20 في المئة نسبة انخفاض حجم تداول سوق العملات المشفرة في الأسابيع الأخيرة، وكل هذه الأمور تُعرف بعلامات التراجع بعد التماسك.
أما التأثر الأكبر فكان لعملة «بتكوين» التي سجلت الاثنين مستويات منخفضة دون 26 ألف دولار، إثر تراجعها 11.2 في المئة منذ بداية أغسطس آب الجاري.
ما الأسباب الرئيسية لتراجع «بتكوين»؟
أكبر تراجع شهدته « بتكوين» هذا الشهر، جاء بعد قرار الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، التخلي عن الاستثمار في العملة المشفرة، ما أثار قلق المستثمرين وأدى إلى زيادة حركة بيع الأصول الخطرة وهو ما أفقد «بتكوين» نحو تسعة في المئة خلال 24 ساعة.
من جهة أخرى، لا يزال النمو الاقتصادي العالمي يُظهر علامات ضعف على الرغم من انخفاض التضخم، خصوصاً في ما يتعلق بتعثر تعافي الاقتصاد الصيني الذي يعوّل عليه العالم أجمع.
كما أن وصول سندات الخزينة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً، يدفع المستثمرين للتخلي عن التداول بالأصول الخطرة طمعاً في المكاسب السهلة ذات العوائد المضمونة.
ما رأي الخبراء؟
قال رائد الأعمال والخبير في العملات المشفرة أندراس كريستوف، وهو أول من نشر جهاز صراف آلي للبتكوين على الإطلاق في سنغافورة، في حديث لـ«CNN الاقتصادية»: «قد يكون سعر تداول البتكوين الذي يقل عن 26 ألف دولار انعكاساً لتحديات الاقتصاد الكلي العالمية وتطورات سوق العملة المشفرة المتعلقة بالتشريعات الأميركية، لكن مستقبلها يظل مشرقاً».
وأضاف «في حين أن ظروف الاقتصاد الكلي والأحداث غير المتوقعة يمكن أن تؤثر على الاتجاهات قصيرة المدى، فإن آفاق بتكوين على المدى الطويل تظل متفائلة».
من جهته لفت نورمان وودنغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي في شركة التكنولوجيا المالية «سكريبت ديجيتال» ومقرها سويسرا، إلى أنه «قبل كل شيء، من الضروري أن نفهم أن سوق العملات المشفرة، وخاصة البتكوين، تتأثر بشدة بمزيج من ديناميكيات السوق والمشاعر».
ورداً على سؤال حول احتمال وصول بتكوين مجدداً إلى 20 ألف دولار، قال وودينغ «إن فهم مسار سعر البتكوين يشبه محاولة فك لغز معقد يحتوي على العديد من المتغيرات.. فإذا استمر اتجاه الرافعة المالية العالية، فقد نواجه المزيد من الضغط الهبوطي أو على الأقل حركة أسعار متقلبة».
وتابع «حتى لو كانت حركة الأسعار الحالية قد تثير الدهشة، علينا أن نفهم السياق الأوسع ونتذكر أن صناعة العملات المشفرة لا تزال في مرحلة المراهقة.. إنها منطقة متطورة ذات إمكانات هائلة، ومما لا شك فيه أن مسارها سوف يتأثر بعدة عوامل في الأشهر والسنوات المقبلة».
حالة خوف شديد وسط موجة بيع واسعة
أشارت معنويات سوق التشفير، الذي يرصده موقع «كوين ماركت كاب»، إلى حالة خوف شديد تجلت بتراجع المؤشر إلى النقطة 35 من 100، وكلما اقترب العدد من الصفر برهن ذلك على إفراط المستثمرين في البيع بشكل غير عقلاني، بينما يدل عند اقترابه من مستوى 100 إلى حالة نهم شديد للشراء.
كما تراجعت سوق العملات المشفرة 0.6 في المئة الاثنين، لتسجل قيمتها السوقية 1.05 تريليون دولار، وسط انخفاض غالبية العملات المشفرة المدرجة على موقع «كوين ماركت كاب».
انخفضت «بتكوين» -وهي أكبر العملات المشفرة وأكثرها تداولاً- بنسبة 0.5 في المئة مسجلة 25912 دولاراً، وقت إعداد هذا التقرير.
وتراجعت «الإيثريوم»، وهي ثاني أكبر عملة مشفّرة في السوق، بنسبة 0.6 في المئة خلال الـ24 ساعة الأخيرة لتبلغ 1638 دولاراً.
أما «بي إن بي» فقد خسرت نحو 0.4 في المئة لتبلغ 216 دولاراً، فيما تراجعت «دوجكوين» و«كاردانو» بنحو 1.16 في المئة و1.4 في المئة على التوالي.