوطنية “القطاع الخاص”، التعافي الوطني الأكثر فعالية، حيث سيتم تقديم الطلبات مباشرةً إلى لجنة الخبراء المكونة من أفضل الخبراء المحليين والدوليين وذلك بهدف تحفيز الشركات للسعي نحو التميز والتحسين المستمر للمنتجات والخدمات على أن يكون الموعد النهائي لتلقي الترشيحات هو 15 نوفمبر 2023 وسوف يتم الإعلان عن الفائزين وتكريمهم خلال المؤتمر.
تسهيلات لازمة
من ناحيته أكد السيد جاسم محمد النعمة، مدير العلاقات العامة والاتصال من وزارة التجارة والصناعة حرص الوزارة على دعم قطاع ريادة الأعمال، وتقديم كل التسهيلات اللازمة للنهوض بهذا المجال بالصورة المطلوبة، وتفعيل دوره الكامل في تحقيق رؤية قطر 2030، بالذات فيما يتعلق بالجانب الرقمي عبر مجموعة من الخدمات في مقدمتها النافذة الواحدة التي أسهمت بشكل كبير في تسريع وتيرة تطور المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو ما تعمل الوزارة على الاعلان عنه عبر مؤتمر خاص في الفترة المقبلة، مشيدا بالمجهودات التي تبذلها اللجنة المنظمة للمؤتمر في تنظيم هذ المؤتمر، والتي ترجمت على أرض الواقع بنسخة ثالثة.
وتابع النعمة أن المؤتمر الثالث لمؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة سيسهم دون أي أدنى شك في المضي خطوة أخرى نحو الأمام في شتى القطاعات، عن طريق طرحه لمنصة مميزة للنقاش وتبادل المعارف والخبرات، الغاية منها استنتاج الدروس اللازمة من تجارب الخبراء في هذا القطاع، والاستراتيجيات التي وقفت وراء تخطيهم لمختلف التحديات، والوصول لأفضل النتائج الممكنة من حيث الأعمال والمرونة، وهو ما بمقدور شركاتنا في قطر تأكيده على أرض الواقع، وهي التي أبانت سابقا عن رغبة لامتناهية في الاستفادة من خبرات بعضها البعض في هذا القطاع.
النسخ السابقة
ويشار إلى أن النسخة الأولى للمؤتمر كانت قد أقيمت في عام 2017 تحت شعار “استمرارية الأعمال..ثبات وانجازات”، حيث حظي باهتمام كبير من طرف القطاعين العام والخاص، وقد استقطب المؤتمر العديد من الكيانات الاقتصادية والصناعية والخدمية والإعلامية في إطار شراكات أو رعاة والذي عُقد تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة في 3 ديسمبر 2017، وبشراكة استراتيجية مع رابطة رجال الأعمال القطريين.
وجذب المؤتمر آنذاك أكثر من 400 مشارك من 153 مؤسسة وشركة، وخلص في الأخير لمجموعة من التوصيات الهادفة إلى تحقيق استمرارية الأعمال الحقيقية، في حين ركزت النسخة الثانية من المؤتمر والتي أقيمت في العام الموالي تحت شعار ” نحو اقتصاد موثوق” برعاية وزارة التجارة والصناعة، بالشراكة الاستراتيجية مع رابطة رجال الأعمال القطريين والشراكة المهنية مع كل من معهد استمرارية الأعمال في المملكة المتحدة، ومنتدى قطر لاستمرارية الأعمال، ومعهد إدارة المخاطر على تبادل الأفكار والتجارب واكتساب المعارف حول تحديات دمج استمرارية الأعمال والمرونة المؤسسية وإدارة المخاطر كجزء من حوكمة الشركات، وسلط المؤتمر الضوء على الدور الهام لإدارة المخاطر واستمرارية الأعمال والمرونة وأهمية التحول نحو المرونة المؤسسية في دعم الاقتصاد والمدن والمجتمعات في دولة قطر وتعزيز قدرتها على تفادي الكوارث والأزمات، وعمل المتخصصون والخبراء المشاركون خلال المؤتمر على تبادل المعلومات ذات الصلة بالطوارئ والحد من آثار الكوارث والجاهزية لها والاستجابة لها والتعافي منها.