سيد محمد
قال محللون ماليون لـ الشرق إن تأثير الرسوم الجمركية على بورصة قطر عارض ولن يطول بفعل عدد من العوامل الإيجابية المحلية وفي مقدمتها إعلان الشركات لنتائج الربع الأول مع بنك قطر الوطني الذي سيكون أول الشركات إعلانا عن النتائج المالية بعد غد الأربعاء. وفي تصريح لـ الشرق قال يوسف بوحليقة محلل الأسواق المالية إن مؤشرات الأسهم الخليجية شهدت خلال جلسة الأمس تراجعا جماعيا بالتزامن مع هبوط أسواق النفط والأسواق العالمية نهاية الأسبوع بعد رد الصين بفرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إلى أن مؤشر السوق القطري استهل تعاملاته على تراجع بأكثر من 500 نقطة دون الـ10000 نقطة، ليغلق منخفضا في أولى الجلسات عقب عطلة عيد الفطر، بضغط جماعي من القطاعات، وتزامناً مع تفاعل السوق للرسوم الجمركية المفروضة من الولايات المتحدة الأمريكية على مختلف دول العالم. وقد أثر على الجلسة تراجع جميع قطاعات البورصة السبع في مقدمتها الصناعات بـ6.30 %، بينما تذيل القائمة قطاع النقل بـ2.33 %. وتراجعت السيولة إلى 554.9 مليون ريال، مقابل 365.95 مليون ريال في جلسة الخميس الأسبق، وانخفضت أحجام التداول عند 234.12 مليون سهم، مقارنة بــ117.24 مليون سهم في الجلسة السابقة، وتم تنفيذ 29.75 ألف صفقة، مقابل 14.92 ألف صفقة الخميس الأسبق. ومن بين 52 سهماً نشطاً، تقدم سهم “صناعات قطر” تراجعات الأسهم البالغ عددها 51 سهماً بـ8.22 %، بينما ارتفع سعر سهم “استثمار القابضة” وحيداً بـ0.09 %، واستقر 3 أسهم. وجاء سهم “قامكو” في مقدمة نشاط الكميات بحجم بلغ 40.82 مليون سهم، وتصدر السيولة سهم “صناعات قطر” بقيمة 69.07 مليون ريال. وتوقع المحلل المالي يوسف بوحليقة أن يستمر التراجع اليوم وربما غدا مع بداية افتتاح الأسواق العالمية إلى أن يتم الإعلان عن أرباح بنك قطر الوطني ضمن النتائج المالية للربع الأول 2025.
وفي تصريح لـ الشرق قال الخبير الاقتصادي والمالي أحمد عقل إن الانخفاضات التي شهدتها بورصة قطر أمس كانت قوية ونزلت بالمؤشر إلى مستويات سريعة تحت 9600 ليعود ويحافظ على نقطة دعم عند 9800 نقطة، وفي كل الأحوال فإن السوق يعمل بشكل إيجابي تحت مؤثرات وعوامل مختلفة منها ما هو محلي ومنها ما هو خارجي بما في ذلك الأخبار القادمة من الولايات المتحدة والرسوم الجمركية والضغط الذي وقع تحته مؤشر داوجونز خلال اليومين الأخيرين وهبوطه تحت مستويات 2021 وهي الأكثر انخفاضا مما كان تأثير على المستثمرين. ويضيف السيد عقل أن هذه التأثيرات للرسوم الجمركية والضغوطات البعض منها له تأثير نفسي على المتداولين والبعض الآخر له ضغوط على بعض اللاعبين الأجانب الذين يضغطون على السوق ويتجهون للتخارج مستفيدين من تراجع الأسعار ببعض الأسواق العالمية، وفي نفس الوقت هناك بعض المحافظ والمؤسسات المالية التي تمتلك السيولة سترجع وتستثمر بالسوق القطري خاصة وأننا لسنا معنيين بشكل أساسي بهذه التغيرات والحرب التجارية.
ويشير السيد عقل إلى أن التأثير على البورصة يرجع بشكل أساسي إلى المتداولين المحليين والأجانب والمؤسسات، ويلفت إلى أهمية موضوع الدولار الذي يرتبط به الريال، وبما أن الأسهم مقومة بالريال فإن أي تأثير على الدولار، وبالتالي فإن أي انخفاض للدولار يؤثر بدوره على قيمة الأسهم، كما يلفت إلى أهمية موضوع أسعار النفط الذي تراجع إلى 65 دولارا، وبالتالي فإن سوقنا وأسواق المنطقة تأثرت بنتائج الرسوم التجارية وليس بالرسوم نفسها، فمثلا تراجع أسعار الطاقة يؤثر على الأسواق، ولذلك رأينا أسهما مثل صناعات قطر ومسيعيد من أكثر الشركات تراجعا وذلك بسبب تراجع أسعار النفط والخوف من الدخول في عملية ركود.
وبشأن التوقعات المستقبلية يشير الخبير عقل إلى أن الضغط الأكبر خلال الفترة المقبلة سيكون على الأسواق الأمريكية أكثر من غيرها وفي جلسات الإثنين والثلاثاء سنرى مدى استيعاب الأسواق الأمريكية التي تراجعت ما بين 10 إلى 15 % لهذه الصدمات، وبالنسبة للسوق القطري حافظنا أمس على مستوى 9800 بصعوبة وهذا شيء إيجابي، وستكون نقاط الدعم الأساسية عند مستويات 9600 و9400 ثم 9200 نقطة دعم رئيسية ونتمنى ألا نصل إلى هذه المستويات ونتمنى أن نحافظ في جلسة اليوم على مستوى 9800 وسيكون ذلك إنجازا جيدا ويعطي انطباعا بارتفاعات جيدة قادمة، وبالتالي لدينا نقاط دعم تصل إلى 10400 والعالم ينتظر أي أخبار أو أي بيانات بشأن الضرائب الأمريكية وتداعياتها على أسواق المنطقة دون النظر حتى إلى الوضع الجيوسياسي في المنطقة.